بسم الله الرحمان الرحيم.بسم الله الوجود الازلي المحقق والحق الابدي المطلق لا تدركه الابصار ولا تقيده الأفكار (ليس كمثله شيء وهو السميع العليم)الحمد لله الواحد الاحد ليشبهه احد ولا يحيط بعلمه احد.
اللهم صل وسلم وبارك على سيد الوجود وأول موجود انسان عين الوجود.
اعلم ان الوجود الحق هو لله تعالى وماعاداه موجود به قائم بأسمائه،والمخلوقات لامتناهية لا يحصيها غير خالقها مختلفة الأنواع والاجناس والطبائع منها الملائكي والانسي والجني منها المائي والهوائي منها الظاهر والباطن منها النباتي والجمادي كلها متساوية في خلقتها (ماترى في خلق الرحمن من تفاوت)قال تعالى ( وكل شيء عنده بمقدار) والحق تعالى متجل للكل ،محيط بالكل ،عالم بالكل ،ووكيل على الكل ،ولا وجود لهذا الكل الابه ،هو من مقتضيات اسمائه ،وبهذا الاعتبار فهم كلهم على الاستقامة في حقيقتهم حالا واقوالا واعمالا ،لأنهم اثار اسمائه فلا موجود سواه ولا فاعل غيره
والدين الإسلامي حقيقة وشريعة ،فبالشريعة تعرف الاعمال الصالحة التي ترضي الله والاعمال الغير صالحة التي لا يرضاه الله ،وبها يتميز الصواب من الخطا والغضب من الرضوان، فلا بد من تحقيق الشريعة واتباعها ظاهرا وباطنا وعلم الشريعة وعلم الحقيقة كلاهما مستفاد من كتاب الله وسنة نبيه ولا مدخل للعقل فيهما ومن حكم عقله زل كابليس( انا خير منه خلقتني من نار) فاراه عقله ان عنصر .النار خير من عنصر التراب
واذا تتبعنا الحقيقة وجدناها تتبع مقتضى اسمين اثنين ( على العموم لان الإحاطة فامور الله مستحيلة) الهادي والمضل( وان لم يرد هذا الاسم من جملة الأسماء الحسنى رحمة بالمخلوقات فهو تسمية )فالهادي يتبعه رضوان الله والمضل يصب مقتضاه في غضب الله
والرضوان صفة الإلهية تستمد من رحمة الله اما الغضب فليس صفة انما هو نعت والصفة ملازمة للموصوف اما النعت فلا ،لذا تسمى الله بالرحمن ولم يتسمى بالغضبان وافترق الخلائق الى مسلم ومجرم
قال تعالى ( افنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون) ( ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين ءامنوا وعملوا الصالحات)
قال تعالى في الشريعة (ءامنوا بالله ورسوله ) (ومن بطع الله ورسوله) وقال في الحقيقة (وان من شيء الا يسبح بحمده)
وقال تعالى ( والله يحكم لا معقب لحكمه) الحكم ظاهر وقال ( يؤتي الحكمة من يشاء ) والحكمة باطنة
فصاحب الشريعة يحكم بما عنده من احكام الشريعة ولا يعرف حقيقة الأشياء( اخرقتها لتغرق أهلها ) (اقتلت نفسا زكية بغير نفس) ولا تجليات الحق فيها ،فيفوته التوحيد الكامل أي شهود الله في كل شيء (فاينما تولوا فثم وجه الله) وكلما بالغ صاحب الشريعة في التشديد في احكام الله ازداد تعثرا في اوحال التوحيد من حيث لا يدري لانه لم يصل الى وحدة الشهود وربما انكر على أصحابها
قال تعالى ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) مخلوقين للعبادة ومفطورين على الفطرة من حيث الاصالة أي الأصل في ايجادهم(كل قد علم صلاته وتسبيحه) .
قال صلى الله عليه وسلم [كل ميسر لما خلق له] شاء ام ابى …قال تعالى ( فاعلم انه لا اله الا الله) أي لا معبود في السموات والأرض الا الله وكل مخلوق عنده استعداد للتجلي .القائم عليه …تقدير الهي محكم
واختلفت العبادات لاختلاف مقتضى التجليات وللوسع .الإلهي واثار الحسنى حسن واثار الجميل جميل
وظاهر الكفار وبواطنهم كلها مقدرة مصورة قائمة بأسماء الإلهية فكل صورة لها مصور وكل تقدير له مقدر وليست قائمة بانفسها…
يقول الشيخ النابلسي :….الانسان اذا مشى وتحرك او سكن او قعد او قام يستحيل عقلا وشرعا ان يكون مشيه او حركته او سكونه …بغير الفاعل لذاك ،وهو الانسان. مثلا ان يقف الماشي ويبقى المشي قائما بنفسه ويسكن المتحرك وتبقى الحركة قائمة بنفسها …انتهى…
كذالك حال العوالم كلها فلا حول ولا قوة الا بالله (ماتسقط من ورقة الا يعلمها)
فلا فاعل الا الله ولا معطي ولا مانع الا الله فلنحسن ظننا بالله