بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمةَ الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجةَ الكبرى امِّ المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين.
الاطلاق هو الصفة الثابتة للحق تعالى،فلا شئ يقيده وماأوجبه على نفسه هو رحمة بنا.فلله الغنى المطلق.
لهذا بالقرءان الكريم اسمه تعالى الغني (وهو جلالي) تبعه اسمه الحميد (وهو جمالي) فغناه لنا. اي يعاملنا معاملة نحمده عليها، فالخالق غني عن كل شيء،والمخلوق مفتقر إلى كل شيء(وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ).
واقترن اسم الله “الغني” باسمه الحليم.قال تعالى(قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ )حليم أي مع عصيانهم له يرحمهم ويرزقهم ،وهو تعالى غير محتاج لهم.
واقترن اسمه الله “الغني”باسم الكريم(وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ).فمع كونه غنيا عن الخلق فهو كريم،لا يبخل عنهم بشئ.فمن الناس من هو غني وبخيل. وعلى العموم،فغنى الحق مطلق،وغنى المخلوقات نسبي،قال تعالى (وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاًسُخْرِيّاً ) وهذه الاية تنفي الغنى عن المخلوقات،فنحن نحتاج الى بعضنا البعض في معاملتنا اليومية. أماالغنى الحقيقي هو معرفة الله ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم .انظر الى سيدنا موسى عليه السلام ،اوتي النبوة والرسالة،وهو من أولي العزم من الرسل،قال(رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) . واية واحدة بالقرءان لم يتبع اسمه تعالى الغني اسم جمالي هو قوله تعالى(وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) لأن الحق تعالى غير مفتقر لعبادة من يعبده،وغير متضرر بعصيان العاصي. ولكن قضاء سابق وقدر لاحق(وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ)(وَلَوْبَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ). فقد يمنع المرء بعض الرزق بالمعصية: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ).(وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ).(وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ) . قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن ربه تبارك وتعالى : “يا عبادي ، لو أنَّ أوَّلكم وآخرَكم،وإنسَكم وجِنَّكم ،قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيتُ كُلَّ إنسان مسألتَهُ،ما نقص ذلك مما عندي إلا كما يَنْقُص المِخْيَطُ إذا أُدِخلَ البحرَ يا عبادي ،إنما هي أعمالُكم أُحصيها لكم،ثم أُوفّيكم إيَّاها ،فمن وَجَدَ خيراً فليَحْمَدِ الله ومن وجد غير ذلك فلايَلُومَنَّ إلا نَفْسَهُ ” [مسلم] . فالخلائق كلها تتصف بالفقر الى الله،الغني الحقيقي ،هو الغني بالله.ولا يكون غنيا بالله حتى يعرف اسمائه وصفاته ومقتضياتها في الكون الالهي ،ويعرف نبيه عليه الصلاة والسلام. وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه