.العارف بالله محمد بَهاء الدين البيطار
قال الله تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم)،وفي الاعتبار: الإيمان ساري في كل شيء لقوله تعالى: (وإن من شيء إلا يُسبّح بحمده) ولايسبّح بحمده إلا مؤمن به. فالنبي حقيقة كل مؤمن،أي: حقيقة كل شيء،وتلك الحقيقة مشهودة في مظاهر الوجود يراها أهل المعرفة والشهود،ولذا قال ابن الفارض:
تراهُ إن غاَب عنّي كُلّ جارحة // في كل مَعنى لطيف رائقٍ بَهجِ
أي: إن غاب عنّي بشخصه الظاهر المعلوم للعامة،فأنا أراه في كل معنى لطيف رائق بهج،وحيث إن مظاهر الوجود صور حقيقته الروحانية النورانية فكلها معنى لطيف رائق بهج.. وإلى ذلك أشار صلى الله عليه وسلم في وصف البحر فقال: “هو الطهور ماؤه،الحِلّ مَيتته”، ولذلك قال القائل: [ فمن شَهد أن الله هو الفاعل // فقد بدلت سيئاته حسنات ]..انتهى كتاب الواردات الالهية