قال الشيخ زروق في القاعدة الخامسة عشر
بذل العلم لغير أهله
أهلية الشيء تقضي بلزوم بذله لمن تأهل له، إذ يقدره حق قدره ويضعه في محله، ومن ليس بأهل فقد يضيعه،وهوالغالب،أو يكون حاملا له على طلب نوعه وهو النادر.
ومن ثم اختلف الصوفية في بذل علمهم لغير أهله، فمن قائل: لا يبذل إلا لأهله، وهو مذهب الثوري وغيره.
ومن قائل: يبذل لأهله ولغير أهله،والعلم أحمى جانبا من أن يصل إلى غير أهله، وهومذهب الجنيد رحمه الله. إذ قيل له: كم تنادي على الله بين يدي العامة؟ فقال: (لكني أنادي على العامة بين يدي الله). يعني أنه يذكر لهم ما يردّهم إليه،فتتضح الحجة لقوم وتقوم على آخرين. والحق اختلاف الحكم باختلاف النسب والأنواع، والله أعلم. انتهـى.
قلت : ونحن نقتدي بالجنيد،مذهبنا في النشر هومذهبه،فعلم التصوف العرفاني لا يستقر الا عند اهله ، الملـتـزمين بالشريعة ظاهرا وباطنا، فالحقائق احمى جانبا ان تستقرفي قلب من ليس مؤهل لها.ومن لا شيخ له فالشيطان شيخه .