قال تعالى(كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم)الصيام فريضه كتبت علي الأمم السابقه كما كتبت على أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم،أما الصوم فهو ما زاد عن الصيام فى الكيفيه والمعنى والمضمون والنتيجة،الصوم فلم يكتب على الأمم السابقه بل كان نافلة للخواص من عباد الله أنظر إلى قوله تعالى مخبراً عن السيده مريم عليها السلام(فقولى إنى نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم أنسياً)والنذر ليس فريضه فلا يصح أن تقول إنى نذرت صيام رمضان لأنك مكلف به فإن صمته نجوت من الحساب وإلا فالعقاب.وأنظر أيضاً إلى قول الله مخبراًعن زكريا عليه السلام (قال رب إجعل لى آيه قال آيتك ألا تكلم الناس)وحددها الله بثلاث ليال أوثلاث أيام وجعل الكلام بالرمز إستثناء فقال(إلارمزاً)وعندما يقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم :“يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءه فليتزوج ،ومن لم يستطع فعليه بالصوم “ لم يكن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم يقصد صوم المكتوبة بل صوم النافلة.عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،قَالَ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ.كل الاحاديث جاءت بلفظ الصوم. .سؤال:هل يمكن أن يجتمع الصوم والصيام؟
الجواب :كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش،معناه أمسك فقط عن الطعام والشراب ،ولم يراع الأصول الأخرى ويسمى هذا صيام العوام إذن فهو صيام فإذا صام المؤمن عن الطعام والشراب ،وعن كل شىء عدا ذكر الله فهذا يكون صيام الخواص كما أطلق عليه العلماء ذلك وفى إعتبارى أن هذا النوع هو المرحله الإنتقاليه من الصيام إلى الصوم .
سؤال : هل من نوع ثالث ؟
نعم : النوع الثالث هو الإمساك عن الطعام والشراب،والإعراض عن كل ماسوى الله وهذا مقام يكون العبد فيه فى مقام المخاطبة والمشاهدة أي فى مقام الإحسان ويسميه العلماء صيام خواص الخواص،وفى اعتبارى أن هذا هو الصوم ،ومن هنا يمكننا القول أن الإمتناع أوالإمساك أدناه الصيام وأعلاه الصوم،وقد كتب الله على الأمة أدنى استطاعتهم وهو الصيام وترك لهم ميدان التسابق والتنافس والقرار مفتوحاً(فإستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعاً)-(وفى ذلك فليتنافس المتنافسون)–(ففروا إلى الله إنى لكم منه نذير مبين).وكما تعلم أن “الوسع” ،”هو أدنى الاستطاعة وأقل الطاقة”والله برحمته لا يكلف نفساً إلا وسعها ،فمن تذوق حلاوة الطاعة فإنه يسعى إلى الإستزادة منها،ومن لم يتذوق حلاوتها فإنه يؤدى ما كتب عليه، ولذلك ترك الله الباب مفتوحاً للراغبين فى التقرب إليه،المحبين للقائه على موائد طاعته الآملين فيما عنده المستغنين به عن غيره،المعرضين عن كل ما سواه الصوامين نافلة تُقَربهم إلى ربهم ،وتؤدى بهم إلى حبه لهم،فإذا أحبهم كان سمعهم الذى يسمعون به وبصرهم الذى يبصرون به وأيديهم التى يبطشون بها وأرجلهم التى يمشون بها ولئن سألوه لأعطاهم ،وإن إستعاذوا به لأعاذهم، وما تردد الله عن شىء هو فاعله تردده عن نفوسهم فإذا كرهوا الموت كره الله مسائلتهم وحاشاهم ذلك فهم المحبون للقاء الله.
منقول.
اضافة
ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ [ ﺍﻟﺼـﻴﺎﻡ ، والصوم
ﺇﻥّ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻟﻴﺲ ﺑﻪ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻣﺘﺮﺍﺩﻓﺔ ﺃﺑﺪﺍً ،ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﻛﻠﻤﺔ ﺻـﻴﺎﻡ ﺑﺤﺮﻑ [ ﺍﻟﻴﺎﺀ ]،ﻓﺈﻧّﻪ ﻻ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﺻـﻮﻡ ﺑﺤﺮﻑ[ﺍﻟﻮﺍﻭ ] ﺇﻥّ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺼـﻴﺎﻡ ﻳﻘﺼﺪﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻌـﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻭﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﻔﻄﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺣﺘّﻰ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ، ﺃﻱ ﻓﺮﻳﻀﺔ ﺍﻟﺼـﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺧﻼﻝ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ،ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ(ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍﻛـﺘﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺼـﻴﺎﻡ (ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ 183 ) و ﻟﻢ ﻳﻘﻞ (ﻛـﺘﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺼـﻮﻡ )
ﺃﻣّـﺎ [ ﺍﻟﺼـﻮﻡ ]ﻓﻴﺨﺺّ ﺍﻟﻠّﺴـﺎﻥ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻌـﺪﺓ،ﻭﺧﺎﺻّﺔ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖّ ﺳـﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ،ﺃﻱﺃﻥّ [ﺍﻟﺼﻮﻡ ] ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻊ [ ﺍﻟﺼـﻴﺎﻡ ]ﻭ ﺑﻌـﺪﻩ ،ﻭ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥّ [ﺍﻟﺼﻮﻡ][ ﻟﻴﺲ ﻟـﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺸـﺮﺍﺏ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْت لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا)
ﺃﻱ ﺃﻥّ ﻣﺮﻳﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗـﺪ ﻧﺬﺭﺕ[ ﺻـﻮﻣﺎً ] ﻭﻫﻲ ﺗﺄﻛﻞ ﻭ ﺗﺸـﺮﺏ،ﻭﺍﻟﺼـﻴﺎﻡ [ﻟﻮﺣﺪﻩ ﺩﻭﻥ ﺃﻥْ ﻳُﺮﺍﻓﻘـﻪ] ﺍﻟﺼـﻮﻡ [ ﻻ ﻳُﺆﺩّﻱ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺗﻤـﺎﻣﺎً ﻟﻘﻮﻟـﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ : ( ﻣَـﻦْ ﻟﻢْ ﻳﺪﻉْ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺰﻭﺭ ﻭ ﺍﻟﻌﻤـﻞ ﺑـﻪ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻠـﻪ ﺣﺎﺟـﺔ ﻓﻲ ﺃﻥْ ﻳﺪﻉ ﻃﻌﺎﻣـﻪ ﻭﺷـﺮﺍﺑـﻪ) ﺃﻱْ ﻻﺑـﺪّ ﻣﻦ [ ﺍﻟﺼﻮﻡ ] ﻣﻊ [ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ] ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭ ﺍﻟﻌﻄﺶ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻟﻠﻤﻐﺮﺏ ، ﻟﻜﻦّ ﻣﻦ ﺃﺷـﺪّ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖّﺧﺎﺻّﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴـﻪ ، ﻷﻥّ [ ﺍﻟﺼﺒْﺮ ] ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻫﻮﻓﻲ ﻣُﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ (ﻭ ﺟﻌﻠْﻨﺎ ﺑﻌْﻀﻜُﻢ ﻟﺒﻌْﺾٍ ﻓﺘﻨﺔً ،ﺃﺗَﺼﺒﺮﻭﻥ) ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ 20 ، ﻭﺍﻷﻫﻢّ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻫـﻮﻓﻬـﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻘﺪﺳـﻲّ ﺟـﻴّﺪﺍً ﻭ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻟﻜﻠﻤﺎﺗﻪ ﺑﺪﻗّﺔ ﺃﻳﻀﺎً : (ﻛـﻞّ ﻋﻤـﻞ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻟـﻪ ﺇﻻً ﺍﻟﺼـﻮﻡ ﻓﺈﻧّـﻪ ﻟـﻲ ﻭ ﺃﻧـﺎ ﺃﺟـﺰﻱ ﺑـﻪ)ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻧّـﻪ ﺫﻛﺮ [ ﺍﻟﺼـﻮﻡ ] ﻭ ﻟـﻢ ﻳﻘﻞ [ ﺍﻟﺼـﻴﺎﻡ ] ، ﻷﻧـﻪ ﺏ [ ﺍﻟﺼـﻮﻡ ] ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻭ ﻳﺨﻒّ ﺍﻟﻀـﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤـﺎﻛﻢ ، ﺃﻣّـﺎ ﺍﻟﺼـﻴﺎﻡ ﻣﻊ ﺳـﻮﺀ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻓﺈﻧّـﻪ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻤـﻞ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ، ﻓﺼـﻮﻣﻮﺍ [ ﺻـﻮﻣﺎً ] ﻭ [ ﺻـﻴﺎﻣﺎً ] •
منقول