الشيخ الهادي بن عيسى

بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمةَ الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجةَ الكبرى امِّ المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله. موضوعنا عن مؤسس الطريقة العيساوية الشيخ الهادي بن عيسى المعروف عند العامة بالشيخ الكامل .

وولد سنة (872 هــ) وتوفي سنة 931 هــ ..هو الهادي بن عيسى بن عمرو بن عامر الهامل، أبو السباع ، شريف ادريسي حسني من منطقة الضويحل بالساقية الحمراء.رحل الأب إلى مكناسة الزيتون وحط الرحال بقبيلة مختار لأنها تنحدر من أصول صحراوية، تزوج بالسيدة مريم الفهدية، وأنجبت له 3 أبناء. الهادي بنعيسى دفين مكناس، ومحمد الشعاب ضريحه بالغرب، وأخوه أحمد. استشهد والده في معركة مع البرتغال وقبره يوجد قرب ضريح سيدي أحمد العروسي بالساقية الحمراء .

ارتحل والده إلى فاس لمكانتها العلمية، لتكون مدرسة لابنه لمَّا لاحظ عليه النباهة والاستعداد للتحصيل، فحفظ القرآن الكريم وهو لم يتجاوز سن السابعة من عمره،وعندما أتم دراسته بفاس وتمكن من العلوم النقلية والعقلية عاد إلى مكناسة الزيتون،و كان يتردد باستمرارعلى زيارة قبيلة أخواله من الفهديين ،الى أن إلتقى بالشيخ أحمد بن عمر الحارثي السفياني الذي يعتبر من أكبر تلامذة الشيخ محمد بن سليمان الجزولي ،صاحب دلائل الخيرات،فأخد الطريقة الجزولية ،ولازم شيخه وتلقى عنه.و بعد وفاة شيخه، شد الرحيل الى مراكش، للقاء الشيخ عبد العزيز التباع، فلما دخل عليه قام إليه الشيخ وعانقه قائلا: “أهلاً بالابن الصالح والخليفة الناصح”.ثم جدد العهد على يد الشيخ سيدي عبد العزيز التباع، وأعطاه   أحزاب وأوراد الطريقة ، وأذن له بالجلوس لتربية المريدين.

وقد اختلف الرواة في أسباب تسميته بالكامل .

كان في زاويته يبدأون بتلاوة القرآن الكريم ،وذكر: لا إله إلا الله، وكانوا يقرأون الأحزاب والأوراد غالباً بعد صلاة العشاء، حزب سبحان الدايم، وحزب الفلاح، وحزب الفتح،،ويرددون الكثير من الأمداح النبوية  ،ترافقها نغمات آلات موسيقية ،غاية في البساطة مثل الدف والطبل..   وأول من أدخل الغيطة الى الطريقة العيساوية،تلميذه الشيخ محمد الشباني دفين طريق عين الجمعة (20 كلم على مكناس)، والطبلة أضافها تلميذه الشيخ عبد الرحمان التاغي، المدفون بحمام الجديد بمكناس. وكانا الشيخان يتواجدان ويهتزان على هذه الآلات الموسيقية،
والطريقة العيساوية لها فروع في العالم والإسلامي،كالجزائر وتونس وليبيا وأركانها هي الذكر والمذاكرة والعلم،والمحبة، والكرم، والتضحية، والسخاء والرأفة، والمودة.وقد قال عنها الشيخ الكامل «طريقتنا لاتدخل في قلب قاسى، ولافي جسم عاصي، ولافي عَقْد جاهل. ولاتُدرك بالقياس، ولاهي خارجة عن الكتاب والسنة بل هي حكمة عَلية ،وموهبة أولية على السنة والنية ،ومُساقة على أثر الانبياء والأولياء…».

 «وكلمة عيساوة» (اسم يحيل عند البعض على الأجواء الغريبة التي يختلط فيها ماهو صوفي بما هو فلكلوري، حيث يتماوج الذكر والنغم، ويلتحم ايقاع الشوق ،بنغمات الحضرة،ومنهم من يهتز، ومنهم من يصفق فرحا بمذكوره، فترتفع عند الجميع ايقاع الجذبة تحت دُروة الانتشاء.. ومن اقواله :

أعلموا أن أول العلوم النافعة العلم بالله وبصفاته ثم العلم بأحكام الله تعالى وأمره ثم العلم بأفات الأرواح ،ثم العلم بأفات الأبرار، ثم العلم بأعمال الحضرة ثم العلم بأداب المجالسة ثم العلم بأداب المراقبة ثم العلم بأداب المشاهدة ثم العلم بأداب المحادثة ثم العلم باداب المكالمة ثم العلم بأداب الإلهام ولا حولا ولاقوة إلا بالله العلي العظيم… ومن اقواله : يريدون الياقوت بالحديد،ويريدون مقامات الرجال بأعمال الجهال، ويريدون أحوال الأبرار بأفعال الفجار.. وقال السنة تجمعنا والبدعة تفرقنا 

. وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه

حصل المقال على : 1٬137 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد