الحسن الكوني
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى ” رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ” أعطى كل شئ كماله اللائق به فما في العالم نقص اصلا فلا يصدرعن الكمال الا الكمال ،فالكمال للاشياء وصف ذاتي وهو جمالها،و ومن هذه الحيثية قال الغزالي “ليس في الإمكان ابدع مما كان “وهذا لايعني عجز القدرة ،كما فهمه من لا معرفة له،بل انما يشير ان ليس في الكون الالهي الا تجليات الاسماء والصفات الالهية “فأينما تولوا فثم وجه الله” فالحق تعالى خلق العالم إلا على صورة الاسماء الالهية فالعالم كله جميل . فما في الوجود الا الجمال “صبغة الله وما حسن من الله صبغة” “وقيل للذين اتقوا ماذا انزل ربكم قالوا خيرا” فالكون الالهي يسير وفق تجليات الاسماء الالهية الحسنى، والحسنى مؤنت الحسن ،فالأصل في الوجود الحسن. يقول الجيلي رضي الله عنه الجمال هو صفة الله تعالى،والحسن هو صورة هذا الجمال،والكون هو مجلى من مجالي الجمال الالهي، وبالتالي لا :يمكن وصفه الا بالحسن،والقبح إنما هو حكمنا على الشئ
فكل قبيح إن نسبت لحسنه=أتتك معاني الحسن فيه تسارع
وأشار إلى هذا الحسن الكوني سلطان العاشقين عمر ابن الفارض رضي الله عنه
وصرح بإطلاق الجمال ولاتقل=بتقييده بزخرف زينة
فكل مليح حسنه من جماله=معارٌ له،بل حسن كل مليحة
فالعارفون اصحاب وحدة الشهود لا يرون في الكون الا اسماء الله تعالى وتجلياتها،فلا يرون الا الحسن