الشيخ ماء العينين

https://youtu.be/68XlHKvVFuw

بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمةَ الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجةَ الكبرى امِّ المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله. موضوعنا عن شيخ ماء العينين . هوسيدي المُصطفى بن الشيخ محمد فاضل بن الشيخ محمد الأمين شريف حسني  لقَّبه والده ب“ماء العينين”ولد في ولاية الحَوْض الشرقي من بلاد شنقيط التي تعرف اليوم بموريتانيا،يوم الثلاثاء السابع والعشرين من شعبان سنة 1246هـ،  في رحاب بيت اشتهر بالعلم والصلاح،والورع، فوالده الشيخ محمد فاضل كان إماما،وعالما من العلماء العاملين، ذائع الصيت ،محل تقديرعند العامة والخاصة، وكان من الصوفية المتمكنين،وإليه تنسب الطريقة الفاضلية .   

اما والدته فهي : مَنَّه بنت المعلوم بن سيدي،من قبيلة إدَوِيجَّ،وقد تزوجها الشيخ محمد فاضل أيام دراسته عند خالها العلامة سيدي المصطفى بن عثمان بن محمد الكَيْحَل، فقد تتلمذ عليه الشيخ محمد فاضل ،ولازمه حتى أجازه في العلوم الشرعية.                                                                                       نشأ الشيخ ماء العينين في كنف والده ،وتتلمذ على يديه ،وأخذ عنه العلوم الشرعية وعلم السلوك،وحَفِظ القرآن برواية ورش وهوابن عشرسنين،ثم أعاد حفظه تجويدا بالقراءات السبع،…وأخذ عنه علم اللغة والنحو والحديث والأصول… ومختصر خليل،والألفية،والجوهرالمكنون في الثلاث فنون وموطأ مالك،وكتاب” تيسيرالوصول إلى جامع الأصول” و”الميزان” للشعراني و”بداية المجتهد”لابن رشد وغيرها من الكتب، وقد ساعده على التبحرفي العلم ،ذكاء حاد،وذهن متوقد،وذاكرة قوية، فقد كان رحمه الله شديد الفهم ،سريع الحفظ، ملتهب الذكاء، ماجعله يتصدر للتدريس والإفتاء في مدرسة والده مبكرا.                                                                                                            يقول عنه مريده  الشيخ محمد العاقب الجَكْني:”اعلم أن شيخنا الشيخ ماء العينين ، قد فتح الله عليه من فتوحاته الربانية ،وعلومه اللدنية وأسراره الوهيبة ،ما لا يكاد يصفه اللسان،ولا يتوهمه الجنان ،وهذه العلوم التي تفيض عليه،والفهوم التي تجيش إليه،لم يتغرب لطلبها إلى الأماكن القاصية،ولم يتعلمها من المشايخ الأجنبية ،بل لم يخرج عن حجر والده ، وأستاذه حتى أستكمل العلوم الشرعية وسائرالعلوم النقلية والعقلية من تجويد القرآن ورسمه وتفسيره ،وأصول الفقه و قواعده وفروعه ،والنحو والمنطق والبيان والتصوف وأسرارالحروف،والعروض والحساب إلى غير ذلك من بحار العلوم . انتهى. 

                  ولما بلغ من العمر ثمانية وعشرين سنة ،أجازه والده في علم التصوف ،وألبسه العمامة،وصار مؤهلا لتربية المريدين،و في سنة1274 هـ سافر الى بيت الله الحرام ،لأداء فريضة الحج ،من شنقيط،الى مدينة الصويرة ،الى مراكش، ثم طنجة، فالإسكندرية،ووجدة ،ومكة ،وصولا الى المدينة المنورة .رحلته مكنته من من ربط علاقات وطيدة بملوك الدولة العلوية وأمرائها وقادتها،و استقبله السلطان مولاي عبد الرحمن.                                                                                     وفي عام 1304 هـ قَدِم على السلطان مولاي الحسن بمراكش،فاستقبله بكريم الحفاوة والتبجيل.وحري بالذكر أن علاقة الشيخ ماءالعينين مع ملوك و أمراء الدولة العلوية الشريفة كانت علاقة روحية متميزة،وفي ذلك يقول جعفر بن محمد الناصري ”وأشهرمشاهيرالمتبركين بأوراده والآخذين عنه:الملوك الخمسة الذين عاصرهم وهم المولى عبد الرحمان بن هشام ،وولده المولى محمد بن عبد الرحمن وابنه المولى الحسن، وَوَلداه المتوليان الأمربعده،المولى عبد العزيز والمولى عبد الحفيظ رحمهم الله. 

  بدأ الشيخ ماء العينين في بناء زاويته في سنة 1316هـ ،واستكمل بناءها سنة 1321هـ ،وكانت “السمارة”أرضا مواتا،فأحياها بحفر الآبار،وغرس النخيل والبناء،وسميت “السمارة” باسم نبات السمار الذي ينسج منه نوع من الحصير. استقدم الشيخ مواد البناء من الصويرة عبر طرفاية،ثم حملت بالجمال إلى السمارة، وأرسل السلطان مولاي عبد العزيز الذي بعث بمواد البناء، مهندسين وحرفيين مهرة لبناء الزاوية…  

      يقول ابنه الشيخ محمد الإمام في وصف والده ”وكان رضي الله عنه يكره البدع و يحذرمنها وكان كثيرا مايقول: الخير كله في الاتباع و الشر كله في الابتداع و كان الشيخ ماء العينين متعلقُ الخاطر بالكتب،باحثا عنها ساعيا في جمعها، حتى أنشأ مكتبة كبيرة،من مشاهير الكتب وغوامضها، ونوادرها. وحينما أطل رأس الاستعمار من بوابة الجنوب، بعث الشيخ ماء العينين رسائل التحريض لمختلف القبائل في بلاد شنقيط يحثها على الجهاد ومقاطعة النصارى،وقد كان حلقة وصل بين المجاهدين في الجنوب ،وبين إمارة المؤمنين في الشمال، فراسل السلطان في فاس ليدعم المجاهدين بالسلاح والعتاد . 

   اما مؤلفاته فقد ذكر ابنه العلامة الشيخ مْرَبيه رَبُو: أن الشيخ ماء العينين ألف كتب كثيرة في مختلف صنوف العلوم والفنون،من تفسير وحديث وعقيدة وتربية ومن بينها :          

  السيف والموسى على قضية الخضر وموسى

منظومة في معرفة ما يجب في حقه تعالى وما يستحيل 

  منظومة في سيرته صلى الله عليه وسلم.  

 منظومة في أسمائه صلى الله عليه وسلم.

 منظومة في العقائد الست والستين.

    هداية المبتدئين، وهو نظم في النحو، ألفه في الإسكندرية 

 مُبْصر المُتَشَوق على مُنتخب التصوف،

 نعت البدايات وتوصيف النهايات. 

 المقاصد النوارنية في ذكر من ذاته وصفاته متعالية. 

المشرب الزُلال في الصلاة على أفضل الرجال.

 جواهر الأسرار فيه كثير من الأسرار والحكم والخواص.

 منظومة في الطب. 

         ضوء الدهور في علم الفلك.

   منظومة في البروج. 

 كتاب في معرفة الأقاليم السبعة

عاش اثنين وثمانين عاما وتوفي رحمه الله سنة 1328هـ، الموافق لسنة 1910م، ودفن بمدينة تزنيت.وخلفه على مشيخة الطريقة ابنه الشيخ أحمد الهيبة وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.

حصل المقال على : 1٬145 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد