أصول الطريقة
المؤلف: الشيخ أحمد زرّوق الفاسي (846_899هـ).
_ هذه الرسالة عبارة عن إجابة سؤال وُجّه للشيخ زروق عن “أصل طريقته”.. _ أصول طريقتنا _ _ أصول طريقتنا خمسة أشياء:
الأول: تقوى الله،في السرّ والعلانيّة. وتحقيق التقوى: ب”الوَرَع والاستقامة”.
والثاني: اتّباع السنّة،في الأقوال والأفعال. وتحقيقها: ب”التّحفّظ وحُسْن الخُلُق”.
والثالث: الإعراض عن الخَلق،في الإقبال والإدبار. وتحقيقه: ب”الصّبروالتوكّل”.
والرابع: الرّضّى عن الله تعالى،في القليل والكثير وتحقيقه: ب”القناعة والتفويض”.
والخامس: الرّجوع إلى الله تعالى،في السرّاء والضرّاء. وتحقيقه: ب”الحمد والشّكر في السّرّاء،واللّجْأ إليه في الضرّاء”.
_ وأصول ذلك كلّه خمسة: [ عُلُوّ الهمّة،وحِفظ الحُرمة،وحُسن الخدمة،ونُفوذالعَزْمة،وتعظيم النّعمة ]. فمن عَلَت هِمّتُه ارتفعت رُتبته،ومن حَفظ حُرمة الله تعالى حَفظ الله حُرمته،ومن حَسُنت خدمته وَجَبت كرامته،ومن أنْفَذ عَزمته دامت هِدايته،ومن عظُمت النّعمة في عينه شَكرها.. _ أصول المُعاملات _ _ وأصول المعاملات خمسة:
الأول: طلَب العِلم للقيام بالأمر. وآفة طلب العلم: صُحبة الأحداث سِنّاً أو عقلاً أو ديناً،ممّن لا يرجع إلى أصل ولا قاعدة.
والثاني: صُحبة المشايخ والإخوان للتبصّر. وآفة الصّبر للمشايخ: الاغتراروالفُضول.
والثالث: ترك الرّخَص والتأويلات للتحفّظ. وآفة ترك الرّخص والتأويلات: الشّفَقة على النّفس.
والرابع: ضبط الأوقات بالأوراد للحُضور. وآفة ضبط الأوقات: اتّساع النّظر في العمل بالفضائل.
والخامس: اتّهام النّفس في كلّ شيء للخروج عن الهَوى والسّلامة من العطَب. وآفة اتّهام النّفس: الأنْس بحُسن أحوالها واستقامتها..
_ وأصول ما تُداوى به عِلَل النفس خمسة أشياء: [ تخفيف المعدة من الطعام. واللّجأ إلى الله في ما يَعرض عند عُروضه. والفِرار من مواقف ما يُخشى وقوع الأمر المُتوقّع فيه. ودوام الإستغفار،مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بخَلْوة وانجماع. وصُحبة من يدُلّ على الله أو على أمر الله،وهو معدوم ].. _ ابتلاء فقراء زمان الشيخ زروق _ وقد رأيت فُقراء هذا الزمان ابتُلوا بخمسة أشياء: [ إيثار الجهل على العلم،والاغترار بكلّ ناعِق،والتهاوُن في الأمور، والتّعزّز بالطّريق،واستعجال الفَتْح دون شَرطه ]. فابتُلوا بخمسة أشياء: [ إيثار البدعة على السنّة،واتّباع أهل الباطل دون أهل الحقّ،والعمل بالهَوى في كلّ أمرٍ أو جُلّ الأمور،وطلب التُّرّهات دون الحقائق،وظهور الدّعاوى دون صِدقٍ ]. فظهَروا بذلك بخمسة: [ الوسوسة في العبادات،والاسترسال مع العادات،والسّماع والاجتماع في عُموم الأوقات،واستمالَة الوُجوه بحسب الإمكان،وصُحبة أبناء الدّنيا حتى النّساء والصّبيان ].. وكلّ من ادّعى حالاً مع الله،ثمّ ظهرت منه أحد خمسة أشياء،فهو كذّاب أو مسلوب والعياذ بالله: [ إرسال الجوارح في معاصي الله،والتصنّع بطاعة الله،والطّمع في خلق الله، والوَقيعة في أهل الله،وعدم احترام المسلمين على الوجه الذي أمر الله ]. وقَلّ ما يُختَم له بالإسلام. _ شروط الشيخ __
شروط الشيخ الذي يُلقَى إليه المريد خمسة: [ علم صحيح،وذوق صريح،وهِمّة عاليّة،وحالَة مَرضيّة،وبصيرة نافذة ]. ومن فيه خمسُ لا تَصحّ مَشيختُه: [ الجهل بالدّين،وإسقاط حُرُمات المسلمين،ودخول ما لا يَعني،واتّباع الهَوى في كل شيء،وسوء الخُلُق من غير مُبالاة ].
_ أدب المريد _
أدب المريد مع الشيخ والإخوان خمسة: [ اتّباع الأمر،وإن ظهَر له خِلافُه. واجتناب النّهي،وإن كان فيه حَتفُه. وحفظ حُرمته، غائباً وحاضراً،حيّاً وميّتاً. والقيام بحقوقه بحسب الإمكان. وعَزْل عقله وعِلمه ورئاسته،إلا ما يُوافق ذلك من شيخه ]. ويستعين على ذلك: ب”الإنصاف والنّصيحة”،وهي مُعاملة الإخوان إن لم يكن شيخ مُرشد. وإن وُجدَ ناقصاً عن الشروط الخمسة، اعتُمد فيما كمُل فيه،وعومِل بالأخوّة في الباقي.
ذ موعشي.