الاسم الاعظم

==(حضرات الأسماء / الإسم الأعظم): كل من دخل حضرة من الحضرات يكتسب،بحلوله فيها،حُللاً وخُلعاً وملابس،يُعبّر عن هذه الخلعة ب“التجلّي الأعظم“،لأن من شأن التجليات الصغرى ألا تستحوذ على جميع شؤون المكلف،بخلاف التجليات العظمى فإن من علامتها أن تستولي على جميع الشؤون الحائطة بالعالم..وهذا من علامة الوُرّاث المحمديين ،فإن تجلياتهم تكون عمومية شاملة..وهذا من شأن المُسقون من الشرع المحمدي،وهو من الفروق بين هذه الشريعة المحمدية وبين غيرها من الشرائع ممن كانوا على القدم الموسوي أو العيسوي أو اليوسفي مثلاً،فإن كل واحد من الأولياء على قدم نبيّ.. والإسم المتحكّم في أهل هذا التجلي حتى أورثهم هذا المشهد،فبحسب الإجمال فإسمان:

الأول “القهار“،والثاني “الاسم الأعظم“،أعني الاسم المنفعل عنه التجليات الكبرى. وذلك أن الحضرات الأسمائية على أنحاء: منها حضرات الأسماء الجمالية،ومنها حضرات الأسماء الجلالية،ومنها قسم مشترك بين الجمال والجلال،ومنها حضرات الأسماء الكمالية،ومنها قسم ذاتي. وحضرات الأسماء هذه،أيضاً،فيها:الحضرات الخاصة،والحضرات العامة.والحضرات العامة يُعبّر عنها بالصّغرى،والخاصة يُعبّر عنها بالكبرى. فلكل حضرة كبرى،إذا دخلها الداخل واستوفى ما فيها من الأسماء،باعتبار التخلّق والتعلّق،إذا أشرف على الخروج منها والدخول لما فوقها،تُواجهه حضرة كبرى،والمتجلّي عليها اسم أعظم لتلك الأسماء المكثّفة أنوارها تلك الحضرة التي اكتشفت حضرات،فانكشف لك على التحقيق إن لم تصل لذلك الحيّ أن لكل حضرة من الحضرات الأسمائية اسماً أعظم هو الحاكم للأسماء التي فيها.وبهذا ينقدح لك الجواب عن التشعّبات الحديثية الواردة في السنن المحمدية في تعيين الاسم الأعظم ما هو،وما أراك إن لم تفقه هذا السرّ الصمداني إلا بقيت في حيرة إن كانت لك همّة عُليا.

والاسم الأكبرالأعظم الأسمى:هو اسم لو دعا به الفرد المحمدي في أن يصير الجنوب شمالاً أو العكس،أوالشرق مغرباً أو العكس،أو صيرورة الكعبة الشريفة بفاس،وصيرورة الضريح الإدريسي بمكة المكرمة مثلاً،لكان ذلك قبل أن يرتد إليه طرفه.. والذاكر به كأنه ذاكر ربّه جلّ سلطانه بجميع ألسُن أهل السماوات والأرضين والأولين والآخرين،على اختلاف طبقات الموجودات. ولو فرضنا أن العالم كله غفل عن الله تعالى،وقام هذا الفرد المحمدي وذكر ربه جلّ ثناؤه به في ذلك الوقت،صدرت منه فتوة على أهل الأرض بأن تصدق عليها بثوابه لَما عدّوا من الغافلين.. وقوّة هذا الاسم بحسب الاعتبارات التالية: الأول: إنه في قوة التسع والتسعين اسماً،وهوتمام الوتر،وهو غاية ما يعرفه الناس.

الثاني:إنه في هذه التسعة والتسعين اسماً وتمام المائة،وفي قوة الأسماء المذكورة في التوراة الثلاثمائة،الأسماء المذكورة في الإنجيل الثلاثمائة، والأسماء المذكورة في الزبور الثلاثمائة،وبه تعلم أن الذاكر به هو محلّ نظره تعالى من الأرض،وهو في مقام الخلافة،وهو كل العالم.

الثالث: إنه في قوة تلك الأسماء المذكورة،وفي قوة جميع الأسماء التي عليها الخلق والأسماء التي تسمّى الله سبحانه بها غير ما تقدّم،وفي قوة الأسماء التي استأثر بها في علم الغيب عنده. وكل هذه الاعتبارات قد لا تُعطى للذاكربه،اللهم إلا لذلك الخليفة الأكبر،ومن هاهنا تعلم معنى قول الشيخ الأكبر: أن للاسم الأعظم حُللاً..

ولأجل ذلك لا يقدر العالِم به أن يذكُره فوق مرّة،ثمّ يمكُث بعد ذكره له تلك المرّة سابحاً في بحار أنواره ونواميس لُجَج أسراره عدد الاعتبارات التي شاهدها حالة ذكره به.. ولا يُعطاه إلا من عرف العلوم والمعارف والحقائق التي عليها انتظم أمر العالم،وعَرف آداب الملائكة مع ربهم.. وأهله ليس لهم من المطامح إلا الثناء به على الله تعالى بما هو أهله.. كتاب خبيئة الكون لأبي الفيض محمد الكتاني قدس الله سره

https://t.me/+CFOyG6yoR_M4ZWU0 ).

حصل المقال على : 612 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد