قال تعالى (فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى [طه : 47]
وفي سوة الشعراء (فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الشعراء : 16]
موسى عليه السلام دعا ربه: (واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري)
(واجعل لي وزيرا)أي من يعينني،ويتحمل معي مشاق الرسالة ،واقترح اخاه لهذه المهمة(هارون أخي) فاستجاب الله له فصار هارون رسولا ايضا: واشتركا في الرسالة (إنا رسول رب العالمين ).
في اية سورة طه (فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ (طه 47) نسبا أنفسهما الى الربوبية الراجعة على فرعون “ربك” (أنت يا فرعون)لأنه يشك في الربوبية قال(وما رب العالمين)،كما أنه ادعى الربوبية (أنا ربكم الاعلى) “رسولا ربك” فهما رسولا من رب فرعون، لنفي عن فرعون الربوبية،ومن المعروف عند الصوفية أن الخلائق تختلف في استمدادها من الربوبية، لهذا قال الانبياء ” الله ربنا وربكم “ولم نجمع معهم في ضمير واحد ،أي لم يقولوا “الله ربنا” .
فموسى يستمد من دائرة ،وهارون من دائرة، لهذا جاءت المثنى : رسولا. وفرعون ليس بخارج عن دوائر الربوبية لذا أعيد الضمير عليه “ربك”
فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِين .
هنا الامر يتعلق برب العالمين،ولايتعلق بدائرة ما ،لذا نسبا أنفسهما الى الصفة المشتركة بينهما:الصفة الرسالية، لأنهما بالنسبة لرب العالمين هم سواء في الرسالة : اذهبا الى فرعون“
أما استمدادهما من الربوبية فيختلف،ومقام موسى أكبر من أخيه هارون ،لذا كان عليه السلام في السماء السادسة ،وهارون في السماء الخامسة.
و في القران الكريم تم تقديم هارون على موسى في اية واحد(فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى} طه – 70
و تم تقديم موسى على هارون عليهم السلام في ايتين (رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ) الاعراف – 122
(رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ) الشعراء – 48
في هذا دلالة كافية على كون هارون عليه السلام يستمد من دائرة ،وموسى من دائرة اخرى،و تم تقديم موسى عليه السلام ،مرتان لكونه المسؤول الرئيسي عن الرسالة المشتركة بينهما ..
فرسولا رب العالمين لاختلافهما في الاستمداد من الربوبية
انا رسول رب العالمين لاشتراكهما في نفس الرسالة
والله اعلم