ارسل بعض الاخوان سؤالا على بريد فيسبوك المدونة يقول بعد البسملة والسلام
هل كل ولي لله عارف بالله؟؟
================
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه سلم
هناك ولاية تقتضي المحبوبية الكبرى ولا دخل لمخلوق فيها هي خاصة بسيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم
1= ولاية لخاصة الخاصة وهي للانبياء والرسل وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لايدخل في هذا الترتيب اذ هو مصدرالنبوة والولاية
وهناك تفاوت بينهم ” تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض”
2= وولاية للخاصة وعلى قمة هرمهم الصحابة الاربعة
ثم ياتي بعدهم الاولياء اصحاب المقامات القعساء وهذه النخبة هي التي يترأسها القطب الغوث” هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ“. وللوصول الى هذه الولاية يجب اتخاذ شيخ عارف سلك الطريق ووصل ويمكنه ان يوصل غيره ” هل اتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا” والمعرفة كعمارة بها عدة طوابق للوصول الى العلوي لازم المرور من الطوابق السفلى أي الدرجات الصغرى للولاية : الاجراس النقباء النجباء…..ثم بعدها الابدال، الاوتاد، الامناء…الاقطاب..الغوث….واخيرا مرتبة الختمية.
3= ولاية عامة: لكافة المومنين والمومنات ” اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا” ” أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ” هذه الولاية لا تحتاج لشيخ
وانتبه في الولاية الخاصة قال تعالى ” هـــــــم درجات عند ربهم” درجاتهم ذاتية لهم
وفي الولاية العامة قال تعالى ” لـــــهـــــم درجات عند ربهم ”
والنبي معصوم والولي محفوظ.
ومن باب الولاية الخاصة جُمِع الخضر(الولي) مع الإسم الإلهي”الولي” في ضمير واحد﴿فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا﴾
قال تعالى : ” واتقوا الله ويعلمكم الله “
وقال اهل التصوف : (ما اتخذ الله وليا الا علمه) واهل التصوف يقصدون السالكين المقتدين بشيوخ التربية فالتقوى تؤدي الى الولاية والصحبة تورث المعرفة
فكل ولي سلك على يد شيخ عارف لا محالة يصل الى معرفة الله ،كل و نصيبه من المعرفة . فكما ان هناك تفضيل بين الانبياء فهناك تفضيل بين الاولياء
اما الولاية العامة فليست مشروطة بالمعرفة.
والولاية الخاصة مستوره عن عامة الخلائق لأن القلوب محجوبة،والعقول مصفدة،والمعاصرة أكبر حجاب فأخفى الله أولياءه، فلا يعرفهم إلا من أراد الله أن يعرفه بهم، ووسمهم النبي صلى الله عليه وسلم بالضنائن فيما رواه الطبراني وأبونعيم عن ابن عمر رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال” إِنَّ لِلَّهِ ضَنَائِنُ مِنْ عِبَادِهِ يَغْذُوهَمْ فِي رَحْمَتِهِ،وَيُحْيِيهِمْ فِي عَافِيَتِهِ ،وَإِذَا تَوَفَّاهُمْ تَوَفَّاهُمْ إِلَى جَنَّتِهِ ،أُولَئِكَ الَّذِينَ تَمُرُّعَلَيْهِمُ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ وَهُمْ مِنْهَا فِي عَافِيَةٍ”.
ضنائنُ اللهِ: خواصُّ خَلْقِه
فكل من جلس على كرسي المشيخة والتربية واقام نفسه (بإذن او بغير اذن) مقاما كبيرا يجب عليه ان تكون له اذواق خاصة به يحدث اصحابه بما فتح الله عليه” اما بنعمة ربك فحدث” واكبر نعمة هي معرفة الله فالحديث بها عنها ضروري
قلت اذواقا خاصة لا ان يجتر كلام من سبقنا ويسوغه في قوالب لغوية مخالفة ويهديه لأصحابه في طبق مغاير يحسبه الجاهل والغير متمرن على كلام القوم فتحا رقيقا
صفة العارف هي المعرفة ولاشئ غير المعرفة,
الكشف والمشي على الماء والطيران….يكون كذلك حتى عند اولياء الشيطان وعند علماء خواص الحروف والاسماء والبعض منهم لا علاقة له بالتصوف ولم يسلك على يد شيخ عارف.
علماء خواص الحروف والاسماء والاوفاق يكونون كذلك كثيري الذكر كثيري الصيام ولا يبتغون بهذا الحصول على المقامات انما الحصول على روحاني من الملائكة او من مسلمي الجن ومن هنا تاتيهم الكشوفات .
فالحذر من الوقوع في ايدي المدعين والحذر اكثر واكبر من الوقوع في ايدي علماء خواص الحروف الذي يسعى للشهرة ولتجمهر المريدين حوله يريك البعض من باطنك ولا يستطيع اصلاح ظاهرك وبالتالى فلن تترقى معه
فالترقي في المقامات الصغرى يكون بترشيح من شيخك وبموافقة الغوث اما المقامات الكبرى، بداية من الابدال فتكون بإذن مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكيف تطمع في الترقي اذا كان شيخك غير معروف في دائرة اهل الله ؟
كما انه اذا كان هناك منصبا فارغا في مقامات الاوتاد مثلا بموت صاحبه فيترقى الولي من الابدال الاكبر اقدمية من غيره
ولا وصول بدون محصول
ولا مشاهدة بدون مجاهدة”والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا”
وطريق التصوف طويل وشاق وشائك
فلا تغتر بكل ناعق
ولا تكن اسير تقليد احد اللهم الا من ظهرت عليه معالم الفتح وكان على اثر رسول الله ظاهرا وباطنا.
وهناك بعض الصوفية جمعوا بين علم الباطن وعلم اسرار الحروف والاوفاق كالغزالي وابن عربي وزروق …رحمهم الله
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه