صوفيات :الفهم عن الله :
قال تعالى ” وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ
لَّكُمْ.
يحكى أن رجلا “كان يسكن في البادية وكان من العارفين فأتفق له
ذات يوم أن مات حماره وكلبه وديكه فأتي إليه أهله فقالوا له حين مات الحمار ،مات
حمارنا،فقال خير .ثم قالوا مات الكلب فقال خير .ثم قالوا مات الديك فقال خير .فغضب
أهل الدار وقالوا أي خير في هذا متاعنا ذهب ونحن ننظر فأتفق أن بعض اللصوص ضربوا
على ذلك الحي في تلك الليلة فاجتاحوا كل ما فيه وكانوا يستدلون على الخيام بنهيق
الحمار ونباح الكلاب وصراخ الديك فأصبحت خيمته سالمة
إذ لم يكن بقي من يفضحها. فأنظر كيف كان حسن ظن الرجل بالله وكيف فهم ما في ذلك من
السر .فهذا هو الفهم عن الله”
قال بعضهم: إذا منعت فذاك عطاؤه، وإذا أعطيت فذاك منعه
وقال آخر : متى فتح لك باب الفهم في المنع، عاد المنع هو عين
العطاء” فافهم.!
فما في العالم ،وإن كان ظاهره شر في نظر البعض فعند أهل الفهم
والمعرفة باطنه خير محض.
” وَقِيلَ
لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرا”
فال فرعون للسحرة ” فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم
مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ” فقالوا”
لاضير إنا الى ربنا منقلبون” أي لاضرر.
حصل المقال على : 1٬363 مشاهدة