قال تعالى(هذا ذكر من معي وذكر من قبلي)هذا اسم اشارة هذا أي القرءان،ذكر للامة المحمدية ،التي بعث اليها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بهيكله الشريف المولود من أم وأب،وكذلك هذا القرءان هو ذِكر لمن قبله من الأنبياء والرسل، قال تعالى (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ)مصدقا لما بين يديه من الكتب المتقدمة،والهيمنة له لان من جاء بهذا الكتاب اخذ له الميثاق في الازل ﴿وَإِذ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلنَّبِئيِّنَ لَمَاءَاتَيتُكُم مِّن كِتَٰب وَحِكمَة ثُمَّ جَاءَكُم رَسُولٌ﴾فَسمَّاهُ رَسولا فِي تِلْكَ البسائط الأُولَى،لِمن تَقَدم مِنَ الأَنْبِيَاءِ،إِلَى أَنْ آنَ وقت بِعثَته،فزِيد نَبِيا﴿يَٰأَيُّـهَا ٱلنَّبِيُّ إِنّا أَرسَلنَٰـكَ﴾فالقرءان دستور كلي للكون أوله وآخره،وبالتالي فشرائعهم جزئية،مقيدة،متناهية الحكم،مندرجة تحت حكم رسالته الأزلية،وهي التي سماها العارفون الأحمدية،فالقراءن كلي والتوراة،والإنجيل ، وصحف نوح ،وصحف إبراهيم، والزبور،أجزاء منه.فالهيمنة مطلقة للرسالة الأحمدية،لايشكك فيها إلا جاهل.
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ..فاقروا بالخلافة المحمدية،وءامنوا به ونصروه،وشهدوا،على ذالك ولعظمة هذا الميثاق كان الحق تعالى معهم من الشاهدين
يقول ابن عربي في الباب العاشر في معرفة دورة الملك : …. فكانت الأنبياء في العالم نوابه صلى الله عليه وسلم،من آدم إلى آخرالرسل عليهم السلام،وقد أبان صلى الله عليه وسلم عن هذا المقام ،بأمور منها قوله صلى الله عليه وسلم،والله لو كان موسى حياً ما وسعه إلا أن يتبعني…فروحانيته صلى الله عليه وسلم موجودة وروحانية كل نبي ورسول ،فكان الإمداد يأتي إليهم من تلك الروح الطاهرة ،بما يظهرون به من الشرائع والعلوم ،في زمان وجودهم، وهو في الحقيقة شرع محمد صلى الله عليه وسلم… إلى أن وصل زمان نشأة الجسم الطاهرمحمد صلى الله عليه وسلم،فظهر مثل الشمس الباهرة،فاندرج كل نور في نوره الساطع،وغاب كل حكم في حكمه،وإنقادت جميع الشرائع إليه،وظهرت سيادته التي كانت باطنة،(هو الأول والآخر،والظاهر والباطن،وهوبكل شيء عليم) إنتهى. فسيدنا محمد صلى الله هو صاحب الشرائع الاحمدية والمكلف بتبليغ الشريعة المحمدية
كل النبيّين والرسل الكرام أتَوا♣ نيّابة عنه في تبليغ دَعْواه.
فهوالرسول إلى كل الخلائق في♣كل العُصورونابَت عنه أفواه.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد نبي الله وعلى الزهاء بضعة رسول الله وعلى اله وصحبه