للغوث سيدي عبد القادر الجيلاني قدس الله سره
كان الشخص المحمدي،والشكل الاحمدي،هاشميَ المناسب أحديَ المناقب،ملكوت الآيات ،غيبي الاشارات. شرف بخصائص الكرم ،وخص بجوامع الكلم .بشرفه قام عمود خيمة الكون الكلي ،وبجلاله انتظم سمط الوجود العلوي والسفلي.وهو سر كلمة كتاب الملك ، ومعنى حرف فعل الخلق والفلك .وقلم كاتب انشاء المحدثات،وانسان عين العالم،وصائغ خاتم الوجود،ورضيع ثدى الوحي وحامل سر الازل ،وترجمان لسان القدم، وحامل لواء العز ومالك أزمة المجد ،وواسطة عقد النبوة،ودرة تاج الرسالة، وقائد ركب الانبياء،ومقدم عسكر المرسلين ،وإمام اهل الحضرتين،أوليٌ في السبب، آخرى في النسب.بعث بالناموس الاكبر، ليؤيد سليم الفطر،ويمزق ستور الهمم، ويلين صعب الامور ،ويمحق وساوس الصدور،ويروح كرب الارواح ،ويجلوا مرايا الالباب،ويضئ ظلمة البواطن، ويغني فقراء القلوب ، ويفك أسر النفوس،ويطرد وحشة الانقباض ،ويجلب أنس الانبساط ،ويفرق مجتمع الغفلة ، ويجمع مفترق المسرة، ويميت حي الشقاوة، ويحي ميت السعادة ،ويضع أسر الغواية، ويرفع علم الهداية ،ويجد بأولى الالباب الى الوصال،ويثير دفين البلبال الى الجمال،ويشوق الى لقاء الاحبة،ويضرم نيران المحبة، ويذكر الارواح عهدها في سلف القدم ،ويجدد على الذوات ميثاقها في عرصة الكرم ،فأينعت بسقياه زهرات الحكم،في شجرات الشريعة،واخضرت برؤياه رياض الاحكام
،في حدائق العلوم.وقامت بقيامه أشخاص الآيات،وظهرت بظهوره مخبآت المعجزات .
يتبع