حديث الجمعة : القلب السليم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ قَالُوا:اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ،قَالَ: ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَايَكْرَهُ ،قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَاأَقُول،قَالَ إِنْ كَانَ فِيهِ مَاتَقُولُ فَقَدِاغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُن فِيهِ فَقَد بَهَتَّهُ(مسلم).
الغيبة هي ذِكْرُكَ أخاك بمايكْره،سواءٌ أكانت هذه الغيبة في بدنِهِ،كأن تقول فلان أعْرج، أو أعْمَش،أوقصير..أوفي دينه،كأن تقول مُتهاوِن بالصلوات،ليس باراً بوالِدَيْه،وكأن تقول: بخيل،فضولي،وظالم،أودُنياه،كأن تقول:هذا قليل الأدب،وكثيرالأكل،والنوم.أوفي الخُلق كأن تقول: مُتَكَبِّرومُرائي،قاسي،أوغيرذلك ممايتعلَّقُ به.سواءٌ ذكرته بِلِسانك،أو بقلمك ،أورَمَزْتَ إليه،أوأشَرت إليه بِعَيْنِك،أويدك، أورأسِك،أونحو ذلك؛تلْميحاً كان أوتصْريحاً،فكلُّ هذامن الغيبة،فالغمز،واللمز أيضامن الغيبة .
الغيبة من أوْسع المعاصي التي يقْترِفُه الناس على العموم في مجالسِهِم وهم لايشْعرون،والغيبة كماتعْلمون من الكبائِر. والكبائر تخرجك من دائرة أهل التصوف، فحذار،فالكثير من السالكين في غفلة من امرهم.
أما البهتان أن تقول ماليس فيه،والإفْك كأن تقول مابلَغَكَ عنه.
اما النَّمِيمَة اصطلاحًا فهي نَقْلُ الحديث من شخص إلى اخر بغية الإفْسادِ والشَّرِّ. التكبر:هو إظهارالشخص إعجابه بنفسه بصورة تجعله يحتقرالآخرين في أنفسهم، وينال من ذواتهم،ويترفع عن قبول الحق منهم.
الرياء:هوأن يقوم المرء بالعبادة من أجل أن يراه الناس،أومن أجل أن يقال هذا شخص صالح، أولإرضاء الناس ولايهتم بإرضاء الله.
فالغيبة،والبهتان،والافك،والنميمة،والكبرياء،والرياء، ذنوب كلها تعيق سيرالسالك في طريقه وتمنع ترقيه،يجب الاحتياط منها،وخصوصا الغيبة لأن الشخص لا ينتبه لها. فالصوفي الحقيقي لا يغتاب أحدا،ولا يسمع غيبة احد.
الغيبة تخرج السالك من التصوف.قال تعالى (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه)إن ذكرك أخيك بما يكره،بمنزلة أكل لحمه،وهوميت لايشعر بذلك.لهذا اختار اهل التصوف العزلة ففيها السلامة.
الاعذارالمرخصة بالغيبة:
1 التظلم :فإن من ذكر شخصا بالظلم وأخذالرشوة كان مغتاباله إن لم يكن مظلوما أما المظلوم فلا .
2 الاستعانةعلى تغييرالمنكر.
3 الاستفتاء: كماقالت هند بنت عتبة للرسول صلى الله عليه وسلم :إن اباسفيان رجل شحيح لايعطيني ما يكفيني.
4 تحذيرالمسلممن الشر :إذارأيت أحدايتعامل مع آخرفاسق.
5أن يكون الانسان معروفابهذا اللقب كالاعرج والاعورفلا إثم عليه .
قال صلى الله عليه وسلم : من ألقى جلباب الحياء فلاغيبة له،
وقال سيدنا عمر : ليس لفاجرغيبة وأرا د به المجاهر بفسقه، دون المتستر.
وقال الحسن البصري رضي الله عنه ثلاثة لاغيبة لهم:صاحب الهوى،والفاسق المعلن فسقه،و الامام الجائر.
قال تعالى (يوم لاينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بفلب سليم)والقلب السليم هو الذي حافظ على الفطرة الربانية السليمة،وبقي مُطهرا من الغل،والحسد،والكراهية ،والغيبة، والنميمة، والرياء،والبخل،والكبرياء…صاحبه من المخلصين،ومن المقسطين، ومن الكاظمين الغيظ، ومن العافين عن الناس،ومن المنفقين،ومن الصابرين،ومن المستغفرين بالاسحار. ..يصل من قطعه،ويعطي من حرمه،ويعفو عمن ظلمه.
فكل من طهر قلبه،أسرع سيره،وتقوى إدراكه،وكان قلبه محل التجليات الالهية الجمالية” ما وسعني أرضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المومن“.