السؤال 15 من أسئلة الجن

السؤال 15…عن المحب لله تعالى كيف يصح له ان يشكو من البعاد والحق تعالى لم يزل في قلب العبد مقيم،بنور الايمان وسر الايقان،فهلا اكتفى المحب بقيام شكل محبوبه المخيّل في قلبه،بلا كيف ولا اين ،وكان ترك التأوه والصياح لان المحب يعلم انه لا يصح له شهود الحق عيانا ،في هذه الدار ولا الاتصال به، كما أشار إلى ذالك قوله تعالى في حق محمد صلى الله عليه وسلم في اعلا مراتب التقريب:فكان قاب قوسين أو أدنى فلم يقع له الاتصال الذي يطلبه هؤلاء المحبون

قلت
الجواب على السؤال متعلق، بهل المحب من العارفين أم لا ؟.

إن كان من العارفين فهو يعلم ان رؤيا ممنوعة،ولامناسبة بينه وبين خالقه.           يقول ابو العباس السبتي :كيف يحيط بك علم وانت خلقته،أم كيف يدركك بصروأنت شققته،أم كيف يدنو منك فكر وأنت فقته، أم كيف يشكرك لسان أنت أنطقته.اه .

فمن تمام المعرفة،معرفة أن معرفة الذات الالهية مستحيلة. قال الصديق الاكبر ” العجز عن الإدراك ادراك ” .

قال صاحب الحكم العطائية : وصولك إليه وصولك إلى العلم به ،وإلا فَجَلَّ ربنا أن يتصل به شئ ،أو يتصل هو بشئ.

اما إن لم يكن من العارفين فتأوهه وصياحه، نباح غير مباح.فمعرفة الله هي معرفة اسمائه وصفاته ومعرفة نبيه.معرفة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالقرءان ومعرفة القرءان بسيدنا محمد صلة الله عليه.وهناك البعض من السالكين من ادعى رؤية الله،وهو في الحقيقة انما راى تجل من تجليات الحقيقة المحمدية ،في حلل الاسماء الالهية،وفي حلة القرءان فلبس عليه الامر،وظنه الله .قال صلى الله عليه وسلم”من راني فقد راى الحق” .

يقو ل الشيخ الكتاني في كتاب الطلاسم “…وعلى قدر معرفتك تكون معرفة مشهودك، وعلى قدر الجهل به يكون عكسه،لأنه هوصلى الله عليه وسلم الباب الأعظم والبرزخ المطلسَم،الذي لا دخول إلا من بابه،ولا فيض إلا من عذب ورود ماء راح رضابه. فلا شهود إلا فيه،ولا تجلٍّ إلا منه،وجميع من ادعى غير هذا فهو في اشتباه الأبدان،يقع في الزندقة ومنها إلى ما شاء الله. … انتهى.

وفي نفس الكتاب : …فلا تصح الرؤية في بساط التجريد أصلا،وإنما تقع على نفس البرزخ .ومن هاهنا يتجه لك سر مبحث وهو أن بعض العلماء بالله يدَّعي الرؤية ويقول رأيت ربي،فهل لُبِّس عليه الأمر،أو رأى، أو لم ير؟ نقول أنه كوفح بنعت من الروح الكلية في بساط القرب الذاتي بعد أن دكت عوالمه ومراسمه،وارتقى عن عالم العناصر والمواد والأخلاط ،وعثر على بساط صلصلة الجرس،وبها يستنشق حميا ذلك المحيا،ولما انبسطت أشعتها عليه ظن بحسب التحقيق، أنها هي الجمال المطلق وهي عينه،فهويته هوية الحسن المجرد وعينه عينه. انتهى .

يقول ابن عربي: العلم بذات الحق محال حصوله لغير الله،والإنسان المدرك لا يعرف إلا ما يشابهه ويشاكله،والباري تعالى لا يشبه شيئا،ولا هو في شئ مثله،فلا يعرف أبدا،فلا يعرفه أحد من نفسه وفكره… فاعلم أن الكون لا تعلق له بعلم الذات أصلاً،وإنما متعلقه العلم بالمرتبة وهو مسمى الله.الذات مجهولة العين والكيف، وعندنا لا خلاف في أنها لا تعلم بل يطلق عليها نعوت تنزيه(الفتوحات بتصرف).

فالحق تعالى بهويّته مع كلّ حيّ(وهو معكم أينما كنتم) وبعلمه واحاطته مع كل شيء،أي من حيث التجلّي والظهور،وهذا التجلّي والظهور،هو عين الوجود الفعلي الذي سماه ابن عربي “النّفَس الرحماني”(هو الأول والآخر والظاهروالباطن وهو بكل شيء عليم)لودليتم بحبل إلى الأرض السابعة لوقع على الله“الحديث

.وغيرالأشياء باعتبار مرتبة الأحدية

قال تعالى في محكم كتابه.(لا تدركه الأبصار وهو يدرك الابصار)…فكيف يرى من ليس كمثله شيء فإن (رأيته) قيدته،وجسمته،وهو مطلق غير مقيد لابزمان،ولابمكان،ولا تراه عين هو خالقها….فلا يمكن للذاكر السالك ان يرى نور الله ؟؟.عن أبي ذر قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك قال نور أنى أراه.وهذا سيدنا موسى عليه السلام قال(ربي أرني أنظر إليك)” أرني” يريد أن يراه به،لا بنفسه،ولا بغيره ومُنع الرؤيا،انما تجلت الربوبية للجبل فدك الجبل.                                              فما بالك ببشرضعيف البعوضة تؤلمه،وبطنينها يصيبه الأرق.

يمكن أن يرى “نورا”يوهمه الشيطان،أو الجن،أنه نور الله….ويقع في الشرك الخفي،دون شعور،لأنه ظن رؤية من لا يرى(وما قدروا الله حق قدره).كما أن كل ادعي رؤية نورالله،فقد نفي وساطة سيدنا محمد (ولا شيء إلا وهو به منوط). قال تعالى (ولا يحيطون بشيء من علمه) ومن لا يحاط بعلمه،كيف يحاط بنوره ؟ ونوره عينه لا غيره،هيهات هيهات ..فحذار ثم حذار،أن تنتمي الى شيخ تريد الدخول الى مقام الاحسان،فإذا به يخرجك من الايمان، ويرمي بك في أوحال ايمان ممزوج بالشرك(وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون).

روى ابن تيمية عن الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله: قال عبد القدر الجيلاني: رأيت عرشا بين السماء والارض، فناداني صوت،قال يا عبد القادر أنا ربك قد اسقطت عنك الفرائض،وأبحت لك المحارم كلها،قال فقلت له:إخسأ يا لعين، فتمزق ذلك العرش وذلك الـنــور،وقال نجوت مني بحلمك ،وعلمك، ياعبد القادر، وقد فتنت بهذه الفعلة سبعين صديقا ….

نعم يمكن للذاكرأن يرى انوار الأسماء الإلهية،كالذاكر باسم الجلالة :الله الله ،الله،الله ، أو ياأحد ياأحد ياأحد،او اللطيف….)اذا كان يداوم عليه،بأعداد كبيرة عرفانية،وبزجرعرفاني،كما يمكن

أن يرى أنوار الملائكة الموكلة بهذه الاسماء،أوالروحانيين الموكلين بها….كما يمكن للذاكر بصلوات نعتيات بها أوصاف نبوية رقيقة(كصلوات ابن عربي وجوهرة الكمال،والمتردي، والمشيشية، وجوهرة الاسرار…..)أن يرى أنوارهذه الصلوات، وأنوارالملائكة الموكلة بها،بل إذا حفته العناية المحمدية،يمكن أن يرى أنوار النبوة المحمدية،ويمكن أن يشم رائحة عطر النبوة،وهوعبير لانظير له على وجه الارض.

وأعظم،وأكبر مقام في الولاية المحمدية ،هو رؤية النبوة المحمدية يقظة.

قال الشيخ أحمد الرفاعى رضى الله عنه: “كشف الله عن بصرى، فرأيت النبى صلى الله عليه وسلم ملء السموات والأرض، والعرش والكرسى، وملء سائر الأقطار”.

وكان أحد العارفين وهو”خليفة بن موسى” كثيرا ما يجتمع به صلى الله عليه وسلم، وفى ليلة واحدة اجتمع به سبعة عشر مرة،وقال له النبى “ياخليفة لا تمل منا فقد مات كثير من الأولياء،بحسرة عدم رؤيتنا “. فالتأوه والصياح والبكاء،الذي ذكرتم يكون جائزا في حق النبوة ،شوقا لرؤية الحبيب صلى الله عليه وسلم في الدنيا قبل الاخرة..اللهم لا تحرمنا رؤيته في الدارين.

حصل المقال على : 41 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

عرض التعليقات (1)

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد