سيدي أحمد بن محمد بن عاشر الأندلسي ولد سيدي أحمد بن محمد بن عاشر الأندلسي الشهير ب”سيدي بنعاشر”، ببلاد الأندلس بمدينة شمينة من بلاد الاندلس وبها نشأ وحفظ القرآن وقرأ العلم التأسيسي، ثم انتقل منها إلى الجزيرة الخضراء، وأقام بها زمنا مشتغلا بتعليم كتاب الله تعالى، إلى أن دخل المغرب صحبة عائلته أوائل القرن الثامن الهجري، فرحل إلى فاس ثم توجه إلى الحجاز لأداء مناسك الحج، وبعد رجوعه من مكة استوطن مدينة مكناس، ثم منها إلى مدينة سلا التي استقر بها بشكل نهائي سنة 750هـــ ، و كان ملازما لزاوية الشيخ اليابوري بالرباط.
يقول عبد الله التليدي في كتابه “المطرب في مشاهير أولياء المغرب”: “سيدي أحمد بن عاشر الأندلسي، نزيل سلا ودفينها، المنقطع النظير في الزهد والورع، كان من كبار العلماء العاملين منقطعا عن الدنيا وأهلها كثير النفور من الأمراء ورجال الدولة… كانت طريقته عملا على ما في الإحياء للإمام للغزالي بجد واجتهاد، وكان يقطع أكثر أوقاته بين القبور في عبادة الله تعالى، كان قد اعتزل كل الأوساط لا يجالس إلا بعض الأفراد من أصحابه، ولا يأكل إلا من كسب يده وما يبيعه مما ينسخه من كتاب “عمدة الأحكام للحافظ عبد الغني المقدسي ” انتهى ومن اشهر مريديه الشيخ عبد الله محمد بن عباد شارح الحكم العطائية . اشتهر الولي الصالح، بكرامات ذات صبغة أسطورية فبغض النظر عن شفائه لذوي العمى والمقعدين وعلاجه للمرضى النفسانيين، يعتقد الناس أن بركته تهدأ أمواج البحر لذلك كان قراصنة سلا يدخلون المرسى بسفنهم وغنائمهم وأسراهم في ثقة من أمرهم. ومن ثم فقد تحولت شخصيته التاريخية من أسلوب صوفي إلى اعتقاد استشفائي ( يلقبه اهل سلا بالطبيب) .
توفي سنة 764 هـــ على ما اورده ابن الخطيب صاحب كتاب “انس الفقير .وضريحه معروف بمدينة سلا بناه السلطان مولاي عبد الله بن اسماعيل سنة 1133هـــ..
==================
سيدي عبد الواحد ابن عاشر-
هو عبد الواحد بن أحمد بن علي ابن عاش الفقيه الصوفي ، الأنصاري نسبا، الأندلسي أصلا،ولد بفاس سنة 990هـ، هو صاحب منظومة المرشد المعين على الضروري من امور الدين حفظ القرآن على يد الشيخ أحمد بن عثمان اللَّـــمَــطي،وأخذ القراءات السبع على يد أبي العباس الكفيف ومحمد التلمساني.
وأخذ الفقه عن جماعة من شيوخ عصره وقرأ الحديث، و تردد على الزاوية البكرية وأخذ عن علمائها المبرزين، فكان يحضر مجالس محمد بن أبي بكر الدلائي في التفسير والحديث . حج سنة 1008هـــ، ،وأخذ طريق التصوف عن العالم الشيخ سيدي محمد بن أحمد التَجيبي الشهير بابن عزيز دفين الدرب الطويل بفاس وعلى يده فُتح عليه بسعة العلم والعمل.
ومن اشهر تلامذته الشيخ محمد ميارة الفاسي فقيه مالكي المتوفى 1072 هـ – له كتاب الدر الثمين والمورد المعين في شرحه الكبير والصغير على المرشد المعين على الضروري من علوم الدين ) وكذا الشيخ محمد الزوين صاحب شرح منظومة تحفة الأبصار في أعمار العقار لأبي الفضل العجلاني…. قال عنه الإفراني: كان ذا سمت حسن، مثابرا في تعليم الناس زاهدا في الدنيا، يأكل من كد يمينه، يضرب في الأرض على طلب الحلال، متواضعا حسن الأخلاق، كثير الإنصاف في المباحثة، يأخد العلم ممن هو دونه، يتولى جميع أموره بيده ويباشر شراء حوائجه من السوق بيده. وقال عنه صاحب سلوة الأنفاس: كان -رحمه الله- ممن له التبحر في العلوم، والمشاركة في الفنون، عالما عاملا، عابدا ورعا زاهدا…،وله اليد الطولى في علم القراءة، ،وانفرد في عصره بعلم الرسم،وله شرح عجيب على “مورد الضمآن”، سماه “فتح المنان”، وأدرج فيه تأليفا آخر سماه: “الإعلان بتكميل مورد الضمآن” في كيفية رسم قراءة غير نافع من بقية السبعة في نحو خمسين بيتا وشرحه، وله أيضا الباع الطويل في النحو والصرف والتفسير، والفقه والتصوف والأصول ن، والمنطق والبيان والعروض، والطب والتوقيت والتعديل، والحساب والفرائض…وغير ذلك.
وألف – رحمه الله – تآليف عديدة في غاية التحرير والإتقان، منها: نظمه المشهور في قواعد الإسلام الخمس ومبادئ التصوف، وهو المسمى “بالمرشد المعين على الضروري من علوم الدين”، ابتدأ نظمه حين أحرم بالحج، فنظم أفعال الحج مرتبة من قوله: وإن تُرد ترتيب حجك…إلى آخره. ثم لما انفصل عن حجه، كمل ما يتعلق بالقواعد الخمس.
وإلى جانب تأليفه للمرشد المعين، ألف الشيخ ابن عاشر مجموعة من الكتب نذكر منها: • تقييد على العقيدة الكبرى للإمام السنوسي.
•شرح على مختصر خليل من النكاح إلى العلم.
•شفاء القلب الجريح بشرح بردة المديح.
•مقطعات في جمع نظائر مهمة من الفقه والنحو.
توفي الشيخ ابن عاشر -رحمه الله- بعد ما اصيب بشلل كلي عام 1040هـــ وهو ابن خمسين سنة، وضريحه معروف بمدينة فاس،وهو مزار متبرك به.
فبين وفاة احمد ابن عاشر وعبد الواحد بن عاشر 276 سنة وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.