أوابد الكلام(3)

قال تعالى   ” إنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ”

وردت ” ينادونك“بالمضارع الذي يفيد التجدد والإستمرارية، ورسمت الحجرات بالألف المحذوفة،والحذف يشيرإلى أن هناك معاني اخرى وراء الرسم القرءاني للكلمة، وليس المقصود الحجرات المادية ،مفرد حجرة، أي بيت فحسب، بل المعنى أوسع من ذلك :هي حجرات من لبنات، وهي حجرات معنوية : حديث النفس،والظنون، والجهل،والكشف الخاطئ…كلها حجب تُنادى النبوة من وراءها.

وكلهم يدعي وصلا بسلمى♣ وسلمى لا تقر لهم بذاك

فمعرفة النبوة ليست بالشئ السهل ، قال صلى الله عليه وسلم “ما عرفني حقيقة غير ربي” فالكل يناديه من وراء الحجرات بداية من العامة، ومرورا بعلماء الرسوم،ووصولا إلى العارفين.أكثرهم لا يعقلون حقيقتك، ولايعرفون محتدك ،ولامراتب حقيقتك،وكيف لهم بمعرفته وهو الروح الكلية “يسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي”. “وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرا والله غفوررحيم” .فهو صلى الله عليه يخرج على أهل كل زمان،وفق تجليات عصرهم،ووفق ما يريد الله تعالى إظهاره.”والله غفور رحيم ” أي من عرفه فهو مأجورعلي ذلك ،ومقامه في ترق،ومن لم يعرفه فلا ذنب عليه،ولكن لا حق له في المقامات.قال تعالى “وما أوتيتم من العلم الا قليلا

حجبوك عن مقل الأنام  مخافة ♣ من أن تخدش وجهك الأبصار

فتوهموك ولم يروك فأصبحت ♣ من وهمهم في خدك  الأثار

فما حُجبت حقيقته إلا بالأسماء الإلهية المتضادة، الظاهرة في صور الوجود.فحكم وهمهم على خده أي حقيقته بالأثر،مع أنهم لم يعرفوا منها إلا ما يرى من السيف في غمده.ومن عجب أن الظهور تستر.

حصل المقال على : 793 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد