أوابد الكلام (11) الإرادة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين.
الإرادة في اللغة : المطلب، وهو اسم لنزوع النفس إلى شيء من الحكم، أمّا القصد فيطلق في الإرادة الحادثة. والإرادة عند الصوفية : الإجابة لدواعي الحقيقة والإقبال بالكلية على الحق، وقيل عند الأولياء : الإرادة التحقق بمشيئة الله حال التحقق بالبقاء، وحقيقة الإرادة إرادة وجه الله، وإرادة وجه الله، لها وجوه وطرق، منها المحبَّة،والصّدق، والمعرفة،لأنّ من أراد شيئاً سعى في قصده وفعله ومن مجاهداته بدافع المحبّة وللتحقّق في ذلك كلّه بواسطة الصدق، ولإدراكه بمعنى الوصول، عليه معرفته، ومحبّة الله تعالى تكون بالعبودية له. وإيثارها على كل شيء آخر، لذا قال :(دون زينة الدنيا وزينة الأخرى) أي بترك كل شيء لتحصيل مطلوبه وهو الإيثار.
قال سيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه في الإرادة والمريد : أمّا الإرادة فترك ما عليه العادة،وتحقيقها نهوض القلب في طلب الحق سبحانه وتعالى وترك ما سواه.
فإذا ترك العبد العادة التي هي حظوظ الدنيا والأخرى، فتجرّدت حينئذ إرادته، فالإرادة مقدمة على كل أمر، ثمّ يعقبها القصد، ثمّ الفعل، فهي بدء طريق كلّ سالك، واسم أول منزلة كل قاصد. وإن حقيقة الإرادة إرادة وجه الله عزّ وجلّ فحَسب، دون زينة الدنيا وزينة الآخرة.
حكي عن ابي يزيد البسطامي رضي الله عنه انه قال: ركبت مركبة الصدق حتى بلغت الهوى، ثم ركبت مركب الشوق حتى بلغت السماء،ثم ركبت مركب المحبة حتى بلغت سدره المنتهى. فنوديت يا ابا يزيد ما تريد ؟ قلت اريد ان لا اريد، لأني انا المراد وانت المريد. فقيل لي الآن بلغت ما تريد. فصحة الاراده ترك الاختيار والسكون تحت مجاري الاقدار، كالميت بين يدي الغسال، يقلبه كيف يشاء. لأن إرادة العبد هي عين حظ نفسه وهي راس الدعوى. فالمريد يتبع ما يريده الله به .قال تعالى( وان يردك الله بخير فلا راد لفضله) اردته ام لم ترده ،هو ات مقدر لك قبل خلقك. قال تعالى (وقدر فيها اقواتها) اقواتها الحسيه والمعنويه, فلا اختيار للعبد مع سيده ولا ارادة له مع مولاه .وقد قيل: اريد وصاله ويريد هجري = فاترك ما اريد لما يريد. فإرادة الله سابقة لا لاحقة وهذا لا يعني ترك الاسباب انما هو عمل القلب وتوكل القلب على خالقه…. وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه

حصل المقال على : 619 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد