السؤال عن رؤية العبد لربه في المنام في صورة،هل الصورة صحيحة أو هي خيال فاسد..؟
الالوهية لها وجهة حقية ووجهة خلقية.الوجهة الحقية لامعرفة لنا بها(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) فالحق تعالى لا صورة له والذات الالهية لا تدرك بمفهوم عبارة،ولا بمعلوم اشارة (لا تدركه الابصار)هذه الوجهة الحقية لا يعلمها إلا الله فالوجود له تعلق بمرتبة الألوهية أي اسم الجلالة “الله” لابالذات الإلهية،(تفكروا في ءالاء الله ولا تتفكروا في ذات الله).
الوجهة الخلقية ظهرت بصفات بشرية كالمكر(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)، والكيد(إِنَّهُمۡ یَكِیدُونَ كَیۡد وَأَكِیدُ كَیۡدا)،والاستهزاء(ٱللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) وورد في الحديث أن رب العالمين يضحك،وورد في الحديث:من آتاني يمشي آتيته هرولة.ونسب الهرولة إلى ألوهيته،وورد كذلك في الحديث النزول،وورد في الحديث“مرضتُ فلم تعُدْني، وجُعتُ فلم تُطعمْني”،وأقام الحق تعالى ربوبيتهمقام عبده.وأقام الحق تعالى هذه الوجهة مقامنا:“مرضت ولم تعدني،وجُعتُ فلم تُطعمْني”،وقال تعالى على لسان عبده “سمع الله لمن حمده “. ….
فهذه الوجهة الخلقية التي ظهرت بصفات بشرية ،يمكن أن ترى للنائم،على حسب إيمانه ويقينه ،وصدق توجهه لله.وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ربه ،وأنه سبحانه وتعالى وضع يده بين كتفيه حتى وجد بردها في صدري…(الحديث). أما الذات الإلهية لا يشبهها شئ فليست لها يد.
وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنه لن يرى أحد ربه حتى يموت،ولما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك قال :نور أنى أراه.
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم له صورة بشرية معروفة ومميزة،فالشيطان لايتمثل به،حتى لايلتبس الحق بالباطل،والضلال الشيطاني بالهداية المحمدية،أما الحق تعالى فليس له صورة و إبليس يمكن أن يوهمك أن ما ترى هو الله،أو نور الله ؟
ومن علامات صحة الرؤيا : أن يكون صاحبها متصفا بالصلاح،وأن لاتكون فيها مخالفة للشريعة.أما إن كانت مخالفة للشرع فهي علامة على أنه رأى شيطانًا،ولم ير ربه. فالحق سبحانه وتعالى لا صورة له وورد في الحديث”خلق الله ءادم على صورة الرحمن” أي على صورة الاسماء الالهية ف”الصورة الالهية”هي الظهور في الاسماء الالهية .
أما في حق أولياء الله فيكون التجلي في قلوبهم،فيسمع الولي الخطاب في باطنه. قال بعضهم :حدثني قلبي عن ربي” وورد في الحديث “ما وسعني ارضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المومن”.
أما قول النبي صلى الله عليه وسلم: رأيت ربّي في صورة شاب أمرد (الحديث)فهذا وقع له صلى الله عليه وسلم في المعراج يقظة وليست رؤيا منامية