السؤال (62):أمر السّاعة كلمح بالبَصر أو هو أقرب؟
الجواب:سُمّيت الساعة ساعة لأنها تَسعى إلينا بقَطع هذه الأزمان، لا بقطع المسافات، وبقطع الأنفاس.فمن مات وَصلت إليه ساعته وقامت قيامته،إلى يوم الساعة الكبرى التي هي لساعات الأنفاس كالسنة لمجموع الأيام التي تُعيّنها الفُصول باختلاف أحكامها.فأمر الساعة وشأنها في العالَم أقرب من لمح بالبصر،فإن عَيْن وُصولها عين حُكمها،وعين حُكمها عين نُفوذ الحُكم في المحكوم عليهم،وعين نفوذه عين تَمامه،وعين تَمامه عين عمارة الدارين (فريق في الجنة وفريق في السعير)
ولا يعرف هذا القُرب إلا من عَرف قُدرة الله في وجود الخيال في العالَم الطبيعي،وما يَجده العالِم به من الأمور الواسعة في النَفس الفرد والطّرفة،ثمّ يرى أثَر ذلك في الحِسّ بعين الخيال..
فللّه قِوى في العالَم خَلقها مختلفة الأحكام كاختلاف حُكم العقل في العامّة من حكم البصر،من حكم السمع،من حكم الطّعم، وغير ذلك من القوى التي في عامة الناس.فاختصّ الله أولياءه بقوى لها مثل هذه الأحكام،فلا يُنكرها إلا جاهل بما ينبغي للجناب الإلهي من الاقتدار.وفي معراج رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فيه كفاية في هذا الباب..
حصل المقال على : 23 مشاهدة