بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:” وأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ: فعطف بالنصب (وَالصَّابِرِينَ ) على الرفع (وَالْمُوفُونَ ) لغرض تعظيم قدر الصابرين فمقام (الصابرين) اعظم من ان يعطف على (الموفون) فالصابر حاز كذلك على مقام الوفاء بالعهد.
————————————–
ما قيل في مكّة وبكّة:
الأولى مأخوذة من المك، وهو انتقاء العظم، وإخراج مخه، وسميت بذلك لأنها وسط الأرض كما أن المخ وسط العظم، في حين أخذت الأخرى من البك وهو التزاحم والمغالبة، كَتَبَاكِ الإبل عند شرب الماء، ومن ثم سميت بكة كذلك – وهو موضع البيت (لأن الناس يزدحمون فيها عند الطواف (جاءت بكّة في سياق ذكر البيت والحج، في حين جاءت مكّة في سياق ذكر البلد الحرام.
————————————–
وضع الفعل المضارع بدل الماضي: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُون}. وكان يجب أن يعتبر المقام الذي يقتضي صيغة الماضي لا المضارع فيقول قال له كن فكان. قال{فيكون} للإشارة إلى أن قدرة الله على إيجاد شيء ممكن وإعدامه لم تنقض، بل هي مستمرة في الحال والاستقبال في كل زمان ومكان، فالذي خلق آدم من تراب فقال له {كن} فكان، قادر على خلق غيره في الحال والاستقبال {فيكون} بقوله تعالى {كن}. قال تعالى: {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون}، إشارة إلى أن المخلوق يتدرج في تكوينه باستمرار ولا يُخلق في مرتبة معينة لا تتغير ولهذا عبر بالمضارع والمضارع يدل على لاستمرار فتأمل دقة القرآن!
وصلى الله على سيدنا محمد