بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين،وعلى مولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين،وعلى سيدتنا خديجة الكبرى ام المومنين ،وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله. موضوعنا عن الشيخ ابي يعزى. المعروف عند العامة بمولاي بوعزة .
يقول صاحب “الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام” هو أبو يعزى يلنور بن ميمون، وقيل ابن عبد الله الهزميري”.
ويقول الأستاذ إبراهيم حركات في كتابه المغرب عبرالتاريخ:هو بربري من مصمودة ولد بناحية دمنات .
ويقول ابن الزيات التادلي في كتابه “التشوف” أنه: “من هزميرة من بني صْبِيح بَطْن من قبيلة هسكورة “وهسكورة,توجد بناحية مدينة ورززات.
ولد سنة 442هـــ في أواخر الحكم المرابطي وعاصر الموحدين كان طويلالقامة نحيفا أسود اللون قوي البِنية.
كان يرعى ماشية والده فلما اشتد عُوده واستقامت أحواله قرر أن يغادر بلده هائما على وجهه,عَلَّه يصيب معيشة رغيدة.وهذا هوما جعله لم يتمكن من القراءة والكتابة .
يذكر المؤرخ العباس بن إبراهيم في“الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام” عن أبي يعزى: “أنه في ابتداء أمره كان راعيا،وكان يصنع له واحد من أرباب المواشي التي يرعاها رغيفين كل يوم. فكان يأكل رغيفا واحدا ويؤثر بالرغيف الثاني رجلا منقطعا في المسجد لقراءة القرآن. فانقطع في المسجد رجل ثاني فدفع له الرغيف الثاني، وجعل يأكل من نبات الأرض، فلما رأى أنه يكفيه النبات عن الطعام قال: ما أصنع بأكل الطعام ونبات الأرض يُغنيني..”
ومع أنه لم يحفظ القرءان,إلا بعض قصار السور؛ كان يوقف المخطئ ليصحح قراءته ؛ولما قيل له :كيف تعرف ذالك وأنت لم تحفظ القرءان: قال أرى نورا يخرج من فم القارئ؛وحينما يخطئ ينقطع النور. وسئل عن كيفية معرفته بمن لم يتوضأ من المقبلين على الصلاة فأجاب: أشم منهم رائحة الكلاب. أما تاركو الصلاة فكان يرى دَخْنًا على وجوههم..
يقول الأستاذ أحمد التوفيق في مقاله “التاريخ وأدب المناقب من خلال مناقب أبي يعزى: فأبو يعزى،يحمل كنية صيغتها، بدخول “أبو” عليها، عربية، مما انتشر من صيغ الكنى العربية بالمغرب في ذلك العهد الموحدي، أما الياء في أول “يعزى” فتَحْتَها كَسرٌ، لتخفيف همزة تحتها كسر في “إعزا” وهو العزيز، فأبو يعزى هو أبو العزيز اجتهد فيها معاصروه، وأضافوا لاسمه الذي هو يلنور “إلا النور” أي: أبو النور أو ذو النور أو النوري، وقد كني شيخ شيخه وهو عبد الله بن واكريس المدفون في وسط دكالة بأبي النور وتنطقه العامة فيها “سيدي بنور”. انتهى
فلم يسمى ابو يعزى يلنور حتى ادرك الولاية أما تسمية بوجرتيل التي سبقت “أبي يعزى يلنور” فقد وردت عند ابن الزيات في “التشوف” الذي نقل روايات تقول أن أبا يعزى كان يقول: “أقمت عشرين سنة في الجبال المشرفة على تينَمَّل وليس لي بها إلا اسم أبو جرتيل(ومعناه بالعربية صاحب الحصير).ثم انحدرت إلى السواحل فأقمت بها ثمانية عشر عاما لا اسم لي بها إلا أبو ولنكوط؛ (وهو نبات معروف كان يأكله”).
يروي ابن الزيات في“التشوف”أن أبا يعزى قدم إلى مراكش بعد سنة 541 للهجرة “فَحَبسه عبد المؤمن بن علي الكومي الموحدي في صومعة الجامع أياما ثم خلي سبيله”ويبدو أن عبد المؤمن بن علي الكومي،وهو يثبت أركان الدولة الموحدية أصر على امتحان أبي يعزى للتأكد من “ولائه”.
وقد أطال مترجمو أبي يعزى في ذكر كراماته ومناقبه منهم ابن الزيات صاحب “التشوف” والتميمي صاحب “المستفاد” وخصوصا العزفي في “دعامة اليقين” والصومعي في“المُعزى”منها انفعال الطبيعة له وإبراؤه الأمراض العضوية والنفسية ، وتوقير الوحوش الضارية له..
يقول الشيخ أبو العباس العزفي” ما زال أبو يعزى يكاشف الواردين ويقول : سرقت كذا ياهذا؛وعصيت يا هذا ؛واذا بكتاب الشيخ أبي شعيب ورد عليه من أزمور يقول له: استر عباد الله ولا تفضحهم؛فقال: والله لولا أني مأمور بهذا ما فضحت أحدا ولسترتهم؛إنما قيل لي قل فقلت. ويقول أبو يعقوب بن الزيات” سمعت أبا العباس أحمد بن إبراهيم الأزدي يقول: سمعت أبا الصبر أيوب بن عبد الله يقول:سمعت أبا يعزى يقول : ما لهؤلاء المنكرين لكرامات الأولياء ,والله لو كنت قريبا من البحر لأريتهم المشي على الماء عيانا.
ويحكي عنه ابن الزيات أنه قال “أقمت في البراري سائحا خمس عشرة سنة ,لا آوي الى معمور,وكنت أتقوت بالجُمَّار ونبات الأرض ؛وكانت الأسود والطيور تأوي إلي في ساحتي ,وتتآنس بمجاورتي”.
أما أكبرتلامذة ابي يعزى قدرا واكثرهم معرفة ، العارف بالله، أبو مدين شعيب بن الحسين الأنصاري الملقب بالغوث ،وهو من شيوخ ابن عربي الحاتمي…ومن تلامذته كذلك ابو عصفورشيخ سيدي يوسف بن علي دفين مراكش .توفى ابو يعزى يلنور في شوال عام 572 هــ عن عمر يناهز مائة وثلاثين سنة حسبما حققه المؤرخ عبد الوهاب بن منصور في أعلام المغرب. وضريحه بمنطقة تاغيا بالأطلس المتوسط المغربي بين أبي الجعد وخنيفرة.
قال صاحب كتاب التشوف: كان الشيخ أبو يعزى يقول : «خدمت نحوا من أربعين وليا لله عزّوجل،منهم من ساح في الأرض ومنهم من قام بين الناس إلى أن مات». وتتلمذ على يد الشيخ ابو شعيب السارية ويحكي أن زوجة شيخه ابي شعيب السارية طلبت من زوجها مملوكة تخدمها فاشتد عليه الأمر,ربما لقلة ذات اليد ؛فلما رآه مريده أبو يعزى مهموما قال له: أنا أتقمص دور المملوكة وأخدمها ؛فطفق وهو متنكر بلباس مملوكة.- يطحن ويخبز ليلا,وفي النهار يتفرغ للعبادة .وذات ليلة أطلت الزوجة على السقيفة متلصصة على المملوكة, فهالها ما رأت : الطاحونة تدور من تلقاء نفسها ,وأبو يعزى واقف إزاءها يصلي ؛فأخبرت الزوج وانكشف السر,وأقسمت الزوجة ألا يخدمها أبو يعزى. تشتهرمدينة آزمور بأولياءها الثلاثة :لالا عيشة البحرية. لالا يطو .ومولاي بوشعيب الرداد.هو أبو شعيب ايوب الصنهاجي الملقب بالسارية لأنه كان اذا وقف في صلاته يطيل القيام ،حتى يظن الداخل الى المسجد أنه سارية.
وتذكر المصادر أن زاويته كانت مأوى للمظلومين والخائفين والمرضى.
يقول ابن الزيات :اخبرنا عبد الرحمن بن يوسف بن ابي حفص قال : قلت لابي عبد الله محمد بن ابي شعيب اخبرني بما رأيت لأبيك من الكرامات فقال: صلى صلاة عيد الاضحى بأغمات( وهي قرية قرب مراكش تبعد عن مدينة ازمور بحوالى 260 كلم )وجاءنا بأزمور إثر انصراف الناس من صلاة العيد.
قال ابو حفص :خرجت ليلة لأتوضأ في الوادي وكان البرد شديدا فسمعت رجل يوبخ نفسه فدنوت منه فإذا انا بأبي شعيب قد رمى بنفسه في الوادي،وكان يعاتب نفسه اذ نازعته في استعمال الماء البارد، فحملته الى منزلي وأوقدت له نارا ،فلما زال عنه ألم البرد سألته عن فعله فقال لي : دعني فأنها نفس خبيثة توفى سنة561هــ .وضريحه معروف بمدينة ازمور. وتتلمذ ابو شعيب السارية على يد أبو النورعبد الله بن وَكْرِيس الدكالي، أحدُ أعلامِ مطلعِ القرنِ السادسِ الهجريِّ المعروفينَ كان له مقام كبير في الزهد والورع..هو المعروف عند العامة بسيدي بنور ضريحه بمدينة تحمل اسمه :… وصلى الله على سيدنا محمد نبي الله ،وعلى الزهراء بَضعة رسول الله ،وعلى اله وصحبه.