اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ،الإِنْسَانُ الكَامِلُ الظَّاهِرُ فِي المُظَاهِرِ،تَعَالَتْ وَتَقَدَّسَتْ الذَّاتُ الإِلَهِيَّةُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا،لَهَا الغِنَى الْمُطْلَقُ.أَوْجَدَ الوُجُودَ لاَلِحَاجَةٍ لَهُ بِهِ،إِنَّمَا لِإِظْهَارِ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ.فَأَوْجَدَ النِّسْبَةَ أَوَّلاً، ثُمَّ أَوْجَدَهُمْ مِنْهَا لِيَعْرِفُوهُ بِهَا.فَهِيَ نَائِبَةٌ عَنِ الحَقِّ فِي الظُّهُورِ.هِيَ وَجْهُ اللهِ المَشْهُودِ، فِي ذَرَّاتِ الوُجُودِ﴿فَأَينَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجهُ ٱللَّهِ﴾لَبِسَتْ حُلَلَ الأَسْمَاءِ الإِلَهِيَّةِ فَاتَّصَفَتْ بِالغِنَى﴿وَمَانَقَمُواْ إِلَّا أَن أَغـنَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ مِن فَضلِـهِ﴾ لَهَاالإِسْتِجَابَةُ ﴿ٱستَجِيبُواْلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُـم﴾ لَهَا الإِنْعَامُ﴿وَإِذ تَقُولُ لِلَّذِي أَنعَمَ ٱللَّهُ عَلَيهِ وَأَنعَمتَ عَلَيهِ﴾ لَهَاالقَضَاءُ﴿ثُمَّ لَا يَجـِدُواْ فِي أَنفُـسِهِم حَرَج مِّمَّا قَـضَيتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسلِيم﴾لَهَاالرِّضَى﴿وَٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَحَقُّ أَن يُرضُوهُ﴾وَقَرَنَ بَرَاءَتَهُ تَعَالَى بِبَرَاءَتِهِ﴿بَرَاءَة مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾وَمُحَارَبَةَ اللهِ بِمُحَارَبَتِهِ﴿إنُّمَاجزٰؤُاْٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ وَطَاعَةُ الرَّسُولِ هِيَ طَاعَةُ اللهِ﴿ومَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ﴾ وَجَعَلْتَ مَعْصِيَّتَهُ كَمَعْصِيَّتِكَ﴿وَمَن يَعصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ وَقَرَنْتَ مُوَالاتَهُ بِمُوَالاَتِكَ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ﴾فَهُوَ بَرْزَخٌ عَظِيمٌ بَيْنَ المَخْلُوقَاتِ وَرَبِّهَا، فَمُعَامَلاَتُ الخَلْقِ كُلِّهَا مَعَهُ ﴿وَلَا يُشرِك بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا﴾وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.
الحق سبحانه وتعالى من حيث ذاته غني عن الوجود،وغني حتى عن أسمائه وصفاته، إذ لو كان محتاجا اليها في الدلالة عليه لكان مفتقرا إليها.وغني عن الشهود. لا تدركه الابصار،ولا تحيط بعلمه ألسنة النظار، ولا يتقيد بالليل ولا بالنهار .هو خالق كل شيء ،خلق الخلق لعبادته ،وللتعريف بأسمائه وصفاته تجلياتها شأنيه، تخرج الوجود الى الشيئية، بأياد خفية ،وهذا الخروج من العدم الى الوجود،ومن البطون الى الشهود، تلازمه حضرة محمدية رحمة إلهية، تضفي عليه الالطاف الخفية ، فالتجلي الاسمائي المحمدي يدل على الغنى المطلق لله ،وان الذات الالهية لا معبودة ولا مشهودة .اذ لو كانت معبودة ،كل من عبدها توجه إليها،وتعلق بها ،وقيادها. فالنبوة المحمدية هي وجه الله المشهود في ذرات الوجود ( فأينما تولوا فثم وجه الله) وبقوة الاصطحاب مع الاسم الالهي اتصفت النبوة بالغنى ،والاستجابة،والرضا،والانعام ،وقرن الله تعالى براءته ومحاربته بمحاربة وببراءة نبيه ،ومعصية الله هي معصية النبي ،ومعصية النبي هي معصية الله. وموالات النبي،هي موالات الله .وسلمه مفاتيح الاسماء الالهية وبالتالي مفاتح القضاء (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)(وما كان للمؤمنين ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان تكون لهم خيرة من امرهم ومن يعصي الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا)فنسب له القضاء،ومن بيده القضاء فهو يقرر،يقرر حسب ارادة الله.وحسب ما يريد الله تعالى اظهاره في ملكه.فسيدنا محمد هو البشر الحقاني الاكمل ،والبرزخ النوراني الاعظم،والعبد الاحدي الوسيط بين حقائق الالوهية والمخلوقات.عبد ونعم العبد.أتاه الله الملك لأن الغنى المطلق للحق تعالى اقتضا ذالك قال تعالى(قل اللهم مالك الملك توتي الملك من تشاء)والمشيئة اختارت محمدا رسول الله،فأتى الملك نبيه صلى الله عليه وسلم.
فلا يظن من يقرأ ما نكتب أننا نؤلهه، فهو صلى الله عليه وسلم لن يقبل هذا.والعبدية اكبر صفة اتصف بها نور النبوة قبل القبل (سبحان الذي اسرى بعبده) ولم يقل بنبيه.والمصدر(سبحان) لا يتعلق بالزمان.فهو اسراء في الازل الى بساط الالوهية.لذا كتبت الاقصا بألف ممدودة مخالفة للعربية ( الاقصى) .(المسجد الاقصا)هو البيت المعمور الذي يدخله كل يوم 70000ملك .ولا يوجد مسجد اقصى منه.أما المسجد الاقصى الذي يوجد بالقدس ،فالكثير من المساجد هم ابعد منه ،وتشد اليه الرحال.وقوله تعالى (سبحان الذي اسرى بعبده) يشير كذلك الى الاسراء الذي وقع في عالم الظهور. فللقرءان ظاهر وباطن،ولباطنه سبعة ابطن.
وان لم تفهم ،فسلم تسلم،تؤجر وتغنم،ولا تنكرتأثم. فالفكر اذا تاه اتخذ إلهه هواه،ولاحول ولا قوة الا بالله.
إن كنت معنا فاتبعنا= وإن لم تكن معنا فدعنا
واقصد بالمعية( ان كنت معنا) اهل التصوف الحقيقيون،و الاتباع هو فهم ما اقول وإدراك باطنه.
وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه