بسم الله الرحمن الرحيم .الحمد لله الازلي بلا بداية ،والابدي بلا نهاية،خلق ادم على صورته،وعلمه الأسماء بحضرته، واسجد له ملائكته،وكرمه بخلافته، وأصلي وأسلم على سيدنا ومولانا محمد صاحب المحبوبية الكبرى، والخلافة العظمى.خلافة اصلية ذاتية للنبوة المحمدية،اما غيره من برازيخ الوحي الأولية فخلافتهم بالجعل وفرعية.والخليفة لابد ان يظهر بأوصاف من استخلفه وبأسماء من استنابه،فظهر صلى الله عليه وسلم بجميع الاسماء والصفات الإلهية،ومن جملتها الصفة القهرية ،فلا فناء لحقيقته الأزلية ،ولوأدركها الموت لكانت مقهورة ومغلوبة،وتحت بطش سلطان العزرائلية.فلم يدرك الموت الا وجهته الخلقية الموصوفة بالبشريه .ومن جملة اوصافه كذلك الصفة العلمية،فلا يعزب عن علمه شيء،ولا يخفى عن ادراكه شيء “سلوني عما شئتم” (الحديث).قال تعالى(عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى من رسول)واعظم رسول ارتضاه هو من قال له (ولسوف يعطيك ربك فترضى)و أنابه منابه (ومارميت اذ رميت ولكن الله رمى).نفى عنه الرمي(وما رميت) واثبته له(اذ رميت).ونسبه للالوهية(ولكن الله رمى)فظاهرا الرامي محمد، وباطنا،وجه الله المشهود في ذرات الوجود. يتصرف في الخلق نيابة عن الحق(ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله)اصطحابا مع الاسماء الالهية في كل التجليات،فيعطي ويمنع،يخفض ويرفع ،يعزويذل،فكل اسم له عرش،وفرش،وقوة وبطش. له الأولية (قل ان كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين)” كنت نبيا وءادم منجدل في طينته” وله الاخرية (فارتقب يوم تاتي السماء بدخان مبين). فهو مظهرالجمال والجلال والكمال..(لله المعطي وأنا قاسم) ومن قسم لك فقد اعطاك…قال تعالى (فلا وربك لايومنون حتى يحكمومك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)(وما كان لمومن ولا مومنة اذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا…) مفاتح الأسماء الإلهية بقبضته،ومقاليد القضاء والقدر بحوزته “كن أبا ذر فكان “كان أبا خيثمة فكان”.فلبس حلل الكمال، فهوالرسول القائم،والنبي الخاتم،والأمي القاسم، والوسيط البرزخي الحاكم ،والسراج المنير الدائم. كرم وخمر،جمع وفرق،رتق وفتق،لاهوت وناسوت،ملك وملكوت.
عبد أحدي،نوراني،حقاني، محتده الاحدية،صاحب القبضة الاصلية ،والمحاسن العالية ،سيد العوالم الكونية العلوية ،والسفلية ،الروحانية ،والجسمانية .
وأجمل منك لم ترقط عيني●●واحسن منك لم تلد النساء. خلقت مبرأ من كل عيب ●●كأنك خلقت كما تشاء.
خلقت خلقا أنت واسطته ●●فأنت ءادم لادم وأب الأنبياء
خلقت نبيا من يوم ولدت●● لك ذاتية وللجميع سماء
أنت أصل وفرع،حق وخلق●●فلاهوتك والناسوت سواء
يوسف أعطي شطرالحسن●فقطعن ايديهن وأصابهن الفناء
فأنت اجمل خلق الله كلهم●أو،لأنك خلقت كما تشاء
فالخالق والبارئ والمصور●كلها لك صفات وأسماء
فمن أين للعيب أن ياتيك؟●فالجمال جمالك،وجمالك علياء
بَلَغْتُ الأشد في سيري إليكم●فهل من نظرة عطفاء
من لم يشاهد جمالكم●●فياحسرتاه عمره راح هباء
بالذبيحين والشريفة والكبرى●وبالحسنيين وعلي وبالزهراء
ارفع الحجب عن بصيرتي●حتى أرى كل مراتبك القعساء
اخ كريم وابن اخ كريم.
اخواني الذين ياتون من بعدي.
شاهدت صويحبات يوسف،حسن يوسف ،وهو بشرمخلوق مثلهن، ففنيين عن انفسهن وقطعن ايديهن،فكيف بالعارف اذا شاهد جمال الموصوف بالفردانية،الروح الكلية،المتصفة بالخلافة الكلية ،وبالجمال الذي لا يضاهيه جمال،وبالعلم الذي لا يعقبه جهل،وشاهد افتقار المظاهر إليها،واستحالة وجودها دونها.
ففي هذا المقام تضمحل أحوال السائرين.
يقول الشيخ ابن عربي في نقش الفصوص:….وجعله الله تعالى العين المقصودة من العالم كالنفس الناطقة من الشخص الإنساني،ولهذا تخرب الدنيا بزواله ، وتنتقل العمارة الى الاخرة من اجله،فهوالأول بالقصد،والأخر بالايجاد والظاهر بالصورة،والباطن بالسورة،أي المنزلة فهو رب للعالم وعبد بالنسبة لله انتهى.
فأعطي ما لم يعطاه أحد من الأنام (إنني أنا الله لا إله إلا أنا) إنية قائلة ،وإنية سامعة،ماسمع من الإله إلا محمدا، بلا مساوة،العبد عبد(سبحان الذي اسرى بعبده)(وأنه لما قام عبد الله يدعوه). “من رآني فقد رآى الحق ” ولا يقوم مقام الحق الا الحق (ارني كيف تحيي الموتى)(ارني انظر اليك)لوتخلص السائل من حيرة ذهوله، لشاهد سائله في عين مسؤوله(ان بورك من في النار ومن حولها).(اني آنست نارا)..
سر الظل الذي تولى إليه موسى،وبركة رطب نخلة أم عيسى أم الكتاب قرءانا،و يبنؤم الأنبياء سلطانا..
كل المخلوقات تحتاج اليه،من الازل،من حيث تعيناتها في الحضرة العلمية، الى خروجها الى الحضرة العينيه،والى الابد ،ليس له اخرية. ستره الله رحمة بالأنام،وأظهر من حقيقته ما يناسب الخواص والعوام، وحجب بهاءه بالهيبة والوقار،لتستطيع النظر اليه الابصار.لقد تكسرت في إدراك حقيقته الاعناق،وأيس العالمين هنالك عن اللحاق.فعجز السابق ،واللاحق “ماعرفني حقيقة غير ربي”. قالت الصديقة رضي الله عنها:كان خلقه القرءان. (وسارعوا الى مغفرة من ربكم)(سابقوا الى مغفرة من ربكم)فسرعنا وسابقنا وفي الأخير اقررنا بالعجز’والعجز عن الادراك ادراك’.
نورالانوار وسرالاسرار. لما نظرت الى انواره سطعت●وضعت من خيفتي كفي على بصري خوفا على بصري من حسن صورته●فلست انظر الا على قدري الانوار من نوره في نوره غرفت●وطلعته ابهى من الشمس والقمر
روح من نور في جسم من القمر●كحلة نسجت في الانجم الزهر
ولاوجود للظل مع وجود الانوار،فما بالك بمن تفرع عنه عالم الانوار . مظهرالالوهية ،الموصوف بالكمالات،المفيض على جميع الموجودات،من اهل الارض والسماوات.تجلياته ليس لها نهاية،ساريه بلا سريان في جميع الكائنات. فهو مدينه العلوم اللدنية ،وديوان حضرة الالوهية، لولا نوره الساري في الانبياء والرسل عليهم السلام ،ما كانت لهم الرتبة الشامخة،ولا المكانة الباذخة،ولا القدم الراسخة.ولولا مدده للأولياء رضي الله عنهم،ما لاح لاحدهم من العلوم لمحة بارق ،ولا كشف لهم خيال طارق ،ولا ظهرت لهم خوارق، ولاعرفت لطريقتهم بوارق.وكذا أصحاب كل العلوم الدنيوية( كل نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وماكان عطاء ربك محظورا).
ولله درالعارف بالله البوصيري حيث قال :
وكلهم من رسول الله ملتمسٌ●غرفاً من البحرأورشفاً من الديمِ
وواقفون لديه عند حدهم من●نقطة العلم أومن شكلة الحكم
فهوالذي تم معناه وصورته●ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النّسم
فهو الإمام المتبوع، لواء الحمد بيده مرفوع،هو الإمام وفي الأمام.سيد الأنبياء والرسل والاولياء والعوام. وان لم تفهم ،فسلم تسلم،تؤجر وتغنم،ولا تنكرتأثم.فالفكر اذا تاه اتخذ إلهه هواه،ولاحول ولا قوة الا بالله. ان كنت معنا فاتبعنا●وان لم تكن معنا فدعنا . وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه