- مشاهد تعيين الشيخ الرواس في مقام الغوثية
يقول الامام محمد بن علي الرفاعي الشهير بالرواس وبويعت في الحضرة على القطبية العظمى والغوثية الجامعة الكبرى،فحملت رايَتها قائماً بحقوق الخدمة، وتحقّقت بمرتبتي، وتفرّغت بطرح التصرّف والإنفراد إلى الله في مقام العبدية الكاملة،فصحّ بقائي في طور سينا القبول.
وفي مشهد آخر يقول الإمام الرواس:فلما أخذ القوم حصّتهم من الحال،أشارلي رسول الله صلى الله عليه وسلم،فتقدّمت إليه، فقال:مُبارك أنت ومن مدحت(أي السيد الرفاعي )،إنّي أحبّكما وأحبّ من يُحبّكما.فخدمته بالصلاة والسلام عليه،فألبسني طاقية بيضاء، وقال: تحت هذه الغوثيّة والقطبية اهـ.
وفي مشهد آخر،عند مجاورته للروضة الشريفة،يقول: وما أعظم ما شاهدته من كرمه صلى الله عليه وسلم.فإن رمضان المبارك الذي صُمته في أعتابه وتنوّرت به، مُتحقّقاً في خدمة بابه.وقد رفعني بيد عنايته في كل يوم أربعين درجة من درجات الحقيقة، وفي كل ليلة مِثلها.وفي ليلة العيد خلع عليّ خلعة الغوثيّة من طريق المُحاذاة الشاملة، لامن طريق التصرّف في المقام.وقد تَمّ لي التمكّن في هذه المنزلة بعنايته الكاملة ورأفته الشاملة،حتى جاء إبّان الحج فاستأذنته صلى الله عليه وسلم،فأذن لي ومَنّ عليّ بمقام العيّانيّة،فما غاب شاهد نوره المصطفوي عن عيني طرفة عين.وقُمت على قدم الإخلاص أخُبّ القيعان متجرّداً إلى الله، قاصداً بيت الله،مهاجراً عنّي إلى حِمى الله. فوصلت إلى بيت الله الحرام،وتملّيت بالمشهد الإبراهيمي،وكشف الله لي أغطية الأكوان،عُلويها وسُفليها.فطافت همّتي في زواياها وكشفت حُجب خباياها،ورجعت عن كُلّها إلى الله تعالى متحقّقة بالطمأنينة.وقد تدلّت هناك إلى قلبي قصص السماوات، مُنحدرة من ساحل بحر قلب النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد شخصت إليّ الأبدال والأنجاب،ورجال الدوائر،وأهل الحضرات وأرباب المكاشفات والمقرّبون،من عوالم الإنس والجن.وفَقهت نُطق الجمادات الضّمني،ولغات الطيور،ومعاني هفيف الأشجار،والنباتات ورقائق صرير الأقلام.وجمعت شتات الرموز،فكنت أحضُر وأغيب،معي وعنّي،في اليوم والليلة ثمانين ألف مرّة.وانفسَح سمعي فوعت أذني أصوات الناطقين والمتكلمين على طبقاتهم،واختلاف لغاتهم من مشارق الأرض ومغاربها.ومزّقت بُردة الحجاب المُنسدل على بصري فرأيت فسيح الأرض ومن عليها،ذرّة ذرّة.وتسلّطت همّتي فانجدلت في الكلّ،تمريناً لحُكم التصرّف لمنزلة الغوثية الكبرى والقطبية العظمى.وأنا في حال جمع محمّدي،واقف على ظهر جامع خَرِب طُويت أخباره وانطمست بالتراف آثاره،فنوديت بالغوثيّة الكبرى من مقام التصرّف.وأبصرت العَلَم المنتشر بالبُشرى،وقد رفعه عبد السلام أمين حُرّاس الحضرة النبوية من أولياء الجن،فانعطفت إليّ أنظار الصديقين،وتعلّقت بي قلوب الواصلين، فسجدت لله شكراً. وكريت السّير إلى الشام،ومنها إلى أم عبيدة.وأمرني(أي السيد الرفاعي.ولد الشيخ الرواس بعد 38 سنة من وفاة الشيخ أحمد الرفاعي)هناك بالاعتكاف إلى الجمعة القابلة،وقبل انبلاج فجر الجمعة من اليوم الثاني دُعيتُ في الحضرة وفُرشت سجاجيد الدولة النبوية.وهناك،وتصدّر على البساط حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم،وقد توفيَ قبل ساعتين القطب الغوث صاحب الوقت في بادية يَفرُس من اليمن،وفُوضت إليّ مرتبته من قِبَل النبي صلى الله عليه وسلم تحكّماً وتصرّفاً.فخفقت عليّ من المرتبتين أثواب الرايتين، بمشهد الإمام أبي العلَمين، وبويعت على ثمانين ألف نصّ رصّعتها في صدري مجلساً مجلساً.الله،ما أعلى مرتبة الغوثية،وأعلى منها الاشتغال بالله عنها،وإنّي لأرجو منها مظهراً إلى الله تعالى.وفي ليلة اتحافي بمرتبة الغوثية الجامعة والقطبية الشاملة، خاطبني في الحضرة حبيبي صلى الله عليه وسلم بنص:يا غريب الغُرباء.وفيه إشارة نبوية لِما أسعدني الله به من النظر الخاص المحمدي وشهادة صادقة بأني غريب في غُرباء القوم أهل الحضرة.والغريب فيهم هو المُتمحّض بالدين،فإن الدين غريب،وقد بدأ غريباً وسيعود كما بدأ.فخلعت ثوب التصرّف ونزعت بُردة الاشتغال به،فِراراً إلى الله تعالى،فصادَف ذلك قبولاً حَسناً. وقُمت أجوب الأقطار والأمصار مُنطوياً عن كُليّاتي وجُزئيّاتي،في علم الله أسبح ببحر كرمه سبحانه،مُتقلّباً بأنواع النّعم على بساط مائدة النبي صلى الله عليه وسلم.وقد رُسم لي،ولله الحمد، في الحضرة النورانية مَرسوم دولة الفقر من طريق الإرشاد المحض، وكُتب لي منشور المدَد.وسيعقُب هذا الخفاء ظُهور،وهذا الطمس بُروز، وتضجّ نوبة إرشادي عباد الله إلى الله بحال رسول الله صلى الله عليه وسلم على طريقة ولده ومحبوبه السيد أحمد الرفاعي اهـ.