الاعراب- البدو

العلاقة بين البدو والأعراب علاقة عموم وخصوص، فالبدو أعم،وهم كل من سكن البادية لا الحضر،عربا كانوا أم غيرعرب،ففي الصين ومنغوليا بدو وليسوا عربا،فكل قوم اتخذوا الرعي وتتبع الكلأ وسكنى الخيام فهم بدو ولو لم يكونوا عربا. وقوله تعالى عن يعقوب عليه السلام وبنيه (وجاء بكم من البدو)ولم يقل الأعراب لأنهم لم يكونوا عربا. ولو قال الأعراب ما صدق عليهم الوصف. لأن الأعراب هم بدو العرب لا غير. والقرآن الكريم لم يذم الأعراب لأنهم أعراب،بل للكفر والنفاق عند بعضهم لاجميعهم،قال تعالى (وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة ) ومن تبعيضية، فإذا قال في آية أخرى (الأعراب أشد كفرا ونفاقا) علمنا أن أل هنا عهدية لاجنسية لأن الآية الأولى تخصص عموم الثانية، فليس المقصود الجنس بل الأعراب المعنيين أي بعض الأعراب وليس كل الأعراب. لذا قال تعالى درءا لما قد يفهمه بعضهم من التعميم : (وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ).                    أما القول بأن الأعراب ليسوا عربا فهو قول غير صحيح، وكذلك القول بأنهم لا ينتسبون إلى قبائل معروفة. فالعرب ينقسمون إلى حاضرة وبادية وكلهم من ولد إسماعيل،ويقال قدم وفد من أعراب مزينة وجهينة وأسلم. واتهام الأعراب بالحقد والكفر والخيانة تعميما هو أيضا من الظلم والبغي،وبول الأعرابي في المسجد لايدل على حقده بل على جهله،وتصرفه على بداهته،لذا لم يعنفه الرسول بل تركه يكمل تبوله ونهى الصحابة عن شدتهم عليه، وكذلك فعل الرسول مع الأعرابي الآخر وينتسب إلى قبيلة سليم، الذي شمت العاطس في الصلاة، هذا الأعرابي هو الصحابي معاوية بن الحكم السلمي. الخلاصة أن الأعراب هم بدو العرب،وهم عرب، وينتسبون إلى قبائل معروفة ولكنهم عاشوا في البادية متنقلين مع المواسم فهم في الصيف في مكان وفي الشتاء في مكان آخر.منقول.

 

روى البخاري في صحيحه(5/21) من حديث عمرو بن ميمون قال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه, قبل أن يُصاب بأيام بالمدينة.. …………إلى أن قال أي(عمر بن الخطاب): وَأُوصِيهِ بِالأَعْرَابِ خَيْرًا فَإِنَّهُمْ أَصْلُ الْعَرَبِ وَمَادَّةُ الإِسْلاَمِ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ وَتُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُوفَى لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ ، وَأَنْ يُقَاتَلَ مِنْ وَرَائِهِمْ ، وَلاَ يُكَلَّفُوا إِلاَّ طَاقَتَهُمْ……….الحديث . فهذا الدليل على أنَّ الأعراب من العرب

حصل المقال على : 395 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد