بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين
قال تعالى “إنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ [فصلت : 30
هذه الاية تنص على ان نزول الملك ليس من خصائص النبوة فحسب بل الملائكة تتنزل كذلك على كل من استقام ظاهرا وباطنا من المومنين وتبشرهم بأن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
وهذه درجة الولاية التي قال فيهم تعالى “ َألا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [يونس
وكذلك قوله تعالى” ماكان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراىء حجاب ” قال تعالى ” لبشر” وعمم ولم يقل (ما كان لنبي)
وانتبه الى كلمة وراىء كيف رسمت(بخلاف التي في سورة الاحزاب ‘وراء
قال تعالى ” وأوحينا الى أم موسى“
واوحى ربك الى النحل
واذ اوحيت الى الحواريين
و
فنزول الملك على خاصة المومنين واضح بنص القرءان
قال صلى الله عليه وسلم ” العلماء ورثة الانبياء
فنزول الملك عليهم واخبارهم ببعض المغيبات او علوم لدنية
لا بنصوص تشريعية لا ، فالنبوة ختمت بمولانا محمد رسول
قال صلى الله عليه وسلم : لولا تزييد في حديثكم وتمريج في قلوبكم لرأيتم ما أرى ولسمعتم ما أسمع ( الطبري)
ومن هذا الباب قال القائل : حدثني قلبي عن ربي
من هذا الباب صححوا احاديث عن طريق الكشف ، احاديث صنفت كضعيفة او موضوعة ، ك”من عرف نفسه عرف ربه “( الفتوحات)او : كنت كنزا مخفيا فأحببت ان اعرف فخلقت الخلق فبي عرفوني”
يقول الشيخ محمد الكتاني في كتابه البحر المسجور: “الخصائص الإلهية لا تنفعل بالخاصية بل عطاؤها مطلق غير مشوب بتقييد أوتحجيروهذا يا ولي من العدل الإلهي فإنه أبرزأناسا وجعلهم أنبياء ورسلا ومكلفين ثم قرض عصرهم بخاتم النبيئين فانقرضت نبوة التشريع ولما علم الحق أنا نصل للحضرات فنجد هذا،فربما تنفطر قلوبنا حسرة على ما فاتنا من عَلِيِّ الرتب والمناصب فجبر كسرنا،و أَلْتَمَ زجاجتنا ببديع قسطاسه فخضنا بالسقي من الإسم الجامع”انتهى
فأولئك أولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون كتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه وأوجب لهم الرضى عنهم فقال رضي الله عنهم ووصفهم بانهم أهل الرضى عنه “ورضوا عنه ثم وصفهم بأنهم حزبه فقال
أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون.
ابن المبارك