رشَحاتٌ منْ أسْرار الرّسْم القُرآني

رشَحاتٌ منْ أسْرار الرّسْم القُرآني
(الحلقة الأولى)
قال الحق سبحانه وتعالى:
-( فالجَٰرِيٰتِ يُسْرا) الذاريات3
-(إِنّا لَمّا طَغَا الماءُ حَمَلنٰكُم فِي الجارِيَةِ ) سور ة الحاقة 11
السؤال : لِمَ حُذِف الألف في مفردة (فالجَٰرِيٰتِ) و ثبَت في مفردة (الجارِيَةِ) ؟
←(فالجَٰرِيٰتِ)→ حُذف فيها الألفُ لتكون المفردة القرآنية مُطلَقةً شاملةً لكل ما جرى و يجري في البحر منذ القدم إلى يوم القيامة ، (فالجَٰرِيٰتِ) تشمل كل المراكب و السفن و البواخر و القوارب و الفُلْك على اختلاف أشكالها و تركيبها و ميزاتها و خصائصها ما علمنا منه في عصرنا و ما لم نُدركه بعد مما سيأتِ من اختراعات في طي المستقبل (وَیَخۡلُقُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ).
←(الجارية)→ ثبَتَ فيها الألفُ تمييزا لها عن غيرها من السفن و المراكب ، فهي سفينة سيدنا نوح عليه السلام التي لا مثيل لها من نواحي عدة :
١-فهي فريدة من حيث أنَّ الله تعالى هو الذي أوحى بصنعها (واصْنع الفُلْكَ بأعيُننا و وَحْيِنا).
٢-فريدة لأن صانعها هو سيدنا نوح عليه السلام من أولي العزم من الرسل الكرام عليهم السلام.
٣-فريدة في كون رُبّانِها هو نفسه نبي الله سيدنا نوح عليه السلام (فَإِذَا استَوَيتَ أَنتَ وَمَن مَعَكَ عَلَى الفُلكِ).
٤- فريدة في مهمتها و سبب صنعها ،لأنها ستحافظ على نسل البشر و أجناس المخلوقات التي كانت على متنها (قُلنَا احمِل فيها مِن كُلٍّ زَوجَينِ اثنَينِ وَأَهلَكَ إِلّا مَن سَبَقَ عَلَيهِ القَولُ وَمَن ءامَنَ).
٥-فريدة في قُوّتها و حُسن صُنعها(وَهِىَ تَجري بِهِم فى مَوجٍ كَالجِبالِ) ،سفينة مصنوعة من خشب، صمدتْ أمام موج كالجبال من الماء المنهمر من السماء و الخارج من الأرض (وَقيلَ يٰأَرضُ ابلَعى ماءَكِ وَيٰسَماءُ أَقلِعى) مياه تقصم أعتى السفن الحديدية و تغرقها.
٦-فريدة في اقترانها بسر (بِسمِ اللَّهِ) ، هذا السر الذي كان رفيقَها بدءا بالركوب مرورا بالمجرى و انتهاء بالمرسى (وَقالَ اركَبوا فيها بِسمِ اللَّهِ مَجر۪ىٰها وَمُرسىٰها إِنَّ رَبّى لَغَفورٌ رَحيمٌ)..فمن كان على متن هاته السفينة من خلائق ، جعل الله تعالى فيهم بركة بسم الله و لطفها ،فكان (كُلٍّ زَوجَينِ اثنَينِ) من تلك الكائنات خزينةَ جيناتٍ حُفِظت فيها و في أصلابها ما سيأتي من الكائنات من بعد ، فتكاثر نسلهم و تضاعفت نُطفهم بما حَفظ استمرارية الكائنات..
٧-فريدة في اجتماع راكبيها على حمد الله (فَإِذَا استَوَيتَ أَنتَ وَمَن مَعَكَ عَلَى الفُلكِ فَقُلِ الحَمدُ لِلَّهِ الَّذى نَجّىٰنا مِنَ القَومِ الظّٰلِمينَ) .
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وبَضعته الطاهرة البتول و على اله وصحبه.

ابن الفاطمي

حصل المقال على : 524 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد