أوابد الكلام (17)”كل يوم هو في شان”

أيام الحق تعالى هي تجليات وظهور اسمائه،بما تقتضيه مرتبة الالوهية من أنواع الكمالات ،ولكل تجل حكم يعبر عنه بالشأن،ولذلك الحكم في الوجود اثر لائق بمقتضى ذلك التجلي،فالوجود في تغير مستمر لأن التجليات الالهية ،غذاء الكون لا انقطاع لها،(كل يوم هو في شأن) فشؤونه تعالى تتحول في صور الوجود،وهو سبحانه في عزة احديته،لا يتغير. 

 يقول الشيخ الاكبر في كتابه (ايام الشأن)بوجود 3ايام في الدورة الزمنية للارض. 1= ايام التكوير.: من قوله تعالى (يُكَوِّرُ الَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ ويُكَوِّرُالنَّهَارَعَلَى الَّيْلِ) (الزمر﴾..هي الايام المشهودة المشكلة لأيام الاسبوع المعروف،وفي الحساب القمري اليل مقدم على النهار،وفي التقويم الشمسي النهار مقدم على الليل، ولها ايضا علاقة بصفة الهية فللأحد ارتباط بالسمع وكوكبه الشمس( انظر الصورة).  2=  ايام السلخ:من قوله  تعالى(وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ).فهذا قد أبان على أن اليل أصل ،والنهاركان غيبا فيه ثم سلخ منه .  

ان ليلة الأحد يسلخ منها نهار الأربعاء،فالشأن الذي هو في ليلة الأحد هو في نهار الأربعاء. و ليلة الاثنين يسلخ منها نهار الخميس فالشأن الذي هو في ليلة الإثنين هو في نهار الخميس. وليلة الثلاثاء يسلخ منها نهار الجمعة. وليلة الاربعاء يسلخ منها نهار السبت. وليلة الخميس يسلخ منها نهار الاحد. وليلة الجمعة يسلخ منها نهار الاثنين. وليلة السبت يسلخ منها نهار الثلاثاء. والشأن الذي يفعل في ليلة كذا يفعل في نهار كذا. فجعل الله بين كل ليلة ونهارها المسلوخ منها 3 ليال و3 نهارات فكانت 6 وهي نشأة بني آدم ذات الجهات الستة.

3=  أيام التوالج: من قوله تعالى(يولج اليل في النهار ويولج النهار في اليل) فجعله نكاحا معنويا،لما كانت الاشياء تتولد فيهما معا ،و أكد هذ ا المعنى بقوله ” (يغشي اليل النهار)وقوله تعالى(فلما تغشاها حملت حملا خفيفا) فأراد النكاح فكنى،ولهذا كان كل واحد مولِج ومولَـجٌ فيه،فكل واحد منهما لصاحبه أهل وبعل. فهذه الاصناف الثلاثة متداخلة في بعضها البعض،ولكل يوم أحداث و أثار تظهر من حكم طبيعة الكوكب …..انتهى كلام ابن عربي.من اراد المزيد فيراجع كتابه

انجاز المواضيع هو لكم ،وليس لي،ويأخذ وقتا،فلا تنسوني من دعائكم