شرح الصلاة 9 من الدليل الشريف”خبيئة الأسرار”
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى ال سيدنا ومولانا محمد،النبوة المحمدية البارزة من شعاع الأحدية.المتحلية بحلل الأسماء التشاجرية،والموصوف الظاهر بالبشرية.ظهر بالوجهتين ليناسب الحضرتين﴿إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله﴾.الخليفة في السر والعلانية،المراقب لكل الخبايا والخفايا الوجودية، فسارالكون حسب المقتضيات القرءانية﴿ما فرطنا في الكتٰب من شيء﴾مفتقرا إفتقارا ذاتيا للتجليات الإلهية،هي غذاؤه بكرة وعشية، مؤتمرا بسلطان الرحمانية. أعطاه المفاتح والمقاليد﴿هٰذاعطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب﴾وستره بقوله﴿ن والقلم وما يسطرون ماأنت بنعمة ربك بمجنون﴾ وأمر المؤمنين بالصلاة عليه والتسليم ﴿إن الله وملٰئكتهۥ يصلون على النبي يٰأيهاالذين ءامنواصلواعليه وسلموا تسليما﴾ فالصلاة عليه واجبة،وذكره ليس كذكر غيره،*لاتجعلوني كقدح الراكب*وصحبه وسلم.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى ال سيدنا ومولانا محمد،النبوة المحمدية البارزة من شعاع الأحدية:
الأحدية صفة إلاهية وأعلا مرتبة وجودية،لاتعلق لها بالخلقية،ولا تجل بها بالكلية،سحقية محقية،من مقتضاها النقطة النورانية والفيضة القرءانية ،أي النبوة والرسالة، محمد أحمد.قال العارف(البارزة من شعاع الأحدية)وما قال أشعة: فلم يبرزمنها سواه،فهومقتضاها الأوحد ،ولا ضرة له في الوجود صلى الله عليه وسلم.
المتحلية بحلل الأسماء التشاجرية
تحلي النبوة بالاسماء والصفات الإلهية كان في بساط اسم الجلالة “الله” وهو بساط الاصطحاب.وهذا التحلي ألبس النقطة النورانية لباس الربوبية فكانت لها وجهة حقية.وقد سبقت الإشارة لهذا في مواطن عدة من الشروحات السابقة .
والمقصود بتشاجر الأسماء،ان كل اسم يجرلدائرة مقتضاه فالاسماء الجمالية في مقابلة الجلالية،فالضار يجر لدائرته وهومتشاجر مع النافع والمعطي متشاجر مع المانع …وقس على هذا باقي الاسماء.
وظهورمقتضيات الاسماء الالهية بهذا الحُكم(جمالية وجلالية)من حِكَمه ابتلاء الخلق واختبارهم بما يحبون أو يكرهون ،أو بما يضرهم وبما ينفعهم،لتُقام عليهم الحجة وتجري عليهم المقاديرالمسطرة ،كل بحسب ما قسم له ،فللسراء الشكر وللضراء الصبر.وما خرج الاختبارالالهي لعبيده عما هو جلال اوجمال في ظاهر ما يرونَ.قال تعالى”وذكرهم بأييام الله ان في ذلك لايات لكل صبار شكور” “أييام” رسمت بيأين ياء للجمال ،وياء للجلال ،ياء للشكور وياء للصبار .
ومن الاسماء الالهية ما جمع بين الجلال والجمال في نفس الوقت .
والاسماء الالهية مع الاسم الجامع (الله) كالشجرة مع اغصانها وأوراقها وثمارها هي عينها لاغيرها،الاسماء الالهية لاتظهر أعيانها الا في المظاهر الخلقية في الاكوان والمظاهرلاتقوم الا بالاسماء،هي تطلبنا ونحن نطلبها. الرزاق يطلب المرزوقين،والمرزوق يطلب الرزق….وقيام هاته الأسماء والصفات منوط بالنبوة اصطحابا ليتحقق اللطف والرحمة بالكون وأهله .. لذلك كانت النبوة شجرة كما قال استاذنا المربي مولاي محمد لحميتي في أسرار وحقائق(وأنت الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء..)الصلاة 110 فهو الشجرة وهو المُبايَعُ تحتها..جمع بين الأضداد صلى الله عليه وسلم ..
وكان التعبير بالتشاجر كأغصان الشجرة :غصن متداخل مع غصن و اوراق متشابكة مع اوراق وظلالها متداخلة متشاكلة.. .لكن كل غصن من تلك الشجرة على اختلاف اماكن نمو تلك الاغصان والاوراق ومع تباين احجامها : فإن الغاية المتوخاة منها واحدة: الثمار والظل أوتلطيف الجو وتنقية الهواء.وجمال للناظر.. .فهي غايات تُحقق معنى الخير ومعنى الحُسن.
فما من إسم إلهي إلاوغايته الخير وإن ظهر مقتضاه جماليا أو جلاليا..قال تعالى(وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهوشرلكم) قال المولى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:”عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ”( رواه مسلم).. قال الحق سبحانه(وَقِیلَ لِلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ مَاذَاۤ أَنزَلَ رَبُّكُمۡۚ قَالُوا۟ خَیۡراۗ)فما ثم إلا الخير والحُسن في كل ما جاء من عند الله من مقتضيات أسمائه في الكون،( قل كل من عند الله) فجميع الأسماء ترجع في مقتضياتها جمالا وجلالا إلى الخيروالحُسن ،وقد سماها الحق تعالى اسماء حسنى ،وحسنى مؤنت الحسن (ولله الأسماء الحُسنى)فالشجرة التي أكل منها سيدنا آدم عليه السلام كانت سببا لهبوطه من الجنة إلى الأرض ..لكن هذا الهبوط وان كان ظاهره عتاب وجلال.. فباطنه جمال وغايته كمال ونِعم لا تُحصى : هو استخلاف لآدم ولذريته ،وعمارة الارض وما تبعها من عبادة الله تعالى ،وارسال الانبياء و الرسل برازيخ الوحي ونواب مولانا رسول الله صلى الله عليه ،وظهور الأولياء…. وفي قصة موسى والخضر اشارات الى ان بواطن الامورغير ظاهرها فقتلُ الغلام على يد سيدنا الخضر،لا شك انه جلالي ،ولكن باطنه جمالي اذ ان هذا القتل افضى للاستبدال غلام عاق لوالدية ،بخير منه لعلة صلاح أبويه وهو جمال.
والموصوف الظاهر بالبشرية
كل مخلوق يعيش تحت سيطرة تجليات الأسماء الإلهية ومقتضياتها.مقيَّدٌ قالبُه بالجهات الستة،مقيد بحواسه، وعقله. ..وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،من حيث وجهته الحقية، نور”قد جاءكم من الله نور وكتٰب مبين”،والنور مطلق (إني لست كهيئتكم )فلاهيئة له تقيده ..كما أن القرءان صفته، والصفة لا بد أن تلازم الموصوف بها.فنبوته المحمدية ورسالته الأحمدية، مناط وجهته الحقية هي من عالم الشأن فلها محض الإطلاق لأنهما من مقتضى الأحدية …..وللسائل هنا ان يسأل : فلِمَ تسترت الحقيقة المحمدية وهي من عالم الشأنية المُطلق في قالب بشري وهومن عالم الشيئية المُقيَّد؟ كيف ظهر الموصوف بقالب بشري؟
قلنا: الخليفة الكلي سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم هونورإلهي مطلق ،كان لا بد له ان يظهر على صورة الخليقة التي أُرْسِل إليها(وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ إِلَّا رَحۡمَة لِّلۡعَـٰلَمِینَ) فكان لزاما ظهوره في قالب بشري لتبليغ الشريعة وليتأسي به الناس في كل شيء عادة وعبادة (لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِی رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَة لِّمَن كَانَ یَرۡجُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلۡیَوۡمَ ٱلۡـَٔاخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِیرا)..(لَقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِیهِمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَة لِّمَن كَانَ یَرۡجُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلۡیَوۡمَ ٱلۡـَٔاخِرَۚ وَمَن یَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَنِیُّ ٱلۡحَمِیدُ)…قال الشيخ سيدي عبد الحي الكتاني قدس الله سره في صلاة مولانا طه (فَمَا أَكَلَ وَلاَ شَرِبَ وَلاَ جَامَعَ إِلاَّ لَنَا. فَلَوْلَمْ يَاكُلْ لَعَاشَ.وَلَوْلَمْ يَشْرَبْ لَسَاغَ طَعَامُهُ الأَلَذُّ وَرَيّاً مَاشٍ. فَاجْتَمَعَتْ فِيهِ الأَضْدَادُ).. الم يقل صلى الله عليه وسلم (إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقين)..فالشاهد: مع وجود قالبه البشري ،فله صلى الله عليه وسلم الإطلاق حتى حين يُظن ان هناك تقييد ..فهو الجامع بين الأضداد : نعت عظيم في الكون ليس إلا له وحده صلى الله عليه وسلم ….تأمل يا ولي : الربط بين الأسوة الحسنة وبين التولي وبين غنى الله عمن تولى عن التأسي : لم يقل الحق: و من يتول عنك فإنك غني عنه..فافهم ..فافهم..
قلنا : بل حتى مع وجود قالبه البشري المماثل ظاهرا لباقي البشر : فهو صلى الله عليه و سلم لم يكن له ظل وكان يرى من خلف كما من أمام، وإذا مشى مع القوم كان أطولهم… وقد أحسن من قال(سيدنا ومولانا محمد هو نور حقاني، لاهوتي، تلثم ببراقع العبدية،وتستربالبشرية ) كما جاء في مقدمة المواقف..
ظهر في قالب بشري لكي لايعبد من دون الله.
ظهر بالوجهتين ليناسب الحضرتين
مولانا رسول الله له وجهة حقية،ووجهة خلقية. الوجهة الحقية هي حقيقته،وهي التي خاطبت هذا العارف وسمع منها هذا الاخر،والله تعالى من حيث ذاته،غني حتى عن اسمائه وصفاته. اصطحبت هذه الحقيقة النورانية،مع الفيضة القرءانية، وتحلت بالأسماء الإلهية وتخلقت بها،فأصبحت هي(أي الاسماء)هو(أي محمد) وهو هي”ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله”وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى” وقرن تعالى غناه بغناه،وطاعته بطاعته،والإستجابة له بالإستجابة له،والرضى والإستغفار..(الموقف110 ).
وجهة الى الاعلى :الوجهة الحقية، ووجهة الى الاسفل :الوجهة الخلقية،”ثم دنا فتدلى”فوجهته الحقية تشيرإلى تخلق،وتحقق النقطة النورانية،بجميع الأسماء والصفات الإلهية،ووجهتها الخلقية تشير الى إتصافها بصفات العبودية فهي وجهة موالية للعبودية.وفي حقيقة الامرهي وجهة حقية ونسبة خلقية قال الاستاذ في الصلاة 88 من أسراروحقائق(اللهم صل صلاة، كاملة تابعة للتجليات الإلهية الجمالية على هيولى الأنوار ومركزها.وقهرمان الأسرار وبرزخها.وسلم سلاما تاما شاملامن بساط الأحمدية. على سيدنا ومولانا محمد ذي الوجهة الحقية، والنسبة الخلقية).
﴿إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله﴾.الخليفة في السر والعلانية)
المبايَعة ليست حكراعلى ساداتنا الصحابة في زمن الظهور الشريف لسيدنا و مولانا محمد صلى الله عليه وسلم قبل اكثر من الف وأربعمائة سنة.. فالمبايعة مستمرة والمبايِعون لن يَخْلُ منهم عصر ولامصر،ألا ترى أنّ فعل المبايعة (يبايعونك)جاء بصيغة المضارع المفيد للتجدد والإستمرارية..؟ و تأمل في إثبات الألف في هذا الفعل (يبايعونك) : فأصل المبايَعَة ثابت لمن عرف حق سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم ،وتبقى درجات المبايعة تتباين :
أولا -بحسب رؤيتك للمُبايَعِ له : سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم : يعني بأي كيفية تراه و في أي مرتبة تقدم بيعتك له (وَتَرَىٰهُمۡ یَنظُرُونَ إِلَیۡكَ وَهُمۡ لَا یُبۡصِرُونَ)فما كُل راءٍ ناظر وما كل ناظر باصر..فافهم!
ثانيا-بحسب مقام المبايِع من درجات الدين : إسلاما وإيمانا وإحسانا ..
ولو تأمل المسلم في الآية لما رضي ان تكون بيعته إلا تعظيما لشأن النبوة حين اقام الله مبايعتها مقام مبايعته.
المراقب لكل الخبايا والخفايا الوجودية
تخلقت النبوة بالأخلاق الإلهية،وكانت شريكا في التجليات، وترقت في الكمالات، ونشرت كل الرحمات،وأمدت كل الكائنات،قياما بمقتضى العظمة الشاملة ،صحت له صلى الله عليه وسلم الخلافة الإلهية،وتحققت له الإمدادات الربانية وأُنيطت به وله المراقبة الكونية،فهوعين الوُسع ومجلاه ،قال تعالى “إن الله واسع عليم”هو الواسع من حيث العلم،ومن حيث الإحاطة ،ومن حيث المراقبة ،فالكل بمشيئة الله مقدر،في بساط الرحمانية مسطر.قدرالمقادير وضبط الموازين،﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ﴾فهو صلى الله عليه وسلم وجه الله تعالى وكل التجليات الإلهية تمرعبر حقيقته المحمدية ليكون اللطف في الكون الإلهي.قال تعالى﴿ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾ولم يقل بل أنتم في لبس من خلق جديد،فلم يشمل الخطاب سيدنا محمد فتأمل عظمة هذا النبي الكريم، إذ لم يجعل الله له ضرة في الوجود إطلاقا. فنحن في لبس من خلق جديد بين تجل وتجل،ولولا هذا الوسع الإلهي وهذه القيومية الإلهية ،لفنى العالم من حينه،ولايسع هذه التجليات الا قلب عبده المومن الٍذي تمرمنه وتصطحب باللطف، لأن رحمته وسعت كل شئ،حتى التجليات والأسماء الإلهية وسعتها هذه الرحمة (من كتاب الرفاق)..
لهذا كانت النبوة حاضرة وللكون ناظرة ونظرها،هو جوهرمراقبتها للكون وأهله تحقيقا لسريان الرحمة التي من اجلها كان الإرسال إليهم(وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ إِلَّا رَحۡمَة لِّلۡعَـٰلَمِینَ)،قال تعالى (وَمَا مُحَمَّدٌ اِلَّا رَسُولٞ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ اِ۬لرُّسُلُۖ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْقُتِلَ اَ۪نقَلَبْتُمْ عَلَىٓ أَعْقَٰبِكُمْۖ)..(أفإين مات)اولا كُتبت مخالفة للكتابة العربية بياء زائدة ولم تكتب “أَفَإِن مَّاتَ” “فإين مات”…. إن شرطية تشكيكية والتشكيك يُفيد انه صلى الله عليه وسلم ،وإن مات حساً،فلم يمت حقيقة.. ..فحقيقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أبدية الوجود ،فوساطته دائمة ولاموت لحقيقته،ولا نهاية لها ،خالدة لأنها نور من الله ،هي الروح الكلية وهي من امر الله ،ولانهاية لأمرالله..
ثانيا-“أفإين مات” هي كتابة مخالفة للنطق ،وكأنه استفهام، أين مات محمد؟ اين مات مَنْ روحه هي الروح الكلية ؟أيموت مَنْ هو رحمة للعالمين ؟مَنْ هو طرفٌ فاعل في التجليات الإلهية ؟؟ وكيف تسير التجليات إن لم يكن مُصاحبا لها ؟وأين اللطف الذي يضفيه عليها،ولهذه المهمة خُلق،كما يقول استاذنا نفعنا الله به .. و تأسيسا عليه : فإذا كان القرءان دستور الكون،فالنبوة هي الخليفة المنفذ والمراقب لمافي كتاب الله المسطور،الذي ما فرط الله فيه من كل خفي ومنظور، فهو يمتثل أوامر الله ،ويسير حسب إرادة الله… حقيقته هي الروح الكلية الحاضرة في الكون الإلهي و إليه الإشارة في الآية “يٰأيها النبي إنا أرسلنٰك شٰهدا ومبشرا ونذيرا” وحضورالشاهد واجب..والشاهد لا تقبل شهادته إن لم يكن مراقبا لكل الخفايا و الخبايا..و هذه المراقبة من مقتضيات كونه الخليفة الكلي قال الاستاذ في 18 من -(صلوات مراتب الوجود). (اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى ال سيدنا ومولانا محمد،الفاتح لمراتب الوجود والمراقب لها،والحاضر في التجليات والمدخل الرحمة عليها،والمظهر لمقتضياتها…)..،والحمد لله على مراقبته للكون وحضوره صلى الله عليه وسلم : لانه لو غابت النبوة عن الكون الإلهي،لفتح المجال للجلال المحض.قال تعالى”فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون” فلو خلا الكون من سر النبوة لأفنته الأسماء اﻹلهية…(وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمۡ وَأَنتَ فِیهِمۡۚ)
فسارالكون حسب المقتضيات القرءانية﴿ما فرطنا في الكتٰب من شيء﴾ مفتقرا إفتقارا ذاتيا للتجليات الإلهية،هي غذاؤه بكرة وعشية
بعد خروج الوجود من العدم صارت الأسماء الإلهية مناطة به وصارالوجود مفتقرا لمقتضياتها،وافتقاره هوعين مُضيّه وفق دستورالقرآن الجامع لكل حيثيات سيرهذا الكون ،ملكا وملكوتا..جامع عددها 114 وهوعدد سورالقرآن…غذاء الكون من مقتضى الأسماء الإلهية،لايصل إلى هذا الكون مباشرة،بل لا بد من الإصطحاب مع النبوة المحمدية،لكي يكون اللطف في التجليات الإلهية “الله معطي وإنما أنا قاسم”لهذا أوجد الله تعالى من نوره،هذا البرزخ العظيم الجامع ،وأفاض عليه جميع كمالاته وحلاه بأسمائه وصفاته ،فكان حاجزا بين المخلوقات وصدمات التجليات الإلهية كما يقول الأستاذ في الموقف 18..فما خرج الكون عما ارادت الصفة أحمد والموصوف بها محمد صلى الله عليه و سلم : فالقرآن باعتباره صفته الأحمدية صلى الله عليه و سلم هو برنامج يسير عليه الكون والموصوف بها أي المحمدية ساهرعلى هذا السير ..
مؤتمِرا بسلطان الرحمانية
الكون سائرٌعلى وفق بساط الرحمانية والمقتضيات القرءانية ..،فالكل بمشيئة الله مقدر،في بساط الرحمانية مسطر.قدر المقادير وظبط الموازين…بساط الرحمانية بساط عام يشمل المؤمن،والكافر،الصالح والطالح..
.العرش صفته وهو القرءان،وبقيت الصفة أي العرش تبحث عن الموصوف بها حتى كتبت عليه “لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن » (رواه الحاكم في المستدرك وصححه). قال تعالى”الرحمٰن على العرش استوىٰ”في معرض المدح للعرش،وربط تعالى الإستواءعلى العرش بالرحمانية أي الشاملة لكل المخلوقات. .. جاء في الصلاة 11 من صلوات مراتب الوجود (اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى ال سيدنا ومولانامحمد في بساط الرحمانية ،نقيب الأسماء الإلهية﴿قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمٰن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنىٰ﴾ فاحتضن الترجمةالقرءانية﴿فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون﴾هو بساط مشترك، جامع لكل المظاهر الوجودية،والحقائق الكلية والجزئية،الحقيةوالخلقية،بما في ذلك الحروف الهجائية﴿الر تلك ايات الكتاب وقرءان مبين﴾﴿طس تلك ايات القرءان وكتاب مبين﴾فكل شيء في الرحمانية مسطر،بالمشيئة الإلهية مسير، بالنبوة ميسر،قدر المقادير،و وضع الموازين،فمن سأل فماخرج من القضاء،ومن ترك السؤال فما خرج من القضاء،وصحبه وسلم)
أعطاه المفاتح والمقاليد﴿هٰذاعطاؤنا فامنن أوأمسك بغير حساب﴾
المولى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هوالممد للكون وأهله.. ما من شيء في الوجود إلا وله مرتبة ترجع به إلى مقتضى اسم إلهي مصطحِب بالنبوة،منه مدده ..فسيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم هوصاحب الفيض،سراج الكون ومدده وإليه الإشارة ﴿يٰأيهاالنبي إنا أرسلنٰك شٰهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنهۦوسراجا منيرا﴾ فكما لاتصح الحياة بدون شمس وقمر، كذلك حقيقته هي الممدة للوجود،يستمد منها كل موجود كما في الصلاة 28 من الخبيئة..و من اكثر الخلائق نيلا للعطاء و المن المستغرقون في الصلاة عليه و التسليم فهم ( أكثر عدد ومدد. ويتلذذون بالنسيم ومذاق الشراب. وسقي الرحيق المختوم بالسذاب. فاجعلني اللهم بالصلاة عليه من السابقين السباقين المتنسمين لذلك الرضاب. والسابقون السابقون. أولئك المقربون في جنات النعيم.) كما قال شيخنا رضي الله عنه في الصلاة 49 من رفع الحجب..والامداد على قدرالاستعداد ﴿كل نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا﴾..فكونه صلى الله عليه و سلم صاحب الحل والعقد والمتصرف في العالمين اقتضته خلافته الكلية و ووساطته البرزخية،فأميته هي سدرة منتهى الغايات، فهوالواسطة في كل التجليات،من مشكاته تُمنح الإِمدادات، وعلى يده تُقَسَّمُ العطاءات.مدينة العلم التي تهب الترقيات وتَرفع المقامات كما قاله الاستاذ نفع الله به في شرح صلاة التجلي….
وستره بقوله﴿ن والقلم وما يسطرون ماأنت بنعمة ربك بمجنون﴾
سيدنا ومولانا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم نور حقاني،لاهوتي،تلثم ببراقع العبدية،وتستر بالبشرية..وقد سبق القول أن حقيقته صلى الله عليه وسلم حُجبت بالأسماء الإلهية المتضادة،الظاهرة في صورالوجود.فحكم الرائي لا يسع حقيقته صلى الله عليه وسلم ،لأن السوى لم يعرف منها إلاما يرى من السيف في غمده…فهو استترعن الأبصاربنوره،واحتجب عن البصائربظهوره.ومن عجب أن الظهورتستر.وتستره عن إحاطة الكون وأهله،هورحمة بهم،فهم ليس بمقدورهم الإحاطة بالرشفات اليسيرة من بحر معرفته جزءا، فكيف الإحاطة بها كلا (وأخۡرىٰ لمۡ تقۡدرواعليۡها قدۡ أحاط الله بها)..
ومن اللطائف :(نۤ وَٱلۡقَلَمِ وَمَا یَسۡطُرُونَ) جسم النون هي الدواة..والنقطة فوقها هو المداد. .. دواة+مداد+قلم + سطر= أركان العلم…فهو صلى الله عليه وسلم حقيقة تلك الأركان ..فافهم. وأمَرَالمؤمنين بالصلاة عليه والتسليم ﴿إن الله وملٰئكتهۥ يصلون على النبي يٰأيها الذين ءامنواصلواعليه وسلموا تسليما﴾ فالصلاة عليه واجبة. ماهي صلاة الله على نبيه عليه الصلاة والسلام ؟وما هي صلاة الملائكة على النبي صلى الله عليه و سلم؟ وكيف هي صلاة المومنين؟
إذا قلنا: إن الله والملائكة ،هذا يفيد أن هناك ملائكة لايصلون على النبي بخلاف قولنا ”وملائكته ”تشمل جميع الملائكة دون استثناء اي لايوجد ملك لايصلي على النبي صلى الله عليه وسلم.. والواو إن كانت لغة للعطف، غير أنه لا مناسبة ولا مجانسة بين الله والملائكة حتى تعطف عليه . الواو ،واو الحال، أي وحال الملائكة كذلك مشغولين بالصلاة على نبي الله : فالصلاة عليه دائمة مستدامة ..لم يبق حالا بل صفة دائمة ،ثم الملائكة..وإن شئت فقل: يمكن أن تعطف على الله باعتبار وظيفتها في الكون المنوطة بإرادة الله والأسماء الالهية،ورئيسها ،الاسم الجامع “الله”. فصلاة الله على النبي صلى الله عليه وسلم هوالقران الكريم دستور الكون “ما فرطنا في الكتاب من شئ” …وبما أن الصلاة دائمة مستدامة فبطبيعة الحال ،حالهم صفة ملازمة لهم .باعتبار أن الصفة ملازمة للموصوف بها والواو هنا يمكن ان تجمع بين كونها واوالحال والعطف لإطلاقية القرءان، كلام الله،الغير مقيد باللغة العربية.فهي للحال وهي للعطف باعتبار (كما قلت) اسم الجلالة الذي يدخل تحت كنفه الكون كله..كما ان التجلي عندما يظهر مقتضاه فالملائكة هي المكلفة بتنفيذه فمثلا الرزق هي التي تقوم بإيصاله الى صاحبه .
قال تعالى﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ﴾ورَدَت يُصَلُّونَ بالمضارع، الذي يفيد التجدد والاستمرارية أي التغيير الذي تنتجه التجليات الإلهية ،فكل ما يُظْهِره الله في الكون،هو تابع لتجل الأسماء والصفات الإلهية وللمقتضيات القرءانية .” ما فرطنا في الكتاب من شئ” .والتجليات الإلهية تتطلب وساطة حقيقته المحمدية، للإنفعال في الكون الإلهي،وبالتالي فكل ما يَظْهرفي الكون هومنوط بصلوات الله على النبوة .فما ظهرت الإبتكارات العلمية والتطورات التكنلوجية إلا بعدما ظهرت صلوات تعنون عن الصفة الأحدية,التي من مقتضاها الحقيقة الـمحمدية..
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ…. فعل(يُصَلُّونَ)هومضارع والمضارع زمنه مستمر..وفي حق الله تعالى لازمان ولامكان فهو خالق الزمان والمكان..فهاته الصلاة قديمة من الله على النبي صلى الله عليه وسلم : ليست محصورة في وقت ظهوره جسمه شريف أوفي زمن بعثته فقط ..فهذا تحجير لفضل الله..وتنقيص من علو شأن النبوة..لأن الآية لا تفيد هذا التحجير: والمضارع لغة يحمل معنى الفعل المستمر وهويشمل في التحقيق الماضي والمستقبل…ومن عجائب الاشارات : حضور الميم المحمدي في كل الأفعال ماضي مضارع مستقبل أمر : (مَ)اضي.. (مُ)ضارع ..(مُ) ستقبل..أ(مْ)ر ..الميم حاضرة !! ..و لو وقفنا عند حركات هاته الميمات : يوجد الفتح ( َ)و الرفع ( ُ ) والسكون ( ْ)ولا يوجد في حقه الكسرأبدا فالكسر نزول وحضيض وحاشاه صلى الله عليه وسلم من ذلك، فالله تعالى كتب لنبيه صلى الله عليه وسلم علو الشأن : المولى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو صاحب الفتح وصاحب الرفع ذو المقام العظيم الأرفع وصاحب السكون ..وإليه المعنى بطريق الإشارة (وَلَهُۥمَا سَكَنَ فِی ٱلَّیۡلِ وَٱلنَّهَارِۚ وَهُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ)..فطالما تحقق حضوره صلى الله عليه وسلم في كل زمن فالصلاة تحققت له في كل وقت كذلك..وللتوسع في معارف هاته الآية العظيمة يرجى الرجوع لشرحها العرفاني في المدونة .كما يجب معرفة أن لكل صلة من صلوات العارفين ملائكة موكلة بها،كل صلاة على قدر الصفات المحمدية المذكورة بها وعلى قدر رقة التعزلات الاحمدية الواردة بها.ولو عرف شخصا عدد الملائكة الموكلة بهذا الدليل المبارك “خبيئة الاسرار” ربما عكف على حفظه.والمنة للبرزخيات الثلاثة :النبوة والرسالة والامية.
.. وذكره ليس كذكر غيره،*لاتجعلوني كقدح الراكب*وصحبه وسلم
جاء في الحديث الشريف:(لا تجعلوني كقِدحِ الرَّاكبِ . قيل : وما قِدحُ الرَّاكبِ ؟ قال : إنَّ المسافرَ إذا فرغ من حاجتِه صبَّ في قِدحِه ماءً ،فإن كان له إليه حاجةٌ توضَّأ منه أوشرِبه، وإلَّا أهراقه ،اجعلوني في أوَّلِ الدُّعاءِ وأوسطِه وآخرِه).. يعني لا تؤخروني في الذكر،لأن الراكب يعلق قدحه في آخررحله عند فراغه من رحاله ويجعله خلفه،فذِكر النبي صلى الله عليه وسلم ينبغي ان يكون عند المومن حاضرا بدءا وفي الوسط وفي الاختتام : أليست استجابة الدعاء مرهونة بذكره صلى الله عليه وسلم في بدء الطلب وختامه؟فينبغي أن يكون اهتمام المومن به صلى الله عليه وسلم على كل حال : في العبادات والعادات، وليس فقط حين يريد المومن ان يدعو الله ليتحقق دعائه..ومن أحب أحدا أكثر من ذِكره..ومن لا فلا.. قال المرسي رحمه الله لوغاب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ما عددت نفسي من المسلمين ،وهذا يقتضي التفكر،وليست هي الرؤية العينية) فمذكورنا صلى الله عليه وسلم ليس كغيره: إذ جميع عباداتنا من صلاة مكتوبة اونوافل او قراءة قران او استغفار اوتسبيح او صوم اوحج او زكاة ..قد يطالها شك في قبولها او عدمه ..إلاصلاتنا على المولى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهي مقبولة قطعا :..
أدمِ الصلاة على النبي محمد = فقبولها حتما بغير تــردد
أعمالنا بين القبول و ردهـا =إلا الصلاة على النبي محمد
و لله در الختم الأكبر حين يقول معظما لشأن النبوة
-(السلام عليك يا من اعتُبرت الصلاة عليك تسبيحا لله) فهذا من معاني كونِ (ذكره ليس كذكر غيره)… والحمد لله على سيدنا و مولانا محمد صلى الله عليه وسلم و على آله وصحبه أجمعين.الفقير الى عفو ربه ابن الفاطمي عبد الكريم