__ السؤال (83): ما النبوّة؟ __
الجواب: النبوة منزلة يُعيّنها “رفيع الدرجات ذو العرش” يَنزلها العبد بأخلاق صالحة وأعمال مشكورة حَسنة في العامّة،تَعرفها القلوب ولا تُنكرها النفوس،وتدُلّ عليها العقول، وتُوافق الأغراض وتُزيل الأمراض. فإذا وَصلوا إلى هذه المنزلة فتلك منزلة الإنباء الإلهي المطلق لكلّ من حصل في تلك المنزلة من رفيع الدرجات ذي العرش.
فإن نَظر الحق من هذا الواصل إلى تلك المنزلة،نَظر استنابة وخلافة،ألقى الروح بالإنباء من أمره على قلب ذلك الخليفة المُعتنى به. فتلك نبوة التشريع.. وأما النبوة العامة فأجزاؤها لا تنحصر،ولا يضبطها عدد،فإنها غير مؤقّتة،لها الاستمرار دائماً،دنيا وآخرة..
قال إمام العصر عبد القادر الجيلاني: “معاشر الأنبياء: أوتيتُم اللّقب،وأوتينا ما لم تُؤتوا”. فأما قوله: “أوتيتم اللقب” أي حُجِر علينا إطلاق لفظ النبيّ،وإن كانت النبوة العامة سارية في أكابر الرجال. وأما قوله: “أوتينا ما لم تؤتوا”هو معنى قول الخضر لموسى: “يا موسى: أنا على علم عَلّمنيه الله لا تَعلمه أنت”.. وأما إن أراد بالأنبياء هنا أنبياء الأولياء، أهل النبوة العامة،فيكون قد صَرّح بهذا القول أن الله قد أعطاه ما لم يُعطهم،فإن الله قد جعلهم فاضلاً ومفضولاً،فمثل هذا لا يُنكَر.
حصل المقال على : 77 مشاهدة