السؤال الحادي والعشرون

السؤال الحادي والعشرون:
هل يصحّ لأحد من الأولياء أن يسري بروحه إلى السماء،وما حدّ ما يصلون إليه من الأفلاك ؟؟

قال تعالى (سبحان الذي اسرى بعبده)والعبدية مشتركة لهذا كان عند الاولياء الكبار اسراء يخصهم اقتداء بالنبي واقتفاء لاثره صلى الله عليه وسلم من حيث كونه عبدا،بل أول العابدين،فلو قال تعالى ” سبحان الذي اسرى بنبيه” لأغلق باب الاسراء على الاولياء .

اما المعراج فهو خاص بمولانا رسول الله لى الله عليه وسلم وهو بعد سدرة المنتهى. قال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي:ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه،ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه،فإذا أحببته،كنت سمعه الذي يسمع به،وبصره الذي يبصر به،ويده التي يبطش بها،ورجله التي يمشي بها،ولئن سألني لأعطينه،ولئن استعاذني لأعيذنه.

هذا هوالمقام الذي يحصل فيه للولي الإسراء بروحه الى السماء،الوصول إليه يتطلب القيام بالفرائض، والاجتهاد في النوافل،ويجب تصفية القلب من الحقد،والحسد،والغيبة، والنميمة،والرياء،والكبرياء،تعطي من منعك،وتعفو عمن ظلمك،وتصل من قطعك،تكون من الكاظمين الغيظ، ومن العافين عن الناس،وتبتعد عن مجالس السهو،واللغو،واللهو…والمجالس التي يختلط فيها الجال بالنساء..اصقل قلبك بالذكر،والمجاهدات والطاعات… حتى لايبقى للسوى فيه أثر،فتصطحب نفسك مع روحك،وتصبح نفسك نورانية،فيكون هذا القلب السليم أهلا لاستقرار الصفة النبوية.فبها تسمع، وبها تبصر،وبها تبطش… فهو ناظرلابعيانه،سامع لابآدانه،ناطق لا بلسانه، بل التصرف للنور المحمدي الأحمدي. والى هذا القلب اشار الحديث القدسي”ما وسعني ارضي ولاسمائي ووسعني قلب عبدي” فهذا القلب يكون مخصوصا بالتجليات الإلهية الجمالية. وهذا المقام هو من اعلا مقامات التصوف،سماه الحكيم الترمذي مقام القرب،ويقول عنه ابن عربي:هومقام بين الصديقية،والنبوة التشريعية،وأصحاب هذا المقام تروْحَنوا،ونورانيتهم قوية،ويكون عندهم اسراء بأرواحهم،ويروا النبوة المحمدية بالمنام،وربما رأوها يقظة،وإذا ماتوا الأرض لاتأكل أجسامهم،وأرواحهم بعد الموت تبقى حرة مُطلقة،تنتقل حيث شاءت.فالاسراء يكون حسب مقام كل ولي،وحسب قامته العرفانية،وقربه من النبوة المحمدية،فمنهم من يكون اسراؤه الى السماء الاولي ،ومنهم غاية اسرائه الى السماء الثانية،ومنهم الى السماء السابعة،ويتجاوز البيت المعمور ،ويصل الى سدرة المنتهى،وهي نهاية السير (وهي كذلك نهاية السير بالنسبة لجبريل عليه السلام)لايتجاوزها أحد من المخلوقين، وفي اسرائه الولي تصاحبه النبوة المحمدية ،اسراؤه بروحه في حين اسراء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،كان بجسده الشريف المولود من أم وأب،، وبنعله الشريف. والولي في اسرائه تعطاه علوم جمة منها من يؤذن له في الكلام عنه وبعض العلوم لا يؤذن له في تبليغها(يقول ابن عربي لقوله صلى الله عليه وسلم “حدثوا الناس بما يعرفون اتحبون ان يكذب الله ورسوله).

والإسراء يخص اصحاب مقام الغوثية الصغرى والكبرى،ومقام الختمية الصغرى والكبرى.لأن هناك من بلغ مقام القطبية،ولكن هو دون الغوثية،فلا يكون له اسراء.

هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد