الحكم الالهي سابق لا،لاحق

أبو بكر محمد بن موسى الواسطي خراساني الأصل. من فرغانة. صحب الجنيد والنوري. صوفي كبير الشأن. أقام بمرو، ومات بها بعد العشرين والثلاثمائة.
قال ابوبكر الواسطي:لا أعبد ربا ترضيه طاعتي وتسخطه معصيتي انـــــتهى.
فالإرادة الإلهية غير تابعة لتصرفات العبد ،وأحوال العبد لاتغير صفات الرب.فعطاؤه تعالى ومنعه ،وضره ونفعه ،غير معللين بشئ من أفعال خلقه ، فلا الطاعة تنفعه ولا المعصية تضره ،ومشيئة العبد تابعة لمشيئة الرب “.وما تشاؤون إلا أن يشاء الله “.

قال ابو سليمان الداراني :اسكنهم الغرف قبل ان يطيعوه وادخلهم النار قبل ان يعصوه.انـــــتهى.
فكل ما منك من أفعال وأحوال هو بإيجاده وتكوينه جل شأنه ” قل كل من عند الله ” والله خلقكم وما تعملون”. ولو كانت طاعة العبد أو معصيته تغير صفات الرب تعالى لكان للعبد ثأتيرا على ارادة الله ، تعالى عن ذلك علو كبيرا ، ولما صح له الغنى عن العالمين ،بل رضاه هو الذي حمل المطيعين على الطاعات ، وسخطه هو الذي حمل العصاة على المعصية ،وكل شئ صنعه ولا علة لصنعه “إن هي إلا فتنتك”.

فإرادة الحق تعالى سابقة لا لاحقة ، فاعلة لا منفعلة ،والامر يعود إليها بدء وعودة ، اولا واخرا ” اليه يرجع الامر كله”

حصل المقال على : 1٬160 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد