الختمية

بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله.موضوعنا حول مقام الختمية.  

منطق الختمية يفترض نهاية أمرما ،فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيئين به اختتمت النبوة،ومقام الختمية هو اعلا مقامات التصوف يصل عليه العارف بعد المرور من القطبانية ثم الغويثة ،فالختم غوث زمانه ،ويكون على اطلاع على كل علوم السابقين من الاولياء ،ويضيف إليهاعلوما لم يفتظ بكارتهاغيره ،فمقام الختمية يقتضي انه يعرف كل ماعرف من سبقه ،وزاد عليه، فهو ختم على كل من سبقه،لاعلى اللاحقين،لأن التجليات الالهية في ترق والكون في ترق ،لا من حيث النفحات الربانية،ولامن حيث العلوم الدنيوية،لأن كل الإختراعات العلمية، والتقدمات التكنولوجية،تتبع تغزلات الغوث في الحقيقة المحمدية.فلو كُشِف النقاب عن بعض النعوث الأحمدية،مثلا في زمن ابن مشيش،لظهرالهاتف المحمول في زمانه،ولكن طلسمت الأمورعليه .

فلا وجود لولي ختم على جميع اولياء السابقين وعلى اللاحقين للوسع الالهي و لتجدد التجليات الالهية ولا حظر لعطاء الله.” وما كان عطاء ربك محظورا’ فالغوث الختم هو نائب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،ومحل نظر الله تعالى من الكون،فهل يكون نائبا عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو تحت التراب،وكيف يكون محل نظر الله،ومقتضى اسمه تعالى”المميت” قد جرى عليه  وارتحل الى الاخرة.

قال تعالى” قل هذه سبيلي ادعوا الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني” وكلام الله استمراري أزلي أبدي،فالمقتفون اثررسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا،الدعاة الى الله على بصيرة، أي العارفون المحمديون لم ينقطعوا ولن ينقطعوا ومقاماتهم لن تتوقف. فإذا افترضت وجود ختم على كل الازمنة،وليس بعده من هواكبر منه معرفة،فقد قيدت عطاء الله،وأوقفت التجليات الالهية وحصرت عطاء الله  في الذي اعتقدت فيه الختمية المطلقة، “وما كان عطاء ربك محظورا

قال تعالى” هُمْ دَرَجَٰتٌ عِندَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ بَصِيرٌۢ بِمَا يَعْمَلُونَ” “وكتبت درجات بالألف المحذوفة لتفاوت درجات العارفين،وجعلهم الحق تعالى عين تلك الدرجات “هم درجات ‘ فالدرجات صفة ملازمة لهم يبعثون عليها يوم القيامة،

في حين قال تعالى في حق عامة المومنين “اوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ” ” لهم”بعملهم. فمع أصحاب المقامات ورد ذكرالألوهية”هم درجات عند الله” ومع عامة المومنين ورد ذكر الربوبية “لهم درجات عند ربهم”. كما أن المقامات الصغرى من أجراس ونقباء،ورجباء…..يكون الترقي فيها بواسطة الشيخ المربي بعد استشارة الغوث الختم.

أما المقامات الكبرى فتكون بإذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم.والمقامات الكبرى تبدأ من الأبدال ،ثم الأوتاد…

والنساء موجودات بكثرة حتى مقام الأبدال، والخضر من الأبدال.ولم تبلع مقام القطبانية من النساء سوى مولاتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها

فمن يعتقد في شيخ ،مات الختمية على جميع الأزمنة،ولايعتقد هذا،في غوث زمانه، فمن أين سيأتيه الترقي، ومن سيرشحه للترقي. وكل طريقة حصرت الختمية في شيخها يصيبها العقم،ولا يتخرج من مشربها طرق اخرى.

فالأختام متساوون في المقام مختلفون في المعرفة والعلوم اللدنية،وفي القرب من   مولا نا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فكل من وصل الى مقام الختمية لا ياتي بعده الا من هو أفيح منه،وأرجح،وأنمى،وأبرك حتى يبعث الله سيدنا عيسى عليه السلام في اخرالزمان،فتثبت له الختمية المحمدية على كل الاولياء،وعلى كل الأزمنة.فمن ميزة الأمة الاسلامية ان ختم الاولياء نبي ورسول من أولي العزم. كما أن الختمية لها شروط ،فما كل من ادعاها نصدقه بل لا بد ان يثبت صدق دعواه بعلوم لدنية ،وفتوحات ربانية وصلوات عرفانية بها نعوث احمدية،تساير التجليات الالهية أي يطعمنا لحما طريا لا قديدا كما قال ابو مدين الغوث لأصحابه وأن يحدث بها، فالمعرفة أكبر نعمة ،قال تعالى “أما بنعمة ربك فحدث” وأخبرنا الحق تعالى عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقال “ماهو على الغيب بضنين” أي لم يكن بخيلا بالعلوم الغيبية فإسراءه ومعراجه صلى الله عليه وسلم من عالم الغيب،وأخبرنا بهما.  فظهورالولي يكون باذن،وخفاءه يكون بأمر ،هذا في حق الولي العادي فما بالك بالختم. وقد قيل ” الظهور يقسم الظهور”

 قال الشيخ ابراهيم الدسوقي:

أنا القطب المبارك قدره ●وأن مدار الكل من حول ذروتي       وحكمي في سائرالأرض كلها●وفي الجن والأشباح والمردة        وماقلت هذا القول فخرا وإنما●آتى الإذن كي لايجهلون طريقتي

اتى الاذن كيف يدعي شخص الختمية وانه رئيس المملكة الباطنة وقمة هرم الاولياء ولا يستطيع انتحال شخصية حكومية او قضائية  أو ارتداء زي ضابط شرطة  او استخدام صفة غير صفته لأن القانون يعاقب عن ذالك ،ولكن حتى الحق تعالى يعاقب عن ذالك ،موعده يوم يسأل الصادقين عن صدقهم” فما بال المدعين. ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا او كذب باياته انه لا يفلح  الظالمون…

فاتقوا الله في عباد الله واتقوا الله في انفسكم.

فمن شروط الغوثية صلاة على النبوة المحمدية،بالنعوت الأحمديته ،نعوت جديدة وليس اجترارا لكلام السابقين بأسلوب لغوي جميل وبلاغي مسجوع، يذر الرماد في أعين الغافلين،فصلاة كل عارف تعنون عن مقامه :الصلاة المشيشية،الصلوات البكرية،الصلوات البدوية،جوهرة الكمال التجانية، صلوات أحمد بن أدريس، جوهرة الاسرار الرفاعية… صلوات محمد الكتاني الى غير ذالك من الصلوات … كلها صلوات راقية تشير إلى علو كعب صاحبها،ورسوخه في مقام القطبانية. قال الشيخ ماء العينين : 

   شربت شرابا لاذووالخمرتشرب=وشاهدت ما الابصارعنه تُحجب وخضت بحارا لاتخاض بحيلة=ولكنها فضلا تُخاض وتُشرب

وقال الشيخ أحمد البدوي :       

 دعني لقد ملك الغرام أعِـنتي●لكنني خضت البحار بهمتي

ويرى ابن عربي أن القطب يمثل النبي صلى الله عليه وسلم في الزمان والمكان، ولا يتمكن من مقام القطبانية إلا بعد أن يحصِّل على أسرار الحروف،التي في أوائل السور.وعندما يصل العارف إلى مقام القطبانية فمن الممكن أن ينطق بلسان الحقيقة المحمدية،   قال سلطان العاشقين :

  فلاحي إلا مَن حياتي حياته●وطوع مرادي كل نفس مريدة   
فالختمية علوم  وليست لحية وعكازة وثياب فاخرة وكثرة الاتباع، وسيارة رباعية الدفع.

فظاهرختم هذا الزمان،هوباطن الختم الذي قبله،فما بالك بباطنه،الذي يستمد مباشرة من الحضرة المحمدية،نائب عنها بالخلافة الجزئية، محل نظر الله من العالم بالتبعية.ولو اجتمع ختم هذا الزمان مع الاختام الذين سبقوه لقدموه اماما عليهم. فحكِّم عقلك،ولا تكن اسير تقليد احد يقول ابن خلدون” التقليد الاعمى احياء للموتى”

ولاتبهرك البهرجة والفلكلور،فالتصوف باطني،  وقد ظهرمؤخرا تصوف إتجاري يبيع البعض دينه بدنياه.

ولاتغتر بمن يخبر بالمغيبات ويكشف عن ما يدور بضميرك

فهذه المسائل  تكون كذلك عند علماء سر الحروف، وعلماء خواص الأسماء، ومنهم من لاعلاقة له بالتصوف كما تكون عند أولياء الشيطان فحذار،

فلا صفة للعارف الا المعرفة،العارف لا هيئة تدل عليه،لا طول لحيته يعنون عن مشيخته،ولا كثرة اتباعه، ولا السبحة في عنقه ترمز لولايته،ولا لباسه يدل على عرفانه ” كم من اشعث اغبرذي مطرين لايؤبه له لو اقسم على الله لأبره”   

ف الطريقة الاحمدية القديانية منتشرة في جميع أنحاء العالم.و يقدر اتباعها من بين 10 و20 مليون شخص واحمد ميرزا غلام يدعي النبوة

فنحن في زمان الغرائب والعجائب شخص يدعي الختمية في المغرب واخر يدعيها في المشرق وقد قلت ان  مقام الختمية يقتضي انه يعرف كل ماعرفه من سبقه ،وزاد عليه وهذا يعني ان يفهم كلام السابقين ويحلله ويشرحه ولكن اذا استمعت الى كلام من يدعي الختمية  تجده لا يفرق بين الواحدية والوحدانية ولا معرفة له بمراتب الوجود يبعثرها  كيف يشاء ولا يكثرت

وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.

حصل المقال على : 1٬117 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد