__ (الشرك الخفي والجليّ): قال الله تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين)،(فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً). حقيقة الإخلاص: الخلوص من الشرك الخفي والجليّ،قليله وكثيره. فجليّ الشرك يتفاقم ويتعاظم إلى غاية ينتهي إلى أن يتخذ الأصنام من كثائف الأجسام وثقال الأجرام آلهة تُعبد من دون الله عز وجل،مع العلم بأنها لا تبصر ولا تسمع ولا تضر ولا تنفع. وخفيّ الشرك ينتهي إلى حدّ يدقّ على الأبصار الحسيّة والأوصاف البشرية دَركُه. فأقرب دانيه،في الحقائق الذهنية،أن يلحظ بشيء من أعماله أو أقواله أو أحواله أو أفعاله،أنه تائب أو عامل أو ذاكر أو مُصلّ،وأنه ينال بذلك ثواباً،أو فعل ذلك خوف عقاب. فذلك من أنواع الشرك الخفيّ،إذ لو أخلص في صلاته أو قوله أو فعله أو ذكره لله عز وجل أو في فعله لشيء من أعمال البرّ،لم يخطُر بباله شيء سوى الله عز وجل،وأنه مُقام في جميع الأفعال والأعمال والأقوال والأحوال،وأنه عبد لسيده،وأنه متحقّق بحقيقة الفقر لله تعالى على دوام الأوقات وترادف الأزمان.. فمن التبَس بهذه اللبسة السّنيّة واتّزر بإزار العبدانية وتردّى برداء العبودية،وخلُص من الشوائب الروحانية والنفسانية،دخل في ميم المحمدية العبدانية وحاءالأحمدية،وكان من خير البريّة.. فهؤلاء هم أرباب الخصوص،أقطاب الأرض. قُطبهم الغوث،وهو صاحب نقطة دائرتهم،وهم له كالدائرة. فالحقيقة المحمدية قطب دائرة الكون،والأنبياء أوتاد الأرض،والصديقون المحسنون الأبدال،والشهداء المؤمنون الأولياء،والمسلمون الصالحون العرفاء. ومجموع الأمم تحت المشيئة،وفي زمام القدرة وحيطة العلم الأزليّ الرباني والتصريف الفرداني والحُكم الصمداني..
حصل المقال على : 163 مشاهدة