قال سهل بن عبد اللّه التستري: كل الأعمال ذو وجه وقفا، إلا التوكل له وجه بلا قفا ، و نسبت هذه المقولة كذلك الى الشيخ الداراني .
فالتوكل على الله،هو التوكل عليه في كل وجه من الوجوه ،لأن المتوكل الحقيقي لا يرى في الوجود الا وجه الله أينما تولى(فاينما تولوا فثم وجه الله) وان اختلفت الصور والمظاهر والاسباب،
فالمتوكل يسند الأمور كلها إلى الله ،اذ لا فاعل غير الله ،فيكون ذلك وجهه ،فلا يلتفت لشئ لا في مصالحه الدنيوية والأخروية،وهو عدم القفا .
قال ابو مدين (من علامات صدق المريد في بدايته انقطاعه عن الخلق وفراره ، ومن علامات صدق فراره عنهم وجوده للحق،ومن علامات صدق وجوده للحق رجوعه إلى الخلق).اي متى حصل على حقيقة التوكل على الله،عاد إلى الخلق.
فالمتوكل على الله الحقيقي يكون توكله لله وبالله،ولايكن كسمنون المحب القائل
وليس لي في سواك حظ =
فكيف ما شئت فامتحني
ظن أنه بلغ درجة كبيرة من الاستقامة والتقوي ،والتوكل على الله،و أي ابتلاء من الله سيصمد أمامه بصبر وتحمل،فابتلاه الله، بعسر البول، فكان يطوف على المكاتب ويقول للصبيان: «ادعوا لعمكم الكذّاب».سمى نفسه سمنون الكذاب