أخذتم علمكم ميتاً عن ميت

أبو يزيد البسطامي

قول أبي يزيد البسطامي:أخذتم علمكم ميتاً عن ميت،وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت اهـ.

يقول الشيخ الأكبر: إن المتأهّب الطالب للمزيد،المتعرض لنفحات الجود بأسرار الوجود، إذا لزم الخلوة والذكر وفرغ المحل من الفكر،وقعد فقيراً لاشيء له عند باب ربه،حينئذ يمنحه الله تعالى ويُعطيه.فيحصل لصاحب الهمة في الخلوة مع الله وبه من العلوم ما يغيب عندها كل متكلم على البسيطة،بل كل صاحب نظر وبرهان ليست له هذه الحالة،فإنها وراء النظر العقلي،وهو علم الأسرار..

ولا يسمى الشخص إلهياً إلا أن يكون أخذه العلوم عن الله من فتوح المكاشفة بالحق اهـ، ويقول: فمن ورث سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم في جمعيته،كان له من الله تعريف بالحكم،وهو مقام أعلى من الاجتهاد،وهو أن يعطيه الله بالتعريف الإلهي أن حُكم الله الذي جاء به رسول الله في هذه المسألة هو كذا،فيكون في ذلك الحكم بمنزلة من سمعه من رسول الله. وإذا جاءه الحديث عن رسول الله رجع إلى الله فيه،فيعرف صحة الحديث من سقمه.. لذلك قال أبو يزيد البسطامي في هذا المقام وصحته،يخاطب علماء زمانه وعلماء الرسوم.. فلا حجاب بين الله وبين عبده أعظم من نظره إلى نفسه،وأخذه العلم عن فكره ونظره،وإن وافق العلم،فالأخذ عن الله أشرف،وهذا مما بقي لهذه الأمة من الوحي،وهو التعريف لا التشريع اهـ..

هل أعجبك الموضوع؟ يمكنك مشاركته على منصتك المفضلة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد