السؤال السادس من اسئلة الحكيم الترمذي: فإن قُلت: “كَم عَددهم
الجواب: عدد أهل بدر. أهل الحديث منهم أربعون نفساً،وما بَقي مائتين وثلاثة وسبعين نفساً فلهم مجالس الشّهود من غير حديث. فإن الحديث للحضور مع المعنى الذي يُعطيه الكلام،لا مع المُتكلّم،إلا أن يكون المُتكلّم بحيث يتخيّله السّامع،فيجمع بين الحديث والشهود،ولكن ما هو الشهود المطلوب لأهل الأذواق. فلا بد أن تكون أنت من حيث أنت للإستفادة عند الحديث،ولكن بسَمعه لا بعَينك،بل بظهوره فيك. فمن كَونك مَظهراً تَسمع،ومن كونك عَيْناً تكون مَظهراً..
فجلوسهم جلوس مشاهدة للإستفادة من حيث أن أعيانهم مظهر لبَصر الحق: فيَرونه به،وهم غَيْب في ذلك المظهر. وتكون إستفادتهم،من ذلك التجلّي،إستفادة أصحاب الرّصد،فتُعطيهم الأرصاد العلوم من غير حديث،لكنه حديث معنوي بدلالات ظاهرة،تقوم تلك الدلالات مقام الخطاب بالحروف والإشارات،في عالم الحروف والإشارات.
فالغَرض الحاصل من هذه المجالس،سواء كانت مجالس شهود أو حديث،حُصول علوم تنتقش في عَين هذا المَظهر: من نَظر أو سماع. وهؤلاء هم المُعتنى بهم من أهل الله.