السؤال (15): فإن قُلت: ما سَبب الخاتَم ومعناه؟
الجواب: كَمال المَقام سَببُه،والمَنْع والحَجْر مَعناه. وذلك أن الدنيا لمّا كان له بُدْء ونهاية ــ وهو خَتمها ــ قَضى الله سبحانه أن يكون جميع ما فيها بحَسب نَعتها: له بدء وختام. وكان من جملة ما فيها تَنزيل الشرائع،فخَتم الله هذا التنزيل بشَرع سيدنا محمد.. وكان من جملة ما فيها الولاية العامة،فخَتمها الله بعيسى،فكان الختم يُضاهي البدء: (إن مثل عيسى عند الله كمَثل آدم).. ولمّا كانت أحكام سيدنا محمد عند الله تُخالف أحكام سائر الأنبياء والرسل (في: البعث العام،وتحليل الغنائم،وطهارة الأرض،واتّخاذها مَسجداً،وأوتي جوامع الكلم،ونُصر بالمعنى وهو الرّعب،وأوتي مفاتيح خزائن الأرض،وخُتمت به النبوة)،عادَ حُكم كل نبيّ بعد حُكم وَليّ،فأنْزِلَ في الدنيا من مقام اختصاصه،استحقّ أن يكون لولايَته الخاصة خَتم يُواطئ اسمُه اسْمَه صلى الله عليه وسلم ويَحوز خُلُقه. وما هو بالمهدي المُسمّى المعروف المُنتظر،فإن ذلك من سُلالته وعِترَته. والختم المحمدي ليس من سُلالته الحسيّة،ولكنه من سُلالة أعراقه وأخلاقه صلى الله عليه وسلم..