بسم الله الرحمن الرحيم
محتد نورالنبوة هو الأحدية الصرفة،وهذا الأصل خول للنبوة ولوج بساط الهوية ، والاصطحاب في بساط الألوهية ؛ لأنها نور، اصطحب نور النبوة مع الأسماء الإلهية ومع الفيضة القرءانية ، فأصبح مؤهلاً لأن يُيَسَّر كلام الله بلسانه ﴿فَإِنَّمَايَسَّرۡنَٰهُ بِلِسَانِكَ﴾ أي ترجم القرآن إلى اللغة العربية ، ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ قُرۡءَٰنًا عَرَبِيّٗا﴾ ، ﴿إِنَّا جَعَلۡنَٰهُ قُرۡءَٰنًا عَرَبِيّٗا﴾ ففي البسائط الأولي لم يكن عربياً، إنما نزوله عربي وجُعل عربياً .
فأصبح نور النبوة طرفاً رئيسياً في تجليات الأسماء الإلهية ، وظهور مقتضياتها ، واضفاء الرحمة عليها ، فهو الرحمة المهداة للعالمين أجمعين ، [ رحمتي سبقت غضبي ]، فهذه الرحمة غير تابعة لبساط الرحمانية ، اذ هذا البساط مشترك بين جميع الخلائق بما فيهم الكفار وإبليس اللعين ، هذه الرحمة برزت من مقتضى الأحدية .
بالاصطحاب حاز نور النبوة على أكبر مقام في الكون الالهي : مقام المحبوبيةالكبرى والخلافة العظمى الأزلية الأبدية ، غيره بدايتهم من دائرة الرحمانية.
بالاصحاب علا شأن النبوة ، فلا يذكر الله إلا ذكرت معه .
بالاصطحاب أصبحت النبوة طرفاً في التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) .
بالاصطحاب نالت النبوة مقام الشفاعة الكبرى يوم القيامة .
بالاصطحاب نالت النبوة السيادة على العالمين ملائكة وجن وإنس أجمعين .
بالاصطحاب لا يخفى شيء في الكون عن النبوة،فهي تعرف جميع المقتضيات ،وهي حاضرة في جميع التجليات، تتكلم جميع اللغات مطلعة على الجزئيات والكليات ،خبيرة بكل الهويات،وواسطة في كل العطاءات.
وموازاةً مع هذا الاصطحاب الذي وقع في عالم الغيب ، هناك اصطحاب وقع في عالم الشهادة،أي في الإسراء والمعراج، فرجعت النبوة إلى أهل الكون محمدا أحمدا ، أحمدامحمدا، فكانت الحسنة بعشرة أمثالها ، وليلة القدر تأتي كل سنة ، ومن قال ( لا إله الا الله محمد رسول الله ) دخل الجنة .
تجدر الاشارة الى ان سيدي محمد الكتاني حقق الاصطحاب في المعراج أي حين زمن الاسراء والمعراج وعروج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الى ما بعد سدرة المنتهى وعندما كُشف للشيخ عن هذا الاصطحاب وعن هذه المساواة، و أن الحقيقة النبوية رجعت الى اهلها محمدا احمد – احمدا محمدا ، أي الصفة عين الموصوف بها صلى على الاحمدية في الكثير من صلواته
ومن بين الصلوات صلاة المتردي الشهيرة والتي يعطى في ثوابها كذا وكذا ختمة من القرءان
مع انه حسب ما يرويه في { كتاب الطلاسم } يقول :وسألته عن حقيقة الاصطحاب هل كانت أم لا ؟ فقال لي : [ اتحد الاسم والمسمى وتخلل الطلسم المُعمَّى] ، فقلت هل من أول قَدم؟ فقال لي : [ على ما جرى في القِدم ] الى اخره…
فقد اشار اليه صلى الله عليه وسلم ان الاصطحاب كان في القدم أي قبل القبل.
فلا شك ان الشيخ الكتاني كان على خُبر بأن حقيقة الاصطحاب وقعت أزلا ،وأن هذا الاصطحاب ألبس النبوة المحمدية حلل الربوبية كما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:( لكن آونة يغيب الناسوت في اللاهوت ، ويظهر اللاهوت في الناسوت ، ووقتا يغيب اللاهوت في اللاهوت ويبقى الناسوت للناسوت)…
اما شيخنا رضي الله عنه وقدس سره فقد حقق ان الاصطحاب وقع قبل القبل في بساط الالوهية حيث اجتمعت النقطتان النورانيتان فاصبحتا نقطة واحدة ثم افترقتا الى صفتين احمدية ومحمدية وهذه غاية التحقيق التي لم يشر اليها غيره واستحق بها وبتحقيقات غيرها مقام الختمية الكبرى