ابن تيمية والصوفية

الفتاوى الحديثية

ابن تيمية والصوفية :

ابن تيمية عبد خذَله الله وأضلّه وأعماه وأصمّه وأذلّه،وبذلك صَرّح الأئمة الذين بيّنوا فساد أحواله وكذب أقواله. ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام أبي الحسن السّبكي وولده التاج والشيخ العزّ بن جماعة،وأهل عصرهم وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية. ولم يقتصر اعتراضه على متأخّري الصوفية،بل اعترض على مثل عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب.والحاصل: أن لا يُقام لكلامه وزْن،بل يُرمى في كل وَعْرٍ وحَزَن  ويُعتقد فيه أنه مبتدع جاهل ضالّ وغالٍ،عامله الله بعدله،وأجارنا من مثل طريقته وفِعله آمين.

ومن جملة من تَتبّعه: الولي القطب أبو الحسن الشاذلي في “حزبه الكبير” و”حزب البحر” وقطعة من كلامه،كما تتبّع ابن عربي وابن الفارض وابن سبعين،وتتبّع أيضاً الحلاج.

ولا يزال يتتبّع الأكابر حتى تمالأ عليه أهل عصره،ففسّقوه وبدّعوه،بل كفّره كثير منهم. وقال بعض أجلاّء عصره:[وكنت ممّن سمعه،وهو على منبر جامع الجبل بالصالحية،وقد ذكر عمر بن الخطاب فقال: إن عمر له غلطات وبَليّات وأيّ بليّات.وذكر علي بن أبي طالب في مجلس آخر فقال: إن عليّاً أخطأ في أكثر من ثلاثمائة مكان.فياليت شعري من أين يحصُل لك الصواب إذا أخطأ عليّ بزعمك كرّم الله وجهه وعمر بن الخطاب.. ].

واعلم أنه خالَف الناس في مسائل نبّه عليها التاج السبكي وغيره.. منها: قوله بالجسمية والجهة والانتقال،وأنه بقدر العرش لا أصغر ولا أكبر،تعالى الله عن هذا الافتراء الشنيع القبيح والكفر البراح الصريح،وخذَل مُتّبعيه وشتّت شمل معتقديه.

وقال: إن النار تفنى،وأن الأنبياء غير معصومين. وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا جاه له ولا يُتوسّل به،وأن إنشاء السّفر إليه بسبب الزيارة معصية لا تقصُر الصلاة فيه.

وأن التوراة والإنجيل لم تُبدّل ألفاظهما،وإنما بدّلت معانيهما.

الفتاوى الحديثية .المؤلف: شيخ الإسلام شهاب الدين بن حجر الهيثمي (909_974هـ).

حصل المقال على : 70 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد