الاسم الأكبر الأعظم الأسمى: هو اسم لو دعا به الفرد المحمدي في أن يصير الجنوب شمالاً أو العكس،أو الشرق مغرباً أو العكس،أو صيرورة الكعبة الشريفة بفاس،وصيرورة الضريح الإدريسي بمكة المكرمة مثلاً،لكان ذلك قبل أن يرتد إليه طرفه.. والذاكر به كأنه ذاكر ربّه جلّ سلطانه بجميع ألسُن أهل السماوات والأرضين والأولين والآخرين،على اختلاف طبقات الموجودات. ولو فرضنا أن العالم كله غفل عن الله تعالى،وقام هذا الفرد المحمدي وذكر ربه جلّ ثناؤه به في ذلك الوقت،صدرت منه فتوة على أهل الأرض بأن تصدق عليها بثوابه لَما عدّوا من الغافلين.. وقوّة هذا الاسم بحسب الاعتبارات التالية: الأول: إنه في قوة التسع والتسعين اسماً،وهوتمام الوتر،وهو غاية ما يعرفه الناس.
الثاني: إنه في هذه التسعة والتسعين اسماً وتمام المائة،وفي قوة الأسماء المذكورة في التوراة الثلاثمائة،الأسماء المذكورة في الإنجيل الثلاثمائة،والأسماء المذكورة في الزبور الثلاثمائة، وبه تعلم أن الذاكر به هو محلّ نظره تعالى من الأرض،وهو في مقام الخلافة، وهو كل العالم. الثالث: إنه في قوة تلك الأسماء المذكورة،وفي قوة جميع الأسماء التي عليها الخلق والأسماء التي تسمّى الله سبحانه بها غير ما تقدّم،وفي قوة الأسماء التي استأثر بها في علم الغيب عنده. وكل هذه الاعتبارات قد لا تُعطي للذاكربه،اللهم إلا لذلك الخليفة الأكبر،ومن ها هنا تعلم معنى قول الشيخ الأكبر: أن للاسم الأعظم حُللاً.
ولأجل ذلك لا يقدر العالِم به أن يذكُره فوق مرّة،ثمّ يمكُث بعد ذكره له تلك المرّة سابحاً في بحار أنواره ونواميس لُجَج أسراره عدد الاعتبارات التي شاهدها حالة ذكره به.. ولا يُعطاه إلا من عرف العلوم والمعارف والحقائق التي عليها انتظم أمر العالم،وعَرف آداب الملائكة مع ربهم.. وأهله ليس لهم من المطامح إلا الثناء به على الله تعالى بما هو أهله.
كتاب خبيئة الكون لأبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني قدس الله سره