اذا كنت من الصوفية يجب ان تعرف الاحدية

الاحدية صفة ،وعرف أهل الله الصفة ،على أنها حقيقة عقلية معدومة العين موجودة الحكم، كلية لاتقبل التجزئة. 

الصفة تدل على معنى في الموصوف،فهي إذا،لا تعطي ماهية الموصوف،ولايمكن الوصول إلى ماهيته من خلالها.الصفة مايبلّغُكَ حالة الموصوف أي ما يوصل إلى معرفة حاله،يعني أنها الشيء الذي يفيدك معرفةً بالموصوف.

الصفة تابعة للموصوف بها، توجد بوجوده،وتفقد بانعدامه، فهي تتبع الموصوف في سائر حالاته. كصفة الشجاعة،فهي لا تفارق الشخص الشجاع،أرأيت يوما ما الشجاعة تتجول في الشوارع لوحدها؟ .

ذهب طائفة من أهل الله،إلى أن الأسماء الإلهية كلها أسماء صفات،حتى اسمه تعالى “الله” صفة هذا الاسم هي الألوهية، واسمه الرحمن كذلك صفته الرحمانية، نظراً إلى أن الذات الإلهية،لايقع عليها اسم،مما تعَرَّف به إلينا،ولا نعت،ولا وصف ولا صفة،بوجه من الوجوه.لأن الصفة،إنما تكون لأجل التعرف بمعنى من معانى الكمالات الإلهية،والإسم إنما يكون لأجل العَلَمية حتى لا يقع التنكير.وليس للذات الإلهية تخصيص تنكير، ولاتعريف، ولاظهور، ولابطون،ولا نسبة،ولا إضافة،ولا تعيين ،ولاغيب،ولا شهادة.

يقول ابن عربي (ج1 ص 113): …فإن لفظ الأحدية جاءت ثابتة الإطلاق على من سواه فقال﴿وَلاَ يُشْرِكُ بِعِبَادَةِ رَّبِّهِ أَحَداً﴾وأن كان المفهوم منه بالنظر إلى تفسير المعاني على طريق أهل الله،أنه لايعبد من حيث أحديته،لأن الأحدية تنافي وجود العابد فكأنه يقول لا يعبد إلا الرب من حيث ربوبيته،فإن الرب أوجدك فتعلق به، وتذلل له ولاتشرك الأحدية مع الربوبية في العبادة ،فتذلل لها كما تتذلل للربوبية، فيكون تعبد في غير معبد،وتطمع في غيرمطمع،وتعمل في غير معمل، وهي عبادة الجاهل،فنفى عبادة العابدين من التعلق بالأحدية. فإن الأحدية لا تثبت إلا لله مطلقاً،وأما ما سوى الله فلا أحدية له مطلقاً،فهذا هو المفهوم من هذه الآية عندنا من حيث طريقنا في تفسير القرءآن …وإذا علمت هذاعلمت المراد بقوله جل ثناؤه لنبيه عليه السلام﴿قُلْ هُوَاللهُ أَحَدٌ﴾أي لا يُشَارك في هذه الصفة …”اهـ..

لأن أحديته لا تقبل الثاني،لأنها ليست أحدية عدد (ص 175 )….

قال تعالى﴿وَمِنْ كُلِّ شَيءٍ خَلَقْنَا زَوْجَينِ﴾حتى لا تنبغي الأحدية إلا لله.(انظر كذلك الرسائل ص 80 ).
يقول الشيخ محمد مهدي الرواس:[“الأحدية”:هي مرتبة  فوق حُكم مرتبة “الواحدية”، وهي رتبة الإفراد للذات،كما أن الواحدية رتبة الإفراد للصفات].

يقول الشيخ عبد الكريم الجيلي: [إن “الأحدية” لايظهر فيها شيء من الأسماء والصفات ،وذلك عبارة عن محض الذات الصرف في شأنه الذاتي. و”الواحدية” تظهر فيها الأسماء والصفات مع مؤثراتها،لكن بحكم الذات لابحكم إفتراقها،فكل منها فيه عين الآخر. و”الألوهية” تظهر فيها الأسماء والصفات بحكم ما يستحقه كل واحد من الجميع ،ويظهر فيها أن المنعم ضدّ المنتقم،والمنتقم فيها ضد المنعم،وكذلك باقي الأسماء والصفات… ويضيف :[مَنَع أهل الله تجلي الأحدية ولم يمنعوا تجلي الألوهية…]

يقول الشيخ عبد الغني النابلسي:[“الأحدية” أخصّ من “الواحدية”،لأن الواحدية تعُمّ واحد الأعداد،والأحدية مختصة بلزوم الإنفراد. ].

يقول الشيخ محمد ماء العينين:[“الأحدية” هي:المجلى الأول للذات الإلهية،الأحدية ليس لشيء من الإعتبارات والإضافة والأسماء والصفات ولا غير ذلك فيها ظهور. فهي ذات صرف، لكن قد نُسبت الأحدية إليها. و”الأحد”: إسم لمن لا يُشاركه شيء في ذاته.كما أن “الواحد”: إسم لمن لا يشاركه شيء في صفاته.يعني أن الأحد هو الذات وحدها بلا اعتبار كثرة فيها، فأثبت له الأحدية التي هي الغنى عن كل ما عداه،وذلك من حيث عينه وذاته من غير إعتبار أمر آخر.و”الواحد”هو الذات مع إعتبار كثرة الصفات، وهي “الحضرة الأسمائية”، ولذا قال تعالى: (إن إلهكم لواحد) ولم يقُل “أن إلهكم لأحد” لأن الواحدية من أسماء التقييد ،فبينهما وبين الخلق إرتباط،أي من حيث الإلهية والمألوهية، بخلاف الأحدية إذ لا يصح إرتباطها بشيء. ].

يقول الشيخ أبو العباس التجاني: [الفرق بين الأحدية والذات الساذج: أن “الذات الساذج”لاامتياز فيها لأحدية ولاكثرة،إذ طمست النّسب كلها فيها،فليس فيها إختصاص نسبة،وهي غاية البطون،وهي العماء..و”الأحدية” تماثلها في الذات الساذج إلا أن فيها ظهر نسبة الأحدية عن الكثرة والغيرية،وهي مرتبة ظهور الحق عز وجل. ]. ويضيف: [ مرتبة الأحدية: هي مرتبة كُنه الحق،وهي الذات الساذج التي لا مطمع لأحد في نيل الوصول إليها،وتسمى:”حضرة الطّمس والعما الذاتي”. 

يقول الشيخ محمد فضل الله البرهانبوري:[مرتبة الأحدية:هي أول مراتب الوجود الحق،وهي مرتبة كُنه الحق عز وجل،وليس فوقها مرتبة أخرى،بل كل المراتب تحتها.وهي مرتبة اللاتعيّن والإطلاق والذات البحت،لا بمعنى أن قيد الإطلاق وسَلب التعيّن ثابتان في تلك المرتبة،بل بمعنى أن ذلك الوجود في تلك المرتبة منزّه عن إضافة النّعوت والصفات، ومقدّس عن كل قيد،حتى عن قيد الإطلاق أيضاً. ].

يقول الشيخ محمد أبو المواهب الشاذلي:[أحدية الذات:هي الغيب في الأزل، و”وحدانيتها” ظهور في الأبد].

وعلى العموم الأحدية صفة الإلهية ،لاتجل بها إطلاقا،لأنه لاوجود للأسماء الإلهية في بساطها،ولاتعلق لها بالمخلوقات ،ولهذا قالوا عنها انها حضرة سحق ومحق،ولوكان هناك تجل بها أو تعلق بالمخلوقات لكانت واحدية أو ألوهية(بساط الاسماء).

ومن الأغلاط الذوقية التي لاحظتها عند البعض.قولهم:

 الأحدية مقام؟ مقام لمن ؟ والاحدية صفة إلهية.

وقال آخر أنها حضرة،وهي ليست حضرة في حقيقة الامر ،الحضرة من حضر يحضر، حضرة،وفي بساطها لا حضور لشيء لا من الاسماء، ولامن الأكوان ،لذا قالوا عنها انها حضرة سحق ومحق ،ومن استعملها فإنما لم يجد ما يصفها به.

وتكلم اخر عن تجليات الأحدية ؟.

ولا ذوق لمن يقول أنها دائرة كونية…

فلهذا ففي أغلب مواضيعي أسميها بساط.

وتكلم آخر عن الحقيقة الأحدية ؟؟ كلام ناقص ذوقيا ،فلا معرفتنا لنا بها كما يقول ابن عربي : الأحدية لاتعرفك ولاتقبلك (ف ح الباب 272)،ولانعرفها.كل ما نعرف عنها أنها محتد نور النبوة والفيضة القرءانية.

وكما قلت في البداية ان الصفة لا تجزأ فلا نقول :حجب الأحدية ،او بحار الأحدية (بالجمع).

وقال آخر أن نور النبوة بزرخ بين الأحدية والواحدية،وهذا غير صحيح ،مرور الحقيقة المحمدية في مراتب الوجود هوالذي منح لهاالوجود و الاستمرارية، وأضاف اللطف والرحمة الى مقتضياتها،اصطحابا مع إسم إلهي مدبر لها.

واخر يقول عن نفسه في قصيدة شعرية، أن له أحدية تخصه؟؟ (لا أريد ذكر البيت حتى لا يعرف صاحبه،فهو من المعاصرين)وعلى أي فلا يصح أن يخصص نفسه بالأحدية ،وابن عربي يقول :وأما ما سوى الله فلا أحدية له مطلقاً. كما ليس هناك أحديون، أي أولياء منسوبين الى الأحدية ، الأحدية صفة إلهية غير مشتركة، والوحيد الذي ينسب إليها هو الذي أصله منها:النور المحمدي صلى الله عليه وسلم.ويجوز أن نقول الأحاديون،من الآحاد.

حصل المقال على : 192 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

عرض التعليقات (1)

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد