بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الفرد الصمد، الاول لا من عدد ،الباقي بعد الابد له خضع من ركع كما ذل له من سجد.واصلي على سيدنا محمد خير من طاف بالبيت ولبى وعبد.وعلى الزهراء سيدة نساء العالمين وعلى خديجة الكبرى ام المومنين وعلى أله وصحبه.
الاعداد امة من الامم وكذلك الحروف ، فالأعداد والحروف كما تشير الى العالم الجسماني تشير كذلك الى العالم الروحاني.
عند علماء الرياضيات لكي يكون العدد أوليا nombre premier ، يجب ان يكون اكبر من الواحد،ولا يقبل القسمة الا على الواحد أو على نفسه،وهذه القاعدة تخرج العدد واحد من مجموعة الاعداد الاولية .كما انه يقبل القسمة على نفسه الى مالا نهاية،و أي عدد ضربته في واحد لا يخرج الا العدد نفسه.
و( الواحد ) كاسم له خصوصية فهو من جملة الاسماء الالهية الحسنى ،وتسمى به الحق تعالى في القرءان قال تعالى “انما الهكم اله واحد” ،وله دائرة كونية تخصه في مراتب الوجود.
والاعداد وضعها الله تعالى للحساب ،وهو تعالى خالق علم الرياضيات وقد اثنى على نفسه كونه من الحاسبين،وأسرع الحاسبين قال تعالى”وكفى بنا حاسبين” وقال “وهو اسرع الحاسبين”.
فعلم الرياضيات موجود في ظاهر الكون،وباطنه تابعة له كل الثوابت الكونية. (constantes universelles). يقول علماء الرياضيات والفيزياء الكونية ان هناك انسجاما تاما ومسبقا بين عالم المادة الحسي ،وعالم الاعداد الخفي، وكأن عالم المادة المشهود ،يخضع بكل اريحية لقوانين الرياضيات الغير مرئية،
ففي علوم الرياضيات لا توجد الفوضى، كل الادلة قطعية وليس هناك صدفة. قال كليلي : ( كتاب الطبيعة ،كتب بلغة الرياضيات.
فكما لا يعتبر علماء الرياضيات الواحد من الاعداد الأولية وفق مصطلحاتهم ومعادلاتهم فكذلك فحول الامة المحمدية من الصوفية العارفين.
يقول الشيخ الأكبر في الجزء الرابع من الفتوحات الباب السادس والأربعين الصفحة 119:
[..الواحد،في ذاته،لا يتّصف بالقلّة ولا بالكثرة،لأنه لا يتعدّد.
وبهذا نقول: إن الواحد ليس بعَدَد،وإن كان العدد منه يَنشأ. ألا ترى أن العالَم وإن إستند إلى الله،لم يلزم أن يكون الله من العالَم. كذلك الواحد: وإن نَشأ منه العدد،فإنه لا يكون بهذا من العدد..].
ويقول الشيخ الجيلي في كتابه (الكهف والرقيم)،في الصفحة 13
[عدد الألف واحد( يعني انه بحساب الجمل يساوي أ=1)،والواحد عدد لا من جملة الأعداد،لأن العدد إسم لتكرار الواحد من مرتبتين فصاعداً..فهو عدد لا كالأعداد،..].
ويقول الشيخ علي وفا في كتابه (المَسامِع) :
[….الواحد المطلق حقيقة مراتب العدد،ومنها الواحد المُتعيّن الذي هو أوّلها. وانظر إذا ضربت الواحد في الواحد ظهر بنفسه،وإذا ضربته فيما دونه يظهر مُتحجّباً بحكم المرتبة….]…. [الأعداد مراتب الواحد،والحروف مراتب الألف،والجزئيات مراتب كلياتها..]….. [الواحد هو العدد كُلّه،لأن المراتب كلها تعيّناته..].اهـــ.
قلت : فانظر الى هذا التحقيق الثمين وهم ليسوا علماء رياضيات.فالواحد هو هيولى الاعداد وهو العدد الأمي أي الاصل(كما أن سيدنا محمد هو النبي الامي أي الاصل)والألف في اسم الجلالة الله يشير الى الأحدية وعدده 1،بحساب الجمل ،فتجليات الواحد هي التي اظهرت الاعداد ،فالعدد 1000 هو واحد تكرر ألف مرة ، والعدد (مثلا) 3245 هو واحد تكرر ثلاثة الاف ومائتين وخمسة واربعين مرة.فظهر بتجليه في هذا العدد، ولم تظهر له صورة.وهو موجود بحقيقته في وحداته ،وفي عشراته وفي مئاته وفي آلآفه. فظهر في جزئيته وفى كليته.فهو حقيقة مراتب العدد.وبالتالي فهو ليس بعدد،فهو الكل وبقية الاعداد جزء.فهو بالنسبة للأعداد ،كنسبة ادم بين البشر،وحتى وإن وصل أي عدد الى مليار المليارات يبقى جزء من العدد واحد1..فهو العدد الحقيقي ،وباقي الاعداد مندرجه فيه.فلو صلنا الى اللانهائي ((∞) (l’infiniوالتي تكتب كثمانية مستلقية على ظهرها،لوجدناه هو الواحد نفسه.وهذه عندما سيعثر عليها علماء الرياضيات سيستغربون،كونه له الاولية في الاعداد والاخرية.فهو في بدايتها وفي نهايتها،لأنه في حقيقة الأمر بداية التكثر بدأت من دائرته، دائرة الواحدية، حيث كان الكون كله مرتوقا في الواحد،وحقيقة الواحد في البسائط الاولية هي النبوة المحمدية( فهي اول العابدين كانت ولم يكن معها غيرها فالاولية ثابتة لها) ،فكانت الوحدة في عين الكثرة ،ثم بدأ التكثر التدريجي في عين الوحدة ،لأن الواحد ظهر بحقيقته وبتجلياته في الاعداد ،فهو المتكثر في باطنها ،فمثلا 99 هي واحد تكرر 99 مرة. وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله وعلى الزهراء بنت رسول الله .