بسم الله الرحمن الرحيم ،الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء ،سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى أُمِّ المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله بهذا الموضوع نختم حديثنا على السبعة رجال اقطاب مراكش
يقول العلامة أبو الحسن اليوسي في القصيدة العَيْنِية حول سبعة رجال
بمراكـش لاحت نجوم طوالعُ =جبال رواس بل سيوف قواطع
فمنهم أبو يعقوب ذوالغاريوسف= إليه تشـير بالأكـف الأصابع
ونجل أبي عمران عياض الذي= إلى علمه في الكون تصغي المسامع
وبحرأبي العباس ليس يخوضه =سواه كـريم لا يزال يمانع
ونجل سليمان الجزولي فضله =شهير ومن يدعـو إليه تسارع
وتبّاعُهم بحرالكرامة والهدى =وسيدنا الغـزواني نوره ساطع
أبا القـاسم السهيلي أضف لهم =إمام التـقى والعلم بحره واسع
يقول ابن الزيات في كتابه التشوف حدثني محمد بن محمد بن ابي القاسم قال :سمعت ابا زيد الدقاق وكان رجلا خيِّرا يقول :رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ،في المنام عند أحد أبواب مراكش، فقلت له يارسول الله أفي هذا البلد أحد من الأولياء؟ فقال فيه سبعة فقلت يارسول الله من هم ؟ فقال لي :هؤلاء ،فإذا بسبعة رجال خرجوا من الباب ماعرفت منهم إلا أحمد بن محمد الغساني المعلم.انتهى وهذه الرؤيا الصالحة لهذا الرجل الصالح تدل ان بمراكش اولياء كثر لا يعرفه العامة . اما زيارتهم فتكون حسب ظروف الزائر،فإذا كان له متسع من الوقت يخصص يوما لكل ولي حتى يتمكن من الاستراحة قليلا بكل ضريح، وزيارة الأولياء المدفونين حوله،وتكون الانطلاقة يوم الثلاثاء بسيدي يوسف بن علي الصنهاجي والأربعاء لعياض بن موسى اليحصبي، والخميس لأبو العباس السبتي، والجمعة لمحمد بن سليمان الجزولي، والسبت لعبد العزيز التباع،والأحد للغزواني، والاثنين لعبد الرحمان بن عبدالله السهيلي، وإن لم يكن لديه متسع من الوقت، زارهم في أي وقت شاء الواحد تلو الآخر إلى النهاية مع المحافظة على الترتيب الذي جاء به الشيخ رحال البدالي تلميذ التباع.
وهذا الترتيب هو ترتيب مريح للزائر وليس ترتيبا حسب المقامات فحينما يبدأ الزائر من سيدي يوسف بن علي ،تكون الزيارة تنازلية على شكل نصف دائرة تنتهي الى الامام السهيلي، فلو كانت زيارة كأسنان المنشار مثلا من سيدي يوسف بن علي الى ابو العباس ثم يعود الزائر الى القاضي عياض ومنه الى السهيلي لكانت جد متعبة.فهو ترتيب مريح ومن استعمل سيارته يقضي اكثر من ساعتين .
يقول ابن عربي في رسالة القطب والنقباء: سموا أقطابا لأنهم بمنزلة قطب الفلك من الفلك،وهي النقطة التي يتحرك عليها الفلك،وهي لا تتحرك فلها الثبوت مع انها جزء من الفلك.انتهى. ويرى أن القطب الفوث يمثل النبي صلى الله عليه وسلم في الزمان والمكان ،ولا يتمكن من مقام الغوثانية إلا بعد أن يحصل على أسرار الحروف،التي في أوائل السور مثل﴿الر ،الم ،المص…﴾ ويرى الشيخ الأكبرأن القطب إذا سكن في أي مكان آخربجسمه فإن محله مكة، وليس غيرها(رسائل ابن عربي منزل القطبية).
ويرى سيدي محمد الكتاني وجود مقام فوق القطبانية الكبرى أي الغوثية ويسميه مقام الآحاديين. يقول رحمه الله في الديوانة: فكيف يقال في الأحاديين (مرتبة فوق الأفراد وفوق الكنوز الأربعة الذين لم يذكرهم غيري)وهو:مقام فوق القطبية الكبرى،ولا تصرف للقطب فيهم ،بل ربما يؤثرون فيه.ومقامهم في الديوان حجره أوجيبه.اهـ.
فأبو العباس السبتي كان قطب زمانه في الصدقة يعطي كل ماعنده، تصدق مرة بثيابه التي على ظهره،ويحكي لنا الكتاني في سلوة الانفاس ان احدا من الصالحين وهوشريف من اهل البيت اسمه عبد الرحمان بن يوسف الحسني راى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، قال قلت يارسول الله ماتقول في السبتي ،وكنت سيئ الاعتقاد فيه. فقال لي بعد ان تبسم : هو من السباق ،هو ممن يمر على الصراط كالبرق…ويضيف فخرجت عد صلاة الصبح فلقيت السبتي وحكيت له الرؤيا فصاح وقال :كلمة الصفا من المصطفى.
قال ابن عربي في الباب 463 من ف ح “إن مدار الأمة على إثنى عشر قطبا كل قطب على قدم نبي”. ويفضل بعضهم على بعض و ان جمعهم مقام القطبية ” تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض”اهــ
فهؤلاء السبعة وان جمعهم مقام القطبانية فهم يختلفون في المعرفة ,وترتيبهم حسب المعرفة وحسب مشربنا ترتيبا تصاعديا تكون البداية من السهيلي ثم القاضي عياض ومنه الى ابي العباس السبتي ثم سيدي بوسف بن علي والجزولي ،ثم التباع و نرى أن أكبرهم مقاما سيدي عبد الله الغزواني. فكتابه ” النقطة الأزلية في سر الذات المحمدية” عنوان على ذلك.كما أن بعض المكاشفين يرون حضور روحانيته في الكثير من جلسات صوفية ،وفي المواليد النبوية .
وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.