صيد الخاطر14: المفعول الابداعي

  1. وأوّل ما أبْدَع الله الحقيقة المحمدية ،هي أول مخلوق سَمّاه الخليفة،وسلَّمه أمْرَ الخليقة ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ﴾. ويسميها ابن عربي المفعول الإبداعي .             يقول ابن عربي “….كذلك المفعول الإبداعي،الذي هو الحقيقة المحمدية عندنا،والعقل الأول عند غيرنا وهو القلم الأعلى،الذي أبدعه الله تعالى،هوأعجز،وأمنع عن إدراك فاعله…..”اهـ 

   المفعول الإبداعي هوالحقيقة المحمدية،وهو القلم الأعلى،وهو العقل الأول،اسماء لمسمى واحد عند الشيخ وعند العارفين ،والمسمى بهما هو النور المحمدي.

وفي “باب بسم الله الرحمن الرحيم” …. الفصل الحادي عشر في الإسم الإلهي البديع ،               يقول ابن عربي ….” قال تعالى (بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ)لكونهما ما خلقا على مثال متقدم ،و أول ما خلق الله العقل ،وهو القلم، فهو أول مفعول إبداعي ظهر عن الله تعالى ،وكل خلق على غير مثال فهو مبدَع بفتح الدال، وخالقه مبدِعه بكسر الدال …. فاختلفت الأسماء كذلك نقول في العقل الأول عقلاً ،لمعنى يخالف المعنى الذي لأجله نسميه قلماً ،يخالف المعنى الذي لأجله نسميه روحاً،يخالف المعنى الذي لأجله نسميه قلباً، والعين واحدة والحكم مختلف …لذا تنوعت الأرواح والصور .اهـ.

قلت : مصطلح” المفعول الإبداعي “يمكن تسمية النور المحمدي به ،قبل الاصطحاب(أي قبل أن تتحلى النبوة المحمدية بحلل الأسماء الإلهية وحلة القرءان)أما بعده فالحقيقة المحمدية أصبحت فاعلا إبداعيا. فالعقل الأول فاعل،والقلم الأعلى فاعل،والحضرات المحمدية حاضرة في كل التجليات الإلهية وفي كل المقتضيات(فأينما تولوا فثم وجه الله).                                                             كما أن هذا الابداع لا يعود قبل الاصطحاب على اسمه تعالى “البديع” لأن قبل الاصطجاب مقتضاه لم يكن مفعلا.كالرحمة(وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)لا تعود على اسمه تعالى الرحمن، بل هذه رحمة ذاتية له صلى الله عليه،خرج متصفا بها من الأحدية، أما اسمه تعالى الرحمن فيجمع بين الجمال والجلال(يا ابت إني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن).

يقول الشيخ الاكبر قدس الله سره في ج1 ص 113………فنقول إن الله تعالى لما أوجد الكلمة المعبر عنها بالروح الكلي إيجاد إبداع أوجدها في مقام الجهل ومحل السلب أي أعماه عن رؤية نفسه فبقي لا يعرف من أين صدر ولاكيف صدر وكان الغذاء فيه الذي هو سبب حياته وبقائه وهو لايعلم فحرّك الله همته لطلب ماعنده وهو لايدري أنه عنده فأخذ في الرحلة بهمته،فأشهده الحق تعالى ذاته فسكن وعرف أن الذي طلب لم يزل موصوفاً.وعلم ما أودع الله فيه من الأسرار والحكم ،وتحقق عنده حدوثه وعرف ذاته معرفة إحاطية فكانت تلك المعرفة له غذاء مُعيناً يتقوّت به، وتدوم حياته إلى غير نهاية ..انتهى

 

يقول “فالروح الكلي أوجده الله تعالى ايجاد ابداع”…ولكن هل الابداع يتماشى مع مقام الجهل؟؟ ومحل السلب..؟ هذه المسألة لم أتذوقها،كيف “مقام جهل“ونور النبوة أبرزه الحق تعالى من الصفة الأحدية، والصفات الإلهية كمال،ولا يصدرعن الكمال الا الكمال،والجهل يتنافى مع الكمال..؟  

    وسألت شيخي رحمه الله تعالى عن كلام ابن عربي،فقال لي :ابن عربي معه حق،خرج نور النبوة من الأحدية لا يعرف شيئا ..

ولا أخفيكم حتى يومنا هذا ما زال عندي تردد في قبول هذا؟

حصل المقال على : 118 مشاهدة
هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد