أبجديات التصوف العرفاني

أبجديات التصوف العرفاني

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الرسول النبي الامي الامين وعلى اله وصحبه.

المرتبة – الدائرة – البساط

المرتبة :سميت بذلك لأنها تدخل في الترتيب التنازلي للوجود. فالأحدية تعتبر مرتبة لأنها أصل النور المحمدي ،وأصل الفيضة القرءانية ، وليس بها تجل إطلاقا. ولاتعتبر دائرة إذ ليس لها أي علاقة بالخلائق.                                                               من الأحدية بزغ نورالنبوة ومنها الى بساط

الهوية.                   

                       بساط: يعني بسط الأُمورللذي استحق  البسط : نور النبوة محمد صلى الله عليه وسلَّم ( في المعراج بعد سدرة المنتهى فُرِشَ له بساط نبوته).  بساط الهوية ليس بدائرة أو مرتبة ،لأن القرءان لم “يمر”منه،وهذا البساط     بطون ،وفي حجب الهوية  اطلع نور النبوة على كل المقتضيات أي على كل ما سيقع في الكون الإلهي لكي لا يفاجئه شيء مخالف للشريعة ولا يرضاه الله ، كعبدة الشياطين اوعبدة البقر، او الهندوس….     

    فسيدنا محمد صى الله عليه وسلم مراقب للكون الالهي قال الله سبحانه وتعالى مخاطبا له:” فارتقب يوم تأتي السماء بدخانٍ مبينٍ ”. سؤال: وهل يقال للغائبٍ ارتقب؟هذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم حاضر في الكون الإلهي ومراقب له. وقوله سبحانه وتعالى: ” إنا أرسلناك شاهداً ” والشاهد يجب عليه أن يكون حاضراً لتثبت شهادته وإلاَّ فليس بشاهدٍ.الدوائر بدأت من دائرة اسم الجلالة ” الله ” رئيس الأسماء الإلهية وبعدها تأتي الدوائر الأخرى: دائرة  الربوبية، الواحدية،الرحمانية. … العارفون الذين تطرقوا للدوائر هم:ـ ابن عربي، الجيلي، سيدي محمد الكتاني،ومولاي عبد السلام الوهراني شيخنا رحمه الله تعالى، وقبل ابن عربي في نهاية القرن الخامس الهجري، أشار ابن قُسِّي الى الدوائر الكونية ،وأن كل دائرة يدبرها اسم إلهي وحصرها في ستة دوائر. أما ابن عربي فَعَدَد دوائره ثمانية وعشرون (28) دائرة في عالم الظهور،و 5 دائرة  في عالم البطون ولم يتطرق بتاتا للذات الإلهية ، مولاي عبد السلام قدس الله سره وصل بدوائره الى  45 دائرة، ويقول إنه ليس لنا أي معرفة بالذات لإلهية وأن أعلى مرتبة هي الأحدية التي تعتبر على اعلى هرم الوجود. من دائرة الواحدية بدأت الأعداد والتكاثر في كل شئ (في الشجر، الحجر، الإنسان…).في هذه الدائرة الأسماء الإلهة لها نفس المقتضى، فالضار هو النافع، والمعطي هو المانع. سيدي محمد الكتاني أشار الى التكاثر في دائرة الواحدية في صلاة المتردي: المتأحد في عين الكثرة المتكثرفي عين الوحدة.                               خلا صة :الوجود مرتب ترتيباً تنازلياً. رأس هرم الوجود هو مرتبة الأحدية .بساط الهوية لا يعتبر دائرة  لأن الفيضة القرءانية لم تمر منه ،به كل المقتضيات القرءانية.(ما فرطنا في الكتاب من شيء). بعد بساط الهوية تأتي دائرة اسم الجلالة” الله “رئيس الأسماء الإلهية وبعدها تأتي الدوائر الأخرى.

مراتب الوجود الأولية

أول مرتبة في الوجود هي مرتبة الأحدية وهي مرتبة وليست بدائرة لأن لا علاقة لها بالخلائق.الأحدية كما يقول أهل الله، حضرة سحق ومحق، لا تجلِّ بها إطلاقاً بإجماع جميع العارفين ومنهم ابن عربي، الجيلي، سيدي محمد الكتاني والشيخ الأكبر مولاي عبد السلام.لا تجلِّي بالأحدية لأن الأسماء الإلهية ليست موجودة في هذه المرتبة .عندما يصل كشف العارف الى مرتبة الأحدية يقال عنه انه من الآحديين، كما يقول مولاي عبد السلام قدس الله سره ”واستغرق في سرِّه الاحديون”( رفع الحجب).بعض العارفين (الجيلي، سيدي محمد الكتاني) قال إن ‘’ أَحَد ” اسم ومنهم من قال (ابن عربي ومولاي عبد السلام) أنها صفة لله والصفة لا تجزأ. هذه الصفة الأحدية هي أصل النور المحمدي والفيضة القرآنية ،وفوق مرتبة الأحدية الغيب مطمطم الذي لا معرفة لأحد به.  نورالنبوة هوأول من بزغ من الأحدية قبل الفيضة القرآنية، لأن المقصود من الوجود هي الرحمة وليس العدل ”رحمتي سبقت غضبي ”.  سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو الرحمة الإلهية.  تعتبرالصفة” أحد”رئيسا لكل الاسماء والصفات الإلهية  التي عنون عنها القرءان المجيد والسنة المطهرة،لهذا نجد الحق تعالى سترها بين جلالتين وذكرت  مرة واحدة في القرآن في سورة الاخلاص: ” الله أحد الله ” نور النبوة بزغ من الأحدية ومرَّ ببساط الهوية حيث به جميع   المقتضيات الكونية: أي كل ما سيحصل في الكون اطلع عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،لكي لا يفاجئه ما يخالف الشريعة، فهو مراقب للكون وخليفة الله. من هذا البساط إنتقل نورالنبوة الى بساط الألوهية او بساط اسم الجلالة ” الله ”، حيث توجد الأسماء الإلهية الثمانية وتسعين.ورئيس هذه الأسماء هو اسم الجلالة   ”الله ”. ففي هذا البساط وقع الاصطحاب مع الأسماء الإلهية حيث تحلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بكل هذه الأسماء.  الخروج من الأحدية والمرور ببساط الهوية والاصطحاب في بساط الألوهية  مولاي عبد السلام قدس الله سره هو أول من تطرق له .    ترجم نور النبوة القرآن الى اللغة العربية فصار كتابا يتلى في بساط الرحمانية بدأ ظهور الخلائق :الملائكة، الأنبياء، بني آدم.إبليس….

اسم الجلالة

حقق مَوْلاَيْ عَبْد السَّلام حروف اسم الجلالة ” الله ” المُسماة كهوف الذات في الصلاة النورية وخلص إلى ما يلي: الألف : للأحدية، اللام الأولى للأحمدية ،والثانية للمحمدية ،أما الهـاء فهي سدرة مُنتهى المخلوقات.  أمَّا بالنسبة للعارف الجيلي:  أ= للأحدية،  لـ= للجلال، لـ= للجمال، هـ= الهوية الإلهية الـ”هو”.

الواحدية ـ الوحدانية

الواحدية هي مركز الإضافات وبداية الاعدادات.الواحد من الاعداد.  الوحدانية صفة تعنون عن بداية التمييزبين الأشياء والأشخاص. كل شيء في. الوجود له وحدانيته تخصه وبها يمتاز ويختلف عن غيره.  مثلاً الشجر: كل الشجرتشمله الواحدية.هذه الشجرة وهذه الشجرة اخرى. اما الوحدانية فهي الصفة التي تخص تلك الشجرة. هذه الشجرة تتمر تفاحا والأخرى تينا وهذه الشجرة لا تسقط أوراقها والأخرى تسقط أوراقها في الخريف، هذه الشجرة لا تحتاج الى كثرة الماء الخ… حتى البشر تميزهم  صفات الوحدانية ولو كانا توأمين، فالواحدية شملتهم ولكن الوحدانية ميزتهم .  الله سبحانه وتعالى يتصف بالوحدانية ولا يوجد أحد يشارك الله في وحدانيته لأن وحدانية الله تخصه ووحدانية المخلوقات مشتركة. وحقيقة وحدانية الله تعني أن لا شبيه له لا في ذاته ولا في صفاته ولا في افعاله، فهو يختلف عن خلقه كل الاختلاف،” ليس كمثله شيء” .الاحدية لها الغنى المطلق، لا تقبل أحد ولا تطلب أحد،ولا تجل بها اطلاقا ،في حين الوحدانية تطلب الخلق ليكون والاختلاف . ظهور الوحدانية يوجب الكثرة في المخلوقات.عندما تكون الكثرة في الشجر،.البشر والحيوانات يمكن لكل واحد منهم ان يتميز بوحدانيته. الوحدانية دليل على الخالق لأن فيها التنوع والابداع وهنا يظهر مقتضى اسمه تعالى البارئ: الخالق خلق الخلق، والبارئ أعطى كل واحد خصوصيته. مثلا ـ بعض الطيور يرى على بعد 10 كلم ـ الذب يـشم رائحة الفريسة على بعد 40 كلم.الواحدية  تطلب الخلائق لأنها بداية التعدد ،في حين الاحدية لا تطلب الخلائق ولا حاجة لها بهم. فالواحد اسم وصفته الوحدانية. الوحدانية هي مجموع الصفات التي يختص بها كل واحد. كل مخلوق هو واحد وله وحدانية تخصه.  يقول ابن عربي في الفتوحات: اما الوحدانية فقيام الوحدة بالواحد من حيث انها لا تُعقل الا بقيامها بالواحد.اهــ

الأُمِّيَّة

الأُمية ليست من الأمي أي الذي لايقرأ، ولا يكتب.   الأُمية هي الأَصل. أُمُّ القُرى هي أَصلُها.النور المحمَّدي ،نور سيدا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلَّم هو أصلُ الكَوْن ومبدأه ودليله، وشفيعه ،ومراقبه. الأُمية هي صفةٌ من صِفات كالنبوة والرسالة. النبي الأمي هي حقيقة واحدة لذا لم ترد واو العطف بينهم. النبوة: “كنت نبيا وادم منجدل في طينته” الرسالة: القرآن 

     الأُمية: هي حد للمقامات ونِهاية السير للمخلوقات: ملائكة، أنبياء ،رسل، و الأولياء، كذا  الإنس، الجن…هي سدرةُ مُنتهى الجميع. ذكرت الأُمية مرتين في سورة الأعراف في آيتين متقاربتين: ” الرسول النبي الأمى ” ذكر الرسول 53 مرة،و ذكر” يا أيها النبي ” 13 مرة وهي كسرُ أَحد، على عدد الأحدية.  مَوْلاَيْ عَبْد السَّلام كباقي االعارفين الكبار أمثال  ابن عربي الجيلي،و الكتاني كان عندهم إسراءٌ خاص بهم. والنبوة هي التي كانت تُصاحبهم في إسراءهم وليس جبريل كلُّ واحدٍ من هؤلاء العارفين صاحبته مرتبة من مراتب النبوة.   لِهذا فهم يختلفون في مشاربهم وفي أذواقهم. مَوْلاَيْ عَبْد السَّلام قدَّسَ اللهُ سِرَّهُ، يحكي أنه وصلَ سدرة المنتهى ورأى في قمة هرمِها سيدنا ومولانا رسول صلى الله عليه وسلَّم وعن يساره الملائكة الأربعة: جبريل، إسرافيل،عزرائيل وميكائيل وعن يمينه أُمُّنَا فاطمة الزهراء والصحابة الكرام وبعدهم المجموعة المباركة، أصحاب مولاي عبد السَّلام قدَّسَ اللهُ سِرَّهُ.

الفردانية

الفرد تعني الوثر وفي اللغة هو الذي لا نظير له. وفي مقابلة الفرد هناك الشفع   ” والشفع والوثر” .الفردانية سميت بذلك لأنها تنفرد عن الشفعية ولأنها مرتبة متميزة في الأعداد ،وتختلف عن الأحدية لأنها لا تكون الا بعد ثبوت آلإثنينية.   الأحدية لا تقبل الثاني ولكن الفردانية تبحث عنه لتنفرد عنه.إذا كانت الأحدية خاصة بالله سبحانه وتعالى فالفردانية هي مشتركة لأنها تبحث دائما عن الآخر. ففي حق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الثاني هوالكون وأهله،فالثاني هو الذي يعطي للفردانية مرتبتها لأن المتصف بالفردانية ينفرد بأوصاف ونعوت ليست في غيره.كما سبق ذكره، الفردانية تخص صاحبها بأوصاف ونعوت غير موجودة في الآخر. من صفات الفردانية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم :    ـ أنه من الأحديةـ                        أنه خُصَّ  بالاصطحاب        أنه قريب من رب العزة لذى لم يناديه باسمه إنما بصفاته ،خلافا لباقي الأنبياء والرسل.  ـ ختميته للأنبياء

  هناك بعض الرسل اتصفوا ايضا بالفردانية مثل: آدم عليه السلام: من دون اب ولا ام ،سيدنا عيسى عليه السلام: خلق من دون اب  الى آخره….

الثابت والمحذوف في القران

القرأن نزل نوراً ولم ينزل بالحروف العربية المعروفة. وترجمة نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي التي أعطته ماهو عليه من جمل وكلمات وحروف،و ظهر الانسان والحجر والشجر والعنكبوت…..

فكلام الله أزلي ،ولا علاقة له بهذه الحروف لأن القرءان قديم والحروف محدثة ولو كانت قديمة لسايرت الذات لإلهية في أزليتها وهذا محال “كان الله ولم يكن معه شيء “.    العربية محدثة ظهرت قبل سيدنا اسماعيل في عهد جرهم وعاد والعرب العاربة والعرب المستعربة. اما القرأن فهو قديم ولا يمكن للمحدث ان يحمل القديم واللغة العربية مقيدة بالفعل والفاعل والمفعول به وبحروف الجر.    القرأن لكي يخرج من تقييد اللغة العربية الى الإطلاق  جاء برسم قرآني خاص به: يحذف هنا ألفا ويزيد هناك واوا، يزيل الياء من مكان ويضيفها في مكان آخر. زد على ذلك الحروف المقطعة في بعض السور (ألم، حم، ق، ن…..) او انقلاب الضمائر (حتى اذا كنتم في الفلك وجرين بهم). في بعض الأحيان تُبدأُ الآية بالماضي وتختم بالمضارع اوالعكس. وراء الرسم القرأني اسرار كبيرة، وهذا هو الفتح الذي خص به شيخنا مولاي عبد السلام. إنه فتح خاص لم يكن عند العارفين السابقين  . عندما تصادف حذف في كلمة، فهذا يعني مسألتين: هناك قراءة أُخرى، عليك ان تبحث عنها. مثال: إِنَّ ٱللَّهَ يُدَٰفِعُ عَنِ ٱلَّذِينَءَامَنُوٓاْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍۢ كَفُورٍ (الحج ء 38) ….هناك قراءة ثانية: إِنَّ ٱللَّهَ يَدْفَعُ مثال: ٱلَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍۢ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰفِى خَلْقِ ٱلرَّحْمَٰنِ مِن تَفَٰوُتٍۢ ۖ   هناك قراءة ثانية: من تَفَوُّت  ـ إذا لم تكن هناك قراءة ثانية فعليك ان تبحث عن المعنى للكلمة .مثال ” طغا الماء ” و” طغى فرعون”

                            الإسراء والمعراج

 قال  سبحانه وتعالى: ” سبحان الذي أسرى بعبده ”قال بعبده ولم يقل بنبيه لهذا حتى العارفون أخذوا نصيبهم منه ، لأن العبدية مشتركة والنبوة خاصة.    لاَحِظْ  كيف كتبت الأقصا( بالألف الممدودة) خلافاً للغة العربية الأقصى (بالألف المقصورة )   لماذا ذُكِرَ الإسراء والمعراج في سورتين وليس في سورة واحدة (الإسراء في سورة الإسراء والمعراج في سورة النجم؟  الإسراء مشترك لأنه إسراء بالعبدية لذا شارك  العارفون في هذا الاسراء ومنهم مولاي عبد السلام قدس الله سره،اما  المعراج فورد في سورة النجم: ” فكان قاب قوسين او أدنى فأوحى الى عبده ما اوحى”يقول مولاي عبد السلام قدس الله سره المعراج بدأ من سدرة المنتهى        

وصل الله على سيدنا ونبينا ومولانا محمد

الفقير الى عفو ربه محمد  البوفراوي

حصل المقال على : 1٬093 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية

    الاشتراك في النشرة البريدية

    احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

    اترك تعليقا

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد